بعض الجرائم التي نستيقظ في الصباح لنقرأ عنها ، قد تصيبنا بأعراض غثيان وصدمة قوية ، نظرًا لبشاعتها من جانب ، أو للعلاقة التي تربط بين كل من القاتل والضحايا من جانب آخر .
فإذا ما قرآنا عن جريمة قتل فيها الأب أبناءه ، أو قتلت فيها الأم أبنائها وزوجها ، وخلافه قد نشعر بالضيق والحزن الشديد ، ولكن أكثر ما يثير دهشتنا هو الجحود الذي قد يصيب بعض الأبناء تجاه والديهم ، لأي سبب يدفعهم لارتكاب جريمة بشعة بقتل الوالدين ، وقد نتوقف قليلاً أمام الحادث لنتساءل ، ما الذي قد يدفع أحد الأبناء لقتل أبويه الذين سهرا وأنفقا كل أموالهما من أجل تربيته بطريقة صحيحة ؟
تايلر بليك :
تايلر بليك هاردلي ، مراهق في السابعة عشرة من عمره ، ولد في مقاطعة سانت جورج ، وكان له بعض الأشقاء الذين يكبرونه ببضعة أعوام .
عمل السيد بليك والد تايلر مهندسًا بإحدى محطات الطاقة النووية ، بينما كانت أمه تعمل معلمة بإحدى المدارس ، وكانت العائلة تعيش في تناغم وسعادة بالغة ، حيث أنفق الأبوان كل ما لديهما من أجل أبنائهم .
وبالفعل كان تايلر صبيًا هادئًا ومحبوبًا لكل من عرفه ، بالإضافة إلى أن علاقته بوالديه كانت جيدة جدًا ، حتى أنه كان يظل قابعًا أمام المنزل ، ينتظر عودة والده من ورديات عمله الطويلة ، من أجل أن يلعبا سويًا كرة السلة .
ولكن لا تدم الحياة على حال واحد لمدة طويلة ، فبمجرد دخول تايلر إلى المدرسة الثانوية ، حتى انقلب الموازين والأمور رأسًا على عقب ، فبدأ يرافق أصدقاء السوء ، وأصبح أقل انتباهًا لدراسته ، كما بدأ في تعاطي المخدرات والأدوية ، مما أثار غضب والديه فبدآ في توجيه اللوم إليه ، ولكن للأسف لم ينصاع تايلر لهما ، بل تمادى في غية أكثر مما سبق .
كان الفتى مضطربًا بشدة ، حتى أن زملاءه قد أقروا ، بأن تايلر كان يجلس معهم في الصف الدراسي ، ليضحك فجأة أو يبدأ في الصراخ بشكل مفاجئ يثير الذعر فيمن حوله ، بالإضافة إلى مروره بحالة حادة من الاكتئاب وعدم التكيف جيدًا مع من حوله .
وزعم الفتى المراهق قبيل ما قام بفعله ، أنه يتحدث إلى الشيطان كل يوم ، وأنه يطلب منه أمورًا لا يستطيع أن يفعلها ، مما أثار حزن والديه وبدآ في توجيهه إلى مصحة للأمراض النفسية ، من أجل إخضاعه للعلاج ولكنه أبى ذلك .
الحادث :
قام تايلر بعمل دعوة لكافة أصدقاءه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، وأخبرهم من خلاله بأنه سوف يقيم حفلة جماعية لهم داخل منزله.
لاقت دعوة تايلر الكثير من الإعجابات ، وبالفعل حضر في المساء عدد ضخم من المراهقين والمراهقات ، ممنين أنفسهم بليلة صاخبة من المرح والغناء وتعاطي المخدرات ، وفرصة للتعارف إلى بعضهم بعضًا .
اندهش كثيرًا بعض الرفاق ممن يعرفون تايلر ، نظرًا لأن والديه لا يسمحان بهذا الأمر مما تسبب في الكثير من الشجار بينه وبينهما ، وفقًا لمعرفتهم بتايلر ، ولكن الجميع أتى في الوقت المحدد ، بدا تايلر مضطربًا قليلاً ومتوترًا ، ولكنه كان يحاول الاستمتاع بوقته ، وطلب من أصدقائه الحضور في الغد أيضًا ، لأنه سوف يقيم حفلة أخرى منزله!
لم يمض الكثير من الوقت ، حتى قام تايلر بمحادثة صديقة توم في حديقة منزله ، بعيدًا عن صخب الحفلة وأخبره بأنه قتل أبويه ، اندهش توم وظن أن تايلر يمزح معه ، ولكن تايلر جره من يديه وصعد معه إلى غرفة بالطابق الثاني ، حيث شاهد توم جدران الغرفة ملطخة بالدماء ، والأثاث كذلك .
ثم جره تايلر للغرفة المجاورة ، وإذا بوالدي تايلر ممدان جثتان هامدتان فوق أحد الأسرّة ، حيث وضعهما تايلر فوقه .
هبط المراهقان إلى الحفل من أجل استكمال فقراته ، ولكن يبدو أن توم كان أصغر من أن يتحمل سر صديقه لوقت طويل ، وما لبث أن تناثر الكلام ، وتناقل الخبر بين من في الحفل من أحد لآخر ، حتى اتصل أحدهم بالشرطة التي أتت لفحص المنزل في منتصف الليل .
النهاية :
استيقظ جيران عائلة هاردلي في صباح اليوم التالي ، على الجريمة التي ارتكبها تايلر بحق والديه ، ولم يصدق الجميع ما حدث ، في حين أقر زملاءه في المدرسة أن تايلر كان مضطرب بشدة في الفترة القليلة قبل ارتكابه الحادث ، وصار متمردًا بشدة حتى أن الشرطة قد ألقت القبض عليه ، إثر شجار عنيف مع أحد الأشخاص ، مما دفع والديه إلى سحب هاتفه النقال منه قبل مقتلهما بأسبوع واحد فقط .
تم عرض تايلر على الأطباء ولكنهم أثبتوا صحة كفاءته العقلية والنفسية ، وأنه كان واعيًا عندما قام بارتكاب الجريمة وقد خطط لها قبل الارتكاب ، وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة دون العفو قط .