ما يُزرع بمرحلة الطفولة نُجنيه فيما بعد عندما يكبر الطفل ، ولكن هل فكرت يومًا أنك قد تُجني ما تزرعه سريعًا أيضًا ؟ قد لا يتصور البعض أن هناك أطفالاً يمكنهم ارتكاب جرائم قاسية ، تصل إلى حد القتل والاستمتاع والتلذذ به ، ولكن لن يصدق هؤلاء ذلك الأمر سوى بعد أن يقرؤوا قصة ماري بيل القاتلة الصغيرة .
طفولتها المبكرة :
ولدت ماري بيل لسيدة تدعى بيتي بيل ، تلك السيدة المنحرفة التي اتخذت من الدعارة مهنة لها طوال حياتها ، وقد أنجبت ماري من أحد الأشخاص ولم يُعرف حتى الآن من هو والد ماري الحقيقي ، ولذلك لم تستطيع بيتي أن تتأقلم مع تلك الطفلة التي رزقت بها فجأة ، ومنعتها عن ممارساتها المُخلة لوقت طويل .
كانت بيتي تعيش مع زوجها بيلي بيل الذي كان كثير التغيب عن المنزل ، ويقال أنه قد منح اسمه للطفلة عقب ولادتها لأنه والدها الحقيقي ، بينما شكك الكثيرون في تلك المعلومة ، خاصة أن بيتي بيل قد حاولت قتل ماري مرارًا وتكرارًا ولكنها لم تكن تفلح في ذلك .
فقد عانت بيتي بيل من اضطرابات نفسية عديدة ، خاصة عقب إنجابها لماري وهي في السابعة عشرة من عمرها ، وكان تكرار تعرض ماري للحوادث المفجعة ما يثير الشكوك نحوها ، فأولاً سقطت ماري من نافذة بالطابق الثاني ، ولكنها أُصيبت ببعض الكسور فقط ، أعقب ذلك نعرضها لنوبة إغماء تبين بعدها أنها قد تناولت عددًا من الأقراص المنومة ! ، واكتمل الأمر عقب ذهاب ماري للمشفى في حالة سيئة ، وتبين بعد ذلك أنها قد تناولت جرعة من أقراص منع الحمل ، قدمتها لها أمها على أنها حلوى .
قسوة :
كانت ماري قد تعرضت لشتى أنواع التعذيب ، وذكرت أن أمها قد أجبرتها على معاشرة الرجال وممارسة الرذيلة وهي في الرابعة من عمرها ، وحتى سن العاشرة كانت ماري مصابة بالتبول اللاإرادي ، فكانت أمها تأخذ برأسها وتضعها في مكان التبول ، وتقوم بوضع الفراش المبلل ببقعة البول خارج المنزل ليضحك عليها الأطفال الآخرون .
جرائم مبكرة :
بالطبع كانت ماري طفلة مضطربة نفسيًا ، وظهر ذلك في سلوكها التخريبي بمدرسة اتلتي التي كانت تذهب إليها ، والعنف الذي كان يميزها مع زملائها ، لدرجة أنها قد ذهبت للعب مع طفلتين في منزل مجاور لمنزلها ، فقامت بإلقاء إحداهما من الأعلى ، وعقب تلك الواقعة قامت أمهات الفتيات بالإبلاغ عن تصرفات ماري ، ولكن رجال الشرطة لم يتمكنوا من إثبات شيء ، ولم يتم القبض عليها نظرًا لصغر سنها .
وقعت جريمة ماري الأولى عندما قامت بخنق طفل في منزل مهجور ، وفرت هاربة وانتظرت كثيرًا حتى ذاع خبر وفاة الطفل عقب أن وجدته أمه وهو ملقى على الأرض داخل المنزل ، وذهبت ماري إلى أم الطفل تسألها بشأنه ، فأخبرتها الأم أنه قد توفى ، ولكن ماري قابلتها بابتسامة خبيثة قائلة أنها تعرف ذلك ، ولكنها ترغب في رؤيته داخل النعش ! ، ذهلت الأم من هذا الرد ولكنها صرفتها ببساطة ، دون أن تدرك بأن ماري هي من قتلت طفلها الوحيد .
لم تكتفي ماري بتلك الجريمة فقط ، فقد اتخذت من طفلة في مثل عمرها وتدعى نورما جريس صديقة وشريكة لها في جرائمها ، وقامت الفتاتان باستدراج طفل يتيم كان قد فقد أمه إبان ولادته ، ويعيش مع أخته وأبيه في منزل متواضع ، ويبلغ من العمر أربعة أعوام فقط ، أقنعته الفتاتان أن يذهب معهما في الطرف المقابل لمنزله ، فهناك سيدة تأتي بالحلوى للأطفال الذين يلعبون في هذا المكان .
