يرد على مسامعنا كل يوم أحداث مؤسفة حول العالم سواء حروب أو جرائم أو حوادث ، وهكذا تمضي مسيرة الحياة ما بين المشاهد الدموية وما بين بعض الاستقرار الذي لا يلبث إلى أن يتحول إلى رؤية هذه المشاهد أو القراءة عن أخبارها التي تنتزع هذا الاستقرار من جذوره ؛ ليصبح الإنسان غير مستقر داخليًا حتى وإن أحاطه الاستقرار الخارجي ، وتتضاعف المذابح الجماعية التي قد يتسبب فيها فرد واحد فقط والذي يخرج إلى العالم ليعلن أنه مجرم أطاح بحياة العشرات من الأرواح .
وحينما يرتبط اسم الدين بالجرائم التي تحدث فإن ذلك قمة المغالطة ؛ حيث أن هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بالهجمات لا يخضعون في الحقيقة إلى الأوامر الإلهية التي تُحرم العنف إلا في حالات رد الأذى إذا وقع ، ولكن لا يجوز مُطلقًا في جميع الأديان السماوية أن يتم الهجوم على أي أشخاص ، وذلك ما تؤكده تعاليم الدين الإسلامي الحنيف .
مذبحة أورلاندو :
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الجرائم والمذابح الجماعية ، وقد حدثت مجزرة أورلاندو يوم 12 يونيو من عام 2016م ، واستهدفت هذه المجزرة نادي ليلي مخصص للمثليين في أورلاندو الواقعة في ولاية فلوريدا الولايات المتحدة ، وقُتل على إثر ذلك الحادث 50 شخصًا ، كما أصيب 53 آخرين نتيجة لإطلاق النار داخل الملهى .
أحداث الهجوم :
قام أحد الأشخاص باقتحام الملهى الليلي ثم قام بإطلاق النار على الموجودين داخله ليتسبب في مقتل وإصابة العشرات ، وقد أفاد جون مينا وهو قائد شرطة بأورلاندو أن الوضع داخل الملهى تحول فيما بعد إلى عملية احتجاز رهائن نحو الساعة الخامسة صباحًا .
حاول رجال الشرطة العمل على إنقاذ الرهائن الموجودة بالنادي الليلي ، ولكن خلال تلك المحاولة سقط العشرات مقتولين وأصبح الأمر غير واضح من ناحية مقتل الضحايا ؛ حيث كان هناك إطلاق نار متبادل بين الرجل المسلح الذي اقتحم الملهى وبين رجال الشرطة ، ولذلك لم يتم التعرف على السبب الحقيقي لسقوط الضحايا ؛ هل هو المسلح الذي هاجمهم أم سقطوا نتيجة تبادل إطلاق النار؟ ، وقامت السلطات الأمريكية بوصف الهجوم على أنه حادثة إرهابية محلية .
مُنفذ عملية الهجوم :
هو المواطن الأمريكي عمر مير صديقي متين الذي وُلد في نيويورك لأبوين من أفغانستان ، وعلى الرغم من أنه مسلم إلا أنه لم يتبع تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى الرحمة والسلام ، وأكد والده أن ما فعله الابن هو أمر غير مباح في الدين الإسلامي الحنيف ، وأن عقاب هؤلاء المثليين سيكون عند الله تعالى .
لم يقتصر الأمر على ذلك المسلح ولكن قام التنظيم المعروف باسم “داعش” بإعلان مسؤوليته عن عملية إطلاق النار داخل الملهى الليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا .
الأحداث بعد عملية الهجوم :
قام الكثيرون من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية بالاصطفاف أمام مراكز التبرع بالدم ، وذلك بعد أن تم توجيه الدعوة للمواطنين من أجل التبرع للمصابين ؛ غير أن العديد من المثليين من الرجال كانوا غير مؤهلين للتبرع بالدم ، وذلك بسبب التنظيم الاتحادي الذي يمنعهم من فعل ذلك .
وقد بدت ردود أفعال السلطات الأمريكية موضحة مدى الحزن الذي أصابهم ؛ حيث ورد على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يوم الهجوم يُعد يومًا مؤلمًا جدًا لجميع المواطنين الأمريكيين وخاصةً أصدقائهم المثليين ، كما أكد أن أي هجمات تحدث ضد أي مواطن أمريكي فهي بمثابة هجمات على جميع المواطنين الأمريكيين .