قد يكون القاتل قريبًا جدًا من الضحية ، أبًا أو أخًا أو حتى زوجًا ، من منا ليس لديه جانب سري من حياته ، يحمل أفكاره وطموحاته ، وتوجهاته سواء أكانت حسنة أم سيئة ، صالحة أم طالحة ، خطيرة أم عادية ، القتل إحدى الرغبات المكبوتة لدى العديد ممن عاشوا طفولة سيئة ، أو واجهوا مخاطر كبيرة طوال حياتهم ، ولكن أن تكون زوجًا ، وأبًا وتعمل في دائرة الشرطة أيضًا ، فماذا ينقصك حتى تكون مواطنًا صالحًا ؟

ميخائيل بوبكوف ، وُلد عام 1964م ، في سيبيريا ، وعمل في دائرة الشرطة ، وعقب تقاعده عمل كحارس شخصي بإحدى شركات الحراسة الخاصة ، ثم عمل في مجال السيارات ، ومن غير المعروف حتى الآن ، متى بدأ بوبكوف في عملية القتل المتسلسل ، ولكنه اتهم في حوالي تسع وعشرون ضحية .

ويقال أنه قد ارتكب المزيد من الجرائم في مدن وولايات أخرى ، فقد كان بوبكوف يستغل وظيفته كرجل شرطة ، ويقبع بالقرب من الحانات والنوادي الليلية منتظرًا فريسته وضحيته القادمة ، كان بوبكوف يختار الضحية بعناية فائقة ، حيث يريدها دائمًا أن تكون مخمورة ، أو تترنح من شدة السًكر والرقص بالملهى الليلي الذي خرجت منه توًا ، ثم يعرض على السيدة إيصالها إلى أقرب منطقة قرب منزلها ، وكنّ بالطبع يركبنّ معه بحكم هيئته كرجل شرطة ، ولكن تتفاجأ كل منهن بأنه قاتل متوحش .

حيث يتجه بسيارته إلى الغابات النائية ، ولم يكن يتورع عن اصطياد أكثر من امرأة في ليلة واحدة ، ويجبر الضحية على خلع ملابسها كاملة في هذا الثلج ، وكن يفعلن ذلك بحكم سكرهن فلا يشعرن بالبرد آنذاك ، ولسوء حظهن يتفاجأن بتحوله إلى وحش كاسر يعيث في أجسادهم بمعول أو مطرقة أو أي شيء حاد يحمله معه ، وعندما تترنح الضحية في دمائها كالذبيحة ، يبدأ في اغتصابها ، وكان يتطور الأمر معه في العديد من المرات ، ويقوم بفصل الرأس عن الجسد ، أو خلع القلب من مكانه وهكذا .

وفي إحدى المرات نجت إحدى الضحايا بأعجوبة منه ، وذهبت لإبلاغ الشرطة وقدمت مواصفات دقيقة للغاية ، تطابقت معه ، إلا أن زوجته بحكم عملها أيضًا في جهاز الشرطة استطاعت نفي تلك الاتهامات ، وقدمت العرائض التي أخذ بها المحققون وأغلقت القضية ، ولم يُلتفت للبلاغ ، وكان من المثير أن ضحايا بوبكوف ، كن دائمًا قصيرات القامة ممتلئات الجسد ، ومخمورات.

في إحدى المرات أثناء قيام بوبكوف بجريمته ، استطاع أن يقنع فتاة في الخامسة عشرة من عمرها بالركوب معه لإيصالها ، وكانت الفتاة تبدو أكبر من عمرها ، وأخذها للغابة وأمرها بخلع ثيابها ثم ضربها على رأسها مرارًا إلى أن فقدت الوعي ، وتركها عارية في تلك الغابة في درجة حرارة تحت الصفر ، بعد اغتصابها ، وعثر عليها أحد الأشخاص وتم نقلها للمشفى ، وهناك فتحت الفتاة عينيها لتدلي بأقوالها التي كشفت النقاب عن جرائم بوبكوف ، ولكن تدخلت زوجته بعرائض جديدة أزالت عنه التهمة الموجهة إليه !

تلا ذلك ، وقوع جريمة جديدة وضحيتين جديدتين ، إحداهما كانت متزوجة ولديها طفل ، وقد أقنعتها أختها بالذهاب إلى حفل راقص من أجل تغيير روتين حياتها ، فقد كانت محبطة في تلك الفترة ، ولكن شقيقتها ذهبت للحفل ، ولم تعد سوى جثة هامدة كانت ملقاة بالغابة وعثر عليها وصديقتها أحد الرعاة ، وبالفعل تعرف أهل الفتاتين على الجثتان وطالبوا بالانتقام من القاتل .

أصيب بوبكوف بمرض الزهري من إحدى ضحاياه ، وظن رجال الشرطة أنه قد توقف في تلك الفترة أي منذ عام 2000م عن القتل ، ولكنهم اكتشفوا أنه قد استمر بجرائمه حتى ألقي القبض عليه ، فقد تم عمل تحليل DNA لرجال الشرطة كافة في المدينة وبلغ عددهم 3500 شرطي ، وتطابقت التحاليل مع بوبكوف ، الذي تم القبض عليه وإحالته للمحاكمة.

حُكم على بوبكوف بالجسن مدى الحياة ، حيث كانت روسيا قد ألغت حكم الإعدام منذ عام 1996م ، واعترف بوبكوف بجرائمه مشيرًا إلى عدد مهول من الضحايا ، الذين بلغ عددهم 83 ضحية ، وتم نقله إلى السجن ، وأُطلق عليه سفاح يوم الأربعاء ، حيث كانت الجثث يتم العثور عليها في يوم الأربعاء تحديدًا ! ، وهاجرت زوجته وابنته إلى مدينة أخرى ، لتبدآ حياتهما من جديد .

By Lars