قصة بوبي دنبار من أغرب قصص الاختفاء، بالرغم من أن الطفل قد عاد لأهله بعد أن انتشرت قصة اختفائه وشغلت الرأي العام الأمريكي في الفترة بين عامي 1912 و1913م، لكن عودته كان أكثر جدلًا من اختفائه لأن الشرطة بعد أن عثرت على الطفل الذي اعتقدت أنه هو نفسه بوبي دنبار ظهر شخصين وادعيا أن هذا الطفل هو ابنهما وليس طفل عائلة دنبار المفقود وقد أصرا على ذلك لكنهما لم يستطيعا دفع تكاليف محامي لذلك احتفظت عائلة دنبار بالطفل الذي عاش لبقية حياته باسم بوبي دنبار، وفي عام 2004 م أثبت تحليل dna أن هذا الشخص ليس من أقرباء الدم لعائلة دنبار.

كان روبرت كلارنس دنبار “بوبي”هو الابن الأول لكل من ليسي وبيرسي دنبار من أوبلوساس بولاية لويزيانا، وقد ولد في أبريل من عام 1908م، لكن في أغسطس 1912م عندما كان الطفل في الرابعة من عمره قامت العائلة برحلة صيد بالقارب بالقرب من بحيرة سويزي بسانت لاندري باريش بولاية لويزيانا، وأثناء تلك الرحلة اختفى بوبي وبعد أن بحثت العائلة في كل مكان ولم تعثر على الطفل أبلغت الشرطة.

بدأت الشرطة البحث عن الطفل في كل مكان ومسحوا المنطقة، وقاموا بإمساك التماسيح من البحيرة وفحصها، وأيضًا ألقوا الديناميت في الماء على أمل أن يقذف جسم الطفل خارج البحيرة، لكن كل ذلك كان دون فائدة.

بعد ثمانية أشهر من الاختفاء تلقت عائلة دنبار أخبار سارة، فقد تم العثور على صبي يوافق وصف بوبي المفقود في ولاية ميسيسيبي، فقد شوهد رجل يدعى ويليام كانتويل والترز وهو عامل متنقل وبصحبته الصبي، وعندما ألقت السلطات القبض عليه، أدعى أن هذا الطفل الذي برفقته هو تشارلز بروس أندرسون الابن غير الشرعي لأخيه من سيدة تعمل مع عائلته تسمى جوليا أندرسون.

وادعى أيضًا أن جوليا قد تركت ابنها في رعايته لأنها ذهبت للبحث عن عمل ، وأيد العديد من سكان القرية قصة الرجل، ومع ذلك فإن الشرطة اعتقلته واحتفظت بالصبي.

وحتى يومنا هذا مازال اللقاء الأول بين الطفل وعائلته المزعومة محل نزاع، فقد أدعت بعض الصحف أن الصبي عندما رأى ليسي صرخ على الفور” أمي”، وهناك روايات أخرى تقول أن ليسي وبيرسي دنبار كانا مترددين في تأكيد أن هذا الصبي هو نفسه بوبي.

وفي اليوم التالي بعد أن اصطحبت العائلة الصبي إلى المنزل وبعد استحمامه، قالت ليسي دنبار أنها تعرفت على بعض الشامات والندوب الموجودة على جسده وأكدت أنه هو نفسه ابنها بوبي.

بعد أيام قليلة من عودة بوبي لأسرته، ظهرت جوليا روبنسون بنفسها، ودعمت مزاعم والترز بأن هذا الصبي هو ابنها وأنها تركته مع عمه لعدة أيام حتى تبحث عن عمل، لكن الأيام تحولت إلى شهور لكنها لم تتمكن خلال تلك الفترة العثور على أي شيء.

اتصلت الشرطة بعائلة دنبار وطلبت منهم إحضار الطفل، ليكون ضمن تشكيل من الأطفال، لمعرفة إذا كانت جوليا سوف تتعرف عليه وتميزه من بين الأطفال.

تم وضع الطفل في صف يتكون من خمسة أطفال أخرين في نفس عمره، وعندما عرض الأطفال على جوليا لم تتعرف على صبي عائلة دنبار، كما أن الطفل لم يشر إلى أنه يعرفها، وفيالنهاية قالت جوليا أنها غير متأكدة أن ابنها بين هؤلاء الأطفال.

في اليوم التالي رأت جوليا الطفل مرة أخرى، وسمحوا لها بخلع ملابسه،أشارت إلى أنها أصبحت متأكدة أن هذا الطفل هو ابنها بروس بالفعل، ومع ذلك فقد انتشر خبر فشلها في التعرف عليه في أول مرة، كما أن الصحف شككت بأخلاقيات وشخصية جوليا حيث أنها أنجبت طفلين أخرين خارج إطار الزواج وتوفيا، فتم رفض ادعاء جوليا.

