يعد لغز اختفاء عائلة مارتن من بورتلاند بأوريجون بالولايات المتحدة
من أكثر القضايا غموضًا في تاريخ أوريغون
والتي لم يتم حلها بالكامل حتى يومنا هذا،
كانت العائلة بالكامل قد اختفت أثناء قيامها برحلة
ليوم واحد في بعض الأراضي الخضراء لجمع زينة عيد الميلاد.
بدأت أحداث القصة في 6 ديسمبر 1958م،
عندما حضر كلًا من كينيث وباربرا مارتن حفلة عيد الميلاد،
وبعد العودة لمنزلها الواقع في شارع 56 في حي روزواي شمال شرق بورتلاند،
قررا بعدها أن يذهبا في اليوم التالي بجولة لمدة يوم واحد عبر البلاد.
وفي صباح يوم 7 ديسمبر غادر كينيث وباربرا ومعهما بناتهما الثلاثة باربي وسوزان وفيرجينيا،
وكانت باربي حينها طالبة في مدرسة جرانت الثانوية،
وكان للأسرة ابن أكبر يسمى دونالد وكان عمره حينها 28 عامًا
لكنه كان يعمل في البحرية الأمريكية ومقيم بنيويورك.
استقلت الأسرة سيارتهما من نوع فورد كونتري واتجهت شرقًا باتجاه كولومبيا ريفر جورج،
حيث كانوا ينوون جمع الأعشاب وعض الزهور لصنع الأكاليل والزينة لعيد الميلاد،
وقدكان تحديد الأماكن التي ذهبت إليها العائلة على مدار اليوم بالتحديد صعب في ذلك الوقت،
لكن أحد ملاك محطات الوقود ويدعى دين باكستر،
أفاد بأنهم اشتروا منه 9 جالونات من البنزين من محطته في كاسكيد لوكس
والواقع على بعد حوالي 40 ميل من منزل العائلة،
وكان ذلك في حوالي الساعة الرابعة، ووفقًا لباكستر
فإنهم استمروا في السير شرقًا بعد ملء البنزين.
كما شوهدت العائلة مرة أخرى بعد فترة وجيزة من مغادرة المحطة،
في بار باراديس سناك بهود ريفر،
وهو يقع على بعد حوالي 20 ميل شرق المحطة،
وذكرت نادلة تعمل بالبار تسمى كلارا يورك أنها شاهدت العائلة،
وشهد أيضًا بعض السائقين على الطريق أن أنهم شاهدوا العائلة
على الضفة الشمالية لنهر كولومبيا في ولاية واشنطن وقت الغسق،
لكنهم لم يستطيعوا تحديد المكان بدقة.
في يوم 9 ديسمبر لوحظ غياب الابنة باربي عن فصلها الدراسي
كما أبلغ معلمي كصا من سوزان وفيرجينا
عن تغيبهما من مدرسة روز سيتي،
كما أن الأب كينيث كان يجب أن يقدم تقريرًا مفصلًا بالشركة التي يعمل بها،
وفي مساء نفس اليوم قدم مدير كينيث بالعمل ويدعى تايلور إكليس بلاغًا رسميًا بفقدان الأسرة،
فاتجهت الشرطة لمحل إقامتهم في حوالي الساعة 11 مساءًا،
وبحثوا في المنزل عن أي علامات اقتحام أو تلاعب لكنهم لم يجدوا أي شيء غير طبيعي،
فكان الغسيل مازال بالغسالة،
كما أن الأطباق من اليوم السابق كانت لا تزال على رف تجفيف بالمطبخ،
وكان هناك مبلغ مالي كبير في حساب العائلة المصرفي.
قامت شرطة مقاطعة مولتنوماه ومقاطعة هود ريفر بعمليات بحث
لكنهم لم يتمكنوا من الوصول لأي نتائج أو خيوط جوهرية.
تم العثور على سيارة شيفروليه بيضاء مسروقة في محطة كاسكيد لوكس
يوم اختفاء العائلة، لكنها لم تكن هي سيارة العائلة،
لكن عثر بالقرب من موقع السيارة على مسدس
كولت كوماندر تم التخلص منه في الأدغال وكان مغطى بالدماء الجافة،
وتم تسليم المسدس للسلطات لكنهم لم يقوموا بفحصه.
ولكنهم قاموا بتتبع الرقم التسلسلي للمسدس
فوجد أنه كان من بين عدد من الأدوات الرياضية
والتي كان دونالد مارتن قد اتهم بسرقتها قبل سنوات
أثناء عمله في أحد متاجر بيع الأدوات الرياضية.
في 8 ديسمبر تم القبض على الشخصين الذي سرقا السيارة الشيفرولية
التي وجدت بالقرب من موقع اختفاء العائلة،
وكان كلاهما من المدانين بجرائم سابقة،
وقد شهد نادل في معطم في هود ريفر أن الرجلان
كان موجودان في المطعم في نفس الوقت الذي تواجدت فيه عائلة
مارتينيو كما أنهما غادرا في نفس وقت مغادرة العائلة.