بالفعل صدقهما الطفل وذهب برفقتهما من أجل الحلوى ، ثم أقنعته ماري بأن يستلقِ أرضًا ويغمض عينيه حتى تظهر السيدة ، فعل الطفل ما أرادت ماري مطيعًا وما أن أغمض عينيه حتى هجمت عليه ماري وخنقته بيديها ، حاول الطفل تخليص نفسه ولكنها كانت أكثر قوة منه ، فإرزق الطفل ولفظ أنفاسه الأخيرة أمامها وهي تتبادل الضحك مع صديقتها نورما!
وأثناء عودتهما قابلتا بات شقيقة الطفل وسألتهما ، فنفتا أنهما قد رأينه ، وقامتا بالبحث معها واستدرجتاها نحو الأرض المقابلة ، ولكن الفتاة انسحبت وقالت أنه لا يذهب بعيدًا عن المنزل ، وعادت وهي على بعد خطوات قلية من جثة أخيها الصغير الملقاة خلف الصخور .
ذهبت ماري إلى منزلها وأتت بمقص ، وحاولت أن تقطع رجل الصغير من الفخذ بالمقص ولكنها فشلت ، فقامت بقطع جزء من عضوه الذكري ، ورسمت أول حرف من اسمها M بالمقص في رأسه ، وظلت تضحك مع صديقتها وانصرفتا .
عثرت الشرطة على جثة الطفل بعد مرور بضعة أيام وأشار الفحص إلى أن من قام بالواقعة طفل ، نظرًا لقوة الضغط على العنق القليلة ، ولم يتشكك رجال الشرطة في ماري ولكنهم فحصوا كافة الأطفال القاطنون بالمنطقة ، وأثناء جنازة الطفل شاهد أحد أفراد الشرطة ماري وهي تضحك بشدة عندما خرج نعش الطفل ، وكانت تفرك يديها بقوة ، فأقسم أنه لن يدع طفلاً آخر يرقد بالقبر سوى بعد أن يتيقن بأن ماري هي القاتلة .
تم إلقاء القبض على ماري وهي بعمر الثالثة عشرة ، ونفت ما تم توجيهه إليها من اتهامات فقد كانت شديدة الذكاء والمراوغة ، وادعت أنها قد شاهدته يسير برفقة طفل آخر ولكن لسوء حظها ، كان الطفل الذي ادعت بشأنه الأمر في المطار في ذلك اليوم .
تم القبض على نورما جريس التي كانت أقل ذكاء وقوة من ماري ، فانهارت واعترفت بما حدث ، ولكن لم يكن هناك أدلة ضد ماري ، ورغم ذلك ألقي القبض عليها مرة أخرى ، وبتضييق الخناق عليها اعترفت ماري ولكنها وجهت الجريمة نحو نورما التي تم إطلاق سراحها ، فيما تم احتجاز ماري .
بفحصها تبين أنها مصابة بأمراض نفسية عدة من بينها أنها شخصية سيكوباتية معادية للمجتمع ، وتم إيداعها الإصلاحية ومن ثَم السجن وخرجت وهي بعمر الثالثة والعشرين ، حاولت ماري الهرب من السجن ذات مرة ونجحت بالفعل ، ولكن تم إلقاء القبض عليها مرة أخرى ، ولاحظ كل من بالإصلاحية أن سلوكياتها كانت تسوء بمجرد زيارة والدتها لها ، مما جعل المسئولون يمنعونها من الزيارة حتى خرجت ماري ، وتم منحها هوية جديدة لتعيش بها .
بالفعل خرجت ماري من محبسها وعاشت باسم آخر ، وتزوجت وأنجبت وهي متخفية وظلت بهذا الوضع ولا تعرف ابنتها عنها شيئًا ، إلى أن نشرت إحدى الصحف قصتها وأعلنت عن مكانها ، فتجمع العديد من البشر أمام منزلها وصاروا يهتفون بأنها قاتلة .
أخذت ماري ابنتها واختبأت إلى أن حضرت الشرطة وفرقت الجمع أمام منزلها ، وتم نقلها مع ابنتها إلى مكان آخر وبهوية جديدة حتى تستطيع العيش بالمجتمع ، وكانت ابنتها قد سامحتها على إخفاء ما حدث معها من قبل ، وصارت ماري أكثر هدوءً واتزانًا عقب أن أنجبت وصارت أمًا ، فكانت أكثر ميلاً للعيش في سلام بعيدًا عن ذكريات الطفولة البشعة والمشتتة التي عاشتها .