وكان على جوليا لإثبات أن هذا الطفل هو ابنها أن توض نزاع قانوني طويل الأمد، لكنها لم تملك أموال كافية لفعل ذلك، فعادت إلى موطنها بولاية كارولينا الشمالية، ثم عادت مرة أخرى إلى ليزيانا في وقت لاحق لحضور محاكمة والترز وإثبات براءته من تهمة الخطف، والضغط على المحكمة لإثبات أمومتها للطفل.

وخلال المحاكمة أتى العديد من سكان بلدة بوبلارفيل وشهد الكثيرين منهم ببراءة والترز من الخطف وأن الصبي قد قضى وقتًا طويلًا في القرية، وأنهم شاهدوا الطفل مع والترز قبل وقت اختطاف بوبي دنبار، وعلى الرغم من شهادتهم حكمت المحكمة في النهاية أن الطفل هو بوبي دنبار، وأدين والترز بتهمة اختطاف طفل، وظل الطفل في عهدة عائلة دنبار.

نشأ الصبي كبوبي دنبار وتزوج وأنجب أربعة أطفال وتوفي في عام 1966، أما والترز فقد قضى عامين في السجن، ثم نجح محاميه في استئناف إدانته، وحصل على حقه في محاكمة ثانية، وبسبب التكاليف الباهظة للمحاكمة الأولى، رفض المدعون محاكمته مرة أخرى وحصل على إطلاق سراح وعاد لقريته واستأنف أسلوب حياته السابق قبل السجن، وتوفي في 7 أبريل 1945م ودفن بجانب زوجته، وقد أكد أحفاد شقيقه أن والترز حافظ على زيارة والده عدة مرات كل عام، وخلال كل الزيارات كان يؤكد براءته من تهمة الاختطاف.

بعد المحاكمة رحب سكان بوبلارفيل بجوليا أندرسون وبدأت حياة جديدة هناك وتزوجت وأنجبت سبعة أطفال، ووفقًا لأحفادها فإنها عاشت حياتها كمسيحية متدينة وعملت كممرضة قابلة في القرية وساعدت في تأسيس كنيسة، ومع ذلك فإنها كانت تتحدث كثيرًا عن طفلها المفقود الذي اختطفته عائلة دنبار.

لاحقًا بعد سنوات من وفاة بوبي دنبار قررت مارجريت دنبار كاترايت وهي إحدى حفيداته أن تجري تحقيقاتها الخاصة في الحادث القديم، فقامت بلقاء عدد من أطفال جوليا أندرسون وفحصت قصاصات الصحف القديمة التي تحدثت عن الحادث، كما فحصت أدلة دفاع والترز التي قدمها محاميه أمام المحكمة وأوراق الاستئناف، وعلى الرغم من أنها حين بدأت هذا التحقيق كانت ترغب في إثبات أن جدها هو ابن عائلة دنبار، إلا أن العكس هو ما حدث، حيث بدأت تشك في اعتقادها.

روى أحد أبناء جوليا أندرسون أثناء المقابلات أن بوبي دنبار زاره في عام 1944م في مكان عمله، وتحدث معه، كما روت جولز وهي أحد أبنائها أيضًا أن رجلًا تعتقد أنه بوبي قد أتى إلى محطة الخدمة التي كانت تعمل بها وبدأ معها حوار وتحدثا سويًا لفترة طويل.

وفي عام 2004م اتصل مراسل من صحيفة أسوشيتد برس بعائلة بوبي للتحقيق مجددًا في تلك القصة، وطلب من بوب دنبار الابن أن يخضع لفحص الحمض النووي dna لإغلاق ملف تلك القضية التي حيرت الرأي العام لما يقرب من قرن من الزمان تمامًا، وبالفعل وافق بوب.

وبعد اجراء الاختبار لبوبي وواحد من أبناء عمومته من عائلة دنبار وهو ابن أنزو الأخ الأصغر لبوبي دنبار، وكانت النتيجة أن أثبت التحليل أن بوب دنبار الابن لا تربطه علاقة دم بابن عمه المزعوم، وبذلك يكون بوبي الأب ليس من أفراد تلك العائلة وبالطبع فإن هذا التحليل جلب السعادة لأفراد عائلة جوليا ووالترز، ونظرًا لأن هذا الاختبار نهائي فإن مصير الطفل بوبي دنبار الحقيقي لا يزال مجهول حتى اليوم، لكن مارجريت دنبار كترايت تعتقد أنه ربما سقط في البحيرة أثناء رحلة الصيد وأكله تمساح.

By Lars