شاهدنا جميعًا أفلامًا سينمائية تروي قصصًا عن اختفاءات غامضة ، وحوادث قتل متفرقة على يد مختل ما ، أو أحد القتلة المتسلسلين وغيرهم ، وغالبًا ما يبدأ الأمر من خلال رحلة تخييم عادية للغاية لمجموعة من الأصدقاء بهدف الترويح عن النفس ، أو كسر حالة من الملل أو استغلال لأجازة دراسية ، ولكن تنتهي القصة بمأساة للمجموعة التي قررت أن تأخذ عطلتها في أماكن نائية.
ويستيقظ الجميع في حالة هلع نتيجة قتل بعضهم ، وانتظارهم لمصيرهم المحسوم مسبقًا منذ أن شاهدوا جثث أصدقائهم ، ونادرًا ما ينج أحدهم من هذا الموت الذي يلاحقهم ، ولكن قصتنا تختلف عنهم في كيفية القتل وطريقة ملاحقتهم.
البداية :
قرر تسعة من الشباب ، بينهم فتاتين أن يقضوا وقتًا ترفيهيًا في روسيا ، بأحد الجبال الشهيرة بها ويعرف باسم جبل لموت ، وهو مكان يذهب إليه العديد من الرواد بالمنطقة من أجل التزلج على الثلوج والاستمتاع بالوقت .
حزم الجميع أمتعتهم وانطلقوا جميعًا نحو وجهتهم إلى الجبل ، عدا واحدًا فقط كان قد أصابه برد شديد فلم يستطيع أن يستكمل رحلته مع رفاقه ، فعاد وتوقف عن المواصلة قبل صعود الجميع إلى الجبل.
آثار مفزعة :
كان من المقرر أن ينطلق الشباب نحو الجبل ويقضون به نحو بضعة أيام قليلة ، ولكن كان قد مر أسبوعين دون أن يأتي أحدهم ، مما تسبب في قلق ذويهم مما اضطر الجميع لإبلاغ السلطات المحلية بشأن اختفاء أبنائهم ، وبالبحث ومع تحديد وجهة الشباب صعد رجال الشرطة ، ليكتشفوا أن كافة الشباب قد قضوا نحبهم وماتوا فوق سطح الجبل.
وكان من المثير للدهشة والفزع ، هو أن الشباب لم يموتوا إثر تعرضهم لعاصفة ثلجية ما أو انهيار جليدي فوق رؤوسهم ، ولكن بدت الجثث مفزعة وكأنهم قد تعرضوا للقتل بطريقة بشعة ما.
بدا لرجال الشرطة أن الجثث والأمتعة الملقاة هنا وهناك ، كان سببها أن من كانوا بالمخيم قد انطلقوا فزعين للفرار من شيء ما كان قد هاجمهم في وقت متأخر من الليل ، مما اضطرهم للنهوض والجري فزعين هنا وهناك بشكل عشوائي.
وكانت الدلائل تشير إلى أن من لم يتمكن منهم من الهروب من فتحة الخيمة الرئيسة ، اضطر إلى شق الخيمة إلى نصفين من أجل أن ينج بنفسه ، وكان منهم من يرتدي ملابس خفيفة أو شبه عارية تدل على اضطرابهم وفرارهم من شيء مفزع أو مخيف للغاية.
وكشف الطب الشرعي أن كافة الضحايا قد تم انتزاع أعينهم من أماكنها بطريقة بشعة ، وأخرى تم تحطيم عظامها فيما يشبه تعرضهم للدهس بسيارة نقل مسرعة ، وكان من بين الجثث جثة لفتاة تم انتزاع لسانها مع عينيها أيضًا.
تلك الجريمة البشعة والحادثة الغامضة هزت المجتمع الروسي آنذاك ، إثر انتشار تلك الأخبار ، وقد فشل المحققون للأسف في حل غموض هذا اللغز ، أو الكشف عمن ارتكب تلك الحادثة البشعة ، ومع مرور الوقت ظهرت عدة نظريات في محاولة لكشف الستار عما حدث.
نظريات مفسرة :
عقب انتشار أخبار الحادث ، عادت شائعات خرافية بالمجتمع المحلي الروسي للانتشار ، مفادها أن رجل الثلج حقيقة وهو عبارة عن مخلوق شبه آدمي ، يأكل ضحاياه ، ولعل ما تسبب في انتشار تلك القصة أو الشائعة هو استبعاد احتمالية الانهيار الثلجي فوق رؤوس الضحايا ، فهو بالطبع لن ينزع أعينهم بتلك الوحشية المفرطة.
وعلى الجانب الآخر انتشرت شائعات أخرى بشأن بعض التجارب العسكرية الروسية ، باستخدام الأسلحة النووية ، حيث كانت تجرى بعض التجارب وما أيد تلك النظرية هو وجود بعض الإشعاعات المنتشرة بأجساد الضحايا ، ولكنها لم تفسير تكسير عظامهم أو انتزاع أعينهم كذلك.
ومن بين النظريات المفسرة الأكثر قبولاً لدى العديد ممن سمعوا بالحادث ، هو أن أفراد المجموعة قد تعرضوا جميعًا للقتل على يد قبيلة مانسي ، التي تسكن تلك المنطقة ، وأشارت الرواية الأولى لأفراد التحقيقات ، بأن أعضاء الفريق قد ضلوا طريقهم فآثروا التخييم على سفح الجبل في منطقة نفوذ تلك القبيلة دون أن يدروا ، لذا وبعد خلودهم للنوم هاجمهم أفراد القبيلة من أجل الانتقام منهم ، واختراقهم لمنطقتهم.
ولكن تلك النظرية قد تم دحضها ، نظرًا لأن آثار الأقدام الموجودة حول المخيم كانت لأفراد الفريق فقط ، بالإضافة إلى أن الخيام كانت ممزقة من الداخل وليس الخارج ، وأخيرًا أفراد قبيلة مانسي من المعروف عنهم أنهم ودودون للغاية.
وسميت تلك القضية بقضية دياتلوف نسبة إلى قائد الفريق ، والذي كان يدعى إيغور دياتلوف ويبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عامًا ، ولم يتم حل تلك القضية منذ وقوعها وحتى يومنا هذا.