لعنة المال دائمًا ما كانت دافعًا قويًا لارتكاب الجريمة ، حيث يقبع المال المحرّض الرئيس خلف العديد من الجرائم البشعة ، بخلاف قوة الشهوة وآلام الطفولة وغيرها من الأسباب المختلفة ، ولكن أن يحرّضك المال لقتل أباك ! هذا الأمر مختلف وقد يكون فيه جُرم أكبر ، من أية دوافع أو أسباب خلف جريمتك.
حدثت الجريمة عام 2003م ، عندما ضاق الحال بإحدى النساء ، نتيجة قلة ذات اليد ، فقررت أن تسعى للحصول على المال بأية طريقة ، ولكن ليس كما تعتقد أنه من أجل سد احتياجاتها ، وإنما من أجل التخلص من والدها ! نعم ، فبطلتنا قررت أن تحصل على المال بشكلٍ سريع وقوي ، من أجل استئجار قاتل محترف ، ليخلص على أبيها ، ومن ثَم ترث هي أمواله ، حتى تتخلص من معاناتها.
ولم تكن هذه الطريقة في التفكير ، هي الغريبة فقط وإنما ما فعلته المرأة المتهمة من أجل تنفيذها ، فقد قادها تفكيرها الشيطاني ، إلى استدراج أحد عمال توصيل طلبات البيتزا إلى المنازل ، وجره إلى أحد الأماكن المهجورة ، ثم قامت بلف قنبلة موقوتة حول عنقه ، من أجل إجباره على سرقة المال ، حتى تتمكن من تنفيذ خطتها تجاه والدها.
عامل التوصيل يُدعى (براين ويلز) ، البالغ من العمر 46 عامًا ، وكان يعمل لدى أحد المطاعم بولاية بنسلفانيا ، وفي أحد الأيام اتصل زبون بالمطعم ، وكان براين قد أنهى عمله ، ولكنه عاد مرة أخرى لتوصيل هذا الطلب ، وكان العنوان في أحد الأماكن النائية عند أبراج تابعة لإحدى المحطات الإذاعية .
ما حدث بعد ذلك لم يعرفه أحد ، حيث قُتل ويلز فيما بعد ، دون أن يستطيع التحدث إلى أي شخص ، ولكنه ظهر في اليوم التالي واضعًا شيئًا صلبًا تحت ملابسه ، ولم يدر بخلد أحدهم أنها قنبلة موقوتة ، ملفوفة حول عنق ويلز.
دخل ويلز أحد البنوك ، وهو يسير ببطء بقميصه المنتفخ ، وفي يده شيء يشبه العكاز ، يتكئ ويلز عليه ، ولكن تبين فيما بعد أنه ليس عكازًا وإنما بندقية ، كان قد أعطاها له أحد الأشخاص ، من أجل أن يهدد بها مدير البنك المتجه إليه .
وانطلق ويلز إلى داخل البنك ، وفيه يده ورقة كُتب عليها أنه لديه قنبلة موقوتة ، وسوف تنفجر خلال فترة وجيزة ، وأنه يجب عليه إعطائه ما يقدّر بربع مليون دولار ، توتر موظف البنك بشدة وأبلغ ويلز أنه لن يستطيع إعطائه هذا المبلغ ، وقام بإعطائه ما يقرب من ثمانية آلاف دولار ، أخذها ويلز في أحد الأكياس واتجه بها نحو باب البنك ، ليخرج ويقود سيارته بأقصى سرعة ، من أجل تسليم المبلغ المالي للأشخاص الذين أجبروه على القيام بذلك ، وتبعته بالطبع سيارات الشرطة ، حيث قام موظف البنك وبعض الناس ممن شاهدوا الواقعة بالإبلاغ الشرطة في الحال.
بالفعل ألقى رجال الشرطة القبض على ويلز ، وكبّلوه بالقيود ثم استداروا ليحتموا بسياراتهم خشية انفجار القنبلة في أية لحظة ، ثم قاموا بالاتصال بإحدى فرق التعامل مع المتفجرات ، وظل ويلز يصيح بهم أن يخلصوه من القنبلة وأنه بريء ، ومع تأخر فرقة التفجيرات ، انفجرت القنبلة بالفعل في صدر براين لتتركه خلفها جثة هامدة.
عقب تحقيقات مطولة ومكثفة ، نجحت الشرطة الفيدرالية في العثور والتعرف على المتآمرون ممن خططوا لتلك الجريمة ، حيث أثبتت التحقيقات تورط مارجوري أرمسترونج ، وهي المخططة الرئيسة لهذه العملية ، ولديها سوابق من قبل ، بالتعاون مع بارنرز وهو رجل متوسط العمر ، ويعمل في إصلاح الأجهزة الكهربائية ، وروشتين والذي يُعتقد أنه قام بتصنيع القنبلة.
ومات روستين الذي صنع القنبلة ، في حين حُكم على بارنرز بالسجن لمدة 45 عامًا ، بينما نالت مارجوري حكمًا بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 30 عامًا أخرى ، أي أنه من العسير أن تخرج من السجن ، طوال حياتها .