في الأسابيع التالية للاختفاء تلقت الشرطة 200 رسالة
ومئات المكالمات الهاتفية،
ومن بينها رسالة من مالك بستان في شرق بورتلاند أدعى فيها
أنه شاهد رجل وامرأة يجمعان العشب يوم 7 ديسمبر من مكان به مقبرة للسكان الأصلين،
وأنه لاحظ بعد أسابيع أن هناك مئات الصقور تطير في هذا الاتجاه،
فتم تفتيش الوادي ولم يتم العثور على شيء.
في 28 ديسمبر 1958م تم اكتشاف قفاز نسائي بالقرب من موقع السيارة اليفروليه
وقد ذكر في التحقيق أن تلك القفازات تشبه التي كانت باربرا سترتديها،
ومع ذلك لم يجزم أحد أنها نفس القفازات.
في يوم 31 ديسمبر اتصل رجل بالشرطة ليخبرهم أنه رأى سيارة تتطابق
مع وصف سيارة عائلة مارتينيز موجودة على طريق بالدوك السريع،
تم إبلاغ جميع دوريات الشرطة الموجودة على طول الطريق
ولم يتم العثور على السيارة، كما تلقت الشرطة رسالة من شخص ادعى أنه شاهد العائلة
عشية عيد الميلاد في بيرلينجتون،
كما أبلغ شخص أخر في 7 يناير 1959
وكان ساق شاحنة وقال أنه شاهد سيارة متوقفة في بيلينغز مونتانا
تشبه مواصفات سيارة مارتينيز، مع لوحات مرخصة من أوريجون.
بحلول فبراير 1959 ،
أجرى المحققون عمليات بحث في مواقع مختلفة ،
بما في ذلك منطقة العاصمة بورتلاند الكبرى ،
وكذلك عمليات البحث في جبل هود، وخلال هذا الوقت ،
عثر باحث متطوع على مسارات الإطارات المؤدية من جرف
بالقرب من ذا داليس والتي قيل إنها تطابق إطارات سيارة الفورد
فتم إرسال رقائق الطلاء التي تم استردادها في هذا الموقع إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي لتحليلها ،
وتقرر أن الطلاء كان نفس الطلاء المستخدم في صنع وطراز سيارة العائلة،
واستنادًا إلى احتمال أن تكون مركبة مارتينز قد سقطت في النهر ،
قام سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي بتخفيض مستوى النهر بمقدار 5 أقدام (1.5 متر) في البحيرة خلف سد بونفيل ،
والذي تم البحث عنه باستخدام تقنية السونار ولكن لم تسفر عملية البحث عن نتائج.
في 1 مايو 1959 ،
بعد ثلاثة أشهر من الإبلاغ عن الإطارات ،
ورد تقرير أن منصة حفر نهرية بالقرب من ذا داليس
قد ربطت شيئًا ذا وزن كبير بالمرساة ؛ ومع ذلك ،
فقد تم طرده قبل أن يتم سحبه إلى السطح، وفي ساعات الصباح الباكر من يوم 2 مايو ،
أبلغ صياد وزوجته عن رؤية ما يبدو أنهما جثتان تطفوان في اتجاه مجرى النهر
بالقرب من كاسكيد لوكس؛ وأنهم رأوهما مرة أخرى لاحقًا بالقرب من سد بونفيل.
بعد ظهر يوم 3 مايو ،
تم اكتشاف جثة سوزان على الضفة الشمالية لنهر كولومبيا ،
بالقرب من كاماس ، واشنطن ، على بعد 70 ميلاً 110 كم غرب داليس،
وتم تأكيد هويتها بشكل إيجابي من خلال سجلات طب الأسنان،
في صباح اليوم التالي ، 4 مايو ، تم اكتشاف جثة فيرجينيا بالقرب من سد بونفيل ،
على بعد حوالي 46 ميلاً 74 كم غرب داليس
وأكدت هويتها أيضًا من خلال سجلات طب الأسنان.
بعد فحص الجثث بواسطة الطب الشرعي،
تم الإبلاغ عن أن سبب الوفاة هو الغرق،
وقد تم العثور على آثار للألمونيوم في ملابس سوزان،
واشتبه عمدة هود ريفر أن منصة الحفر تسببت في انقلاب سيارة الأسرة في النهر،
وقد أزاحت أحد الأبواب بعد أن علقت بها مما أدى لانجراف جثث الفتيات،
فتم اجراء مزيد من عمليات البحث في النهر
لكن بعد غرق أحد رجال الإنقاذ تم تعليق البحث ولم يعثر على جثث كينيث وباربرا وباربي أبدًا.
ولكن بعض المحققين ظلوا يعتقدون أن الأشخاص الذين تم القبض عليهم
كان لهم علاقة بما حدث للأسرة،
وفي يوليو 1999 تم تنظيم عمليات غوص وبحث بالسونار الحديث،
في محاولة لإيجاد سيارة العائلة، لكن دون جدوى.
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا