كانت فتيات الكشافة لوري فارمر وميشيل غوس ودوريس ميلنر تتراوح أعمارهم بين 8 و 10 سنوات عندما تعرضوا للاغتصاب والقتل بوحشية في معسكر سكوت في أوكلاهوما في 13 يونيو 1977م وبالرغم من فظاعة الحادث إلا أن لغز تلك الجريمة لم يتم حله حتى يومنا هذا.

في وقت من الأوقات كان المعسكر الصيفي عنصرًا أساسيًا في التجربة الأمريكية لأجيال، لكن في عام 1977 ، اتخذ المعسكر الصيفي دلالة جديدة ومروعة للعديد من الأسر بعد وقوع جريمة قتل ثلاثية مروعة وكأنها أحداث فيلم من أفلام هوليود، وتحمل الجريمة اسم مقتل فتيات الكشافة في مكسر سكوت.

ففي هذا العام تعرضت الفتيات الثلاثة للاغتصاب والضرب بالهراوات والخنق حتى الموت، وتم العثور على الجثث الثلاثة قبل صباح يوم 13 يونيو بوقت قصير، حيث كانت إحدى المشرفات تتجه للحمام حوالي الساعة الثالثة صباحًا، عندما لاحظت وجود ثلاثة أكياس نوم ملقاة بشكل غريب داخل الغابة على بعد 150 قدم من المعسكر.

وقد لاحظت المشرفة على الفور وفاة الفتاة دوريس ميلنر حيث كانت جثتها موضوعة على كيس النوم الخاص بها، فقامت المشرفة على الفور بالركض لطلب النجدة، حيث اعتقدت أن الفتاة تعرضت لحادث لكنها لم تكن تتخيل وصول الأمر لتلك الدرجة.

لكن عندما حضر مدير المخيم ومعه الممرضة وتم فتح الأكياس الأخرى ظهرت الحقيقة حيث عثر على جثة الفتاتين لوري وميشيل.

في هذا الوقت كان قد يمر يوم واحد فقط منذ أن فتح معسكر سكوت أبوابه لاستقبال طلاب المعسكر الصيفي، وقبل هذا الحادث بيوم واحد فقط كانت الفتاة السوداء الوحيدة في المخيم دوريس ميلنر تودع والديها بالدموع، ومع ذلك سرعان ما تعرفت على زميلات جدد في المعسكر هما لوري فارمر وميشيل غوس، لكن الفتيات لم يكن يدركن أن صباح اليوم التالي لن يبزغ عليهن.

كانت مقاطعة مايز التي أقيم بها المخيم يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، وكانت الغابات الشاسعة تحيطها من جميع الاتجاهات، وكان المخيم يبعد ميلين عن بلدة لوكست جروف و50 ميلًا عن مقر فتيات الكشافة في تولسا، ولذلك كان هذا المكان مثاليًا لإقامة المخيم الذي بدأت إقامته منذ عام 1928م واستمر عام تلو الآخر، إلى أن أغلق للأبد بعد مقتل الفتيات الثلاثة.

أما ميشيل هوفمان المشرفة التي كان المنوط بها رعاية الفتيات فقد كانت تقضي صيفها السابع كمشرفة في المعسكر، وكانت تبلغ من العمر 15عامًا حينها، وتتذكر هوفمان أن الفتاة دوريس ملنر عندما كانت تودع والديها كانا قلقين لكنها طمأنتهما وأخبرتهما كيف شعرت حين ذهبت للمخيم لأول مرة كانت الغابة مظلمة وبدا كل شيء في المعسكر مخيف، إلا أنها بعد أول مرة هناك شعرت بالرغبة في العودة للمعسكر.

وقالت هوفمان أنها بمجرد وصول الحافلة لمكان المعسكر حرصت على إحضار دوريس إلى مكان قريب من الحمام والمطبخ في نفس الوقت وأن دوريس تعرفت على الفتاتين وبدأت بينهن صداقة على الفور، وقد لعبن وغنين بعض الأغاني معًا، أما المشرفة الأخرى في المعسكر كارلا ويلهايت والتي اكتشفت جثث الفتيات، فقد أكدت أن الفتيات الثلاثة كن من أكثر الفتيات هدوءًا في المعسكر، وأن الفتيات بعد قضاء نهار سعيد في المعسكر توجهن للنوم قبل حلول الليل.

وفي الساعة الثامنة من صباح اليوم بينما كانت الشرطة تعاين مسرح الجريمة، التالي بدأت التقارير الصحفية تتحدث عن الجريمة المروعة فبعض المراسلين أطلقوا عليه اسم حادث غريب أما البعض فقد اعتقدوا أنه مسرحية هزلية.

اتضح من التحقيق الأولي أن هناك فتاة عوملت بطريقة مختلفة عن الفتاتين الآخرتين، فقد ضربت كل من فارمر وجوز حتى الموت أما ميلنر فقد خنقت وتركت خارج كيس النوم.

وبالطبع تم إعادة جميع الفتيات الآخريات في المعسكر إلى منازلهن قبل عصر هذا اليوم، أما تحقيقات الشرطة فقد كشفت عن سماع ضوضاء غريبة في الليل، وقد شهد بعض الحاضرين أنهن سمعن أصوات أنين في الساعة الواحدة والنصف صباحًا، كما شهد بعد الفتيات في خيمة مجاورة لخيمة الفتيات أنهن استيقظن حوالي الساعة الثانية بعد إضاءة مصباح يدوي في وجوههم، وأكدت فتاة أنها سمعت صراخًا في حوالي الساعة الثالثة، وقالت فتاة أخرى أنها سمعت شخص ينادي ” أمي، أمي”.

كما ادعى أحد ملاك الأراضي القريبة من المعسكر وجود قدرًا هائلًا من الازدحام المروري على الطريق الموجود بالقرب من المعسكر بين الساعة الثانية والثالثة صباحًا.

وقد وجدت الشرطة آثار أقدام داخل وخارج الخيمة لكنها اختلفت في الحجم، وعثرت الشرطة على شريط لاصق ومصبا يدوي وأسلاك، كما عثرت الشرطة على بصمة في مسرح الجريمة لكنها فشلت في الوصول لصاحبها.

وكان الأمر الأكثر ترويعًا الذي كشفته التحقيقات هو أن شخصًا ما كان قد ترك ملاحظة مكتوبة داخل أحد العربات التابعة للمخيم في شهر أبريل السابق وقوع الجريمة، قال فيها” نحن في مهمة لقتل ثلاث فتيات في الخيمة الأولى” ووقع باسم القاتل، وقد تعامل مدير المخيم مع تلك الرسالة على أنها مزحة.

بدأت الشرطة تستخدم الكلاب لتتبع الآثر، وقد وصلوا في النهاية لكهف يقع على بعد ميلين من المعسكر ووجدوا فيه نظارات يبدو أنها سرقت من المخيم، ووجدوا صور لمجموعة من النساء، وتم ربط تلك الصور برجل يدعى جين ليروي هارت، ووجدوا كتابة تقول “كان القاتل هنا، وداعًا أيها الحمقى، وكتب تاريخ 17-6-77”.

وعند البحث وجد أن هارت كان قد أدين بتهمة الاغتصاب والاختطاف وأنه هرب من سجن مقاطعة مايلز 1973م، واعتقدت الشرطة أن أعضاء قبيلة الشيروكي الهندية كانوا يحمون هارت منذ هروبه من السجن، وبالفعل عثر عليه، لكن أعضاء الحركة الهندية الأمريكية أكدوا أنه برئ وأن الشرطة تحاول البحث عن كبش فداء من الهنود لتحمله مسئولية الجرائم وتغلق القضية.

وتم توجيه تهم بالقتل في ثلاثة جرائم من الدرجة الأولى لهارت واستمرت محاكمته في الفترة من 19 مارس وحتى 30 مايو 1979م، وادعت النيابة أن الشعر الذي وجدوه على الشريط اللاصق الذي عثر عليه في مسرح الجريمة كان يخص هارت وأن نظارته قد تمت سرقتها من المخيم.

بينما ادعى دفاع هارت أن النظارة كانت تخص إحدى ضحاياه في الجريمة الأولى، أما الشعر فقد زرعته الشرطة في مسرح الجريمة لتلصق التهمة به.

وخلال سماع الشهود شهدت نادلة تسمى دين بويد تعمل بمطعم يقع على بعد 15 ميل من المخيم أنها تعرفت على رجل سمى وليام ستيفنز كان قد دخل المطعم وهو متوتر، ووجد أن ستيفنز كان قد أدين بالاغتصاب من قبل، كما رآه شخص في موقع المخيم قبل عدة أيام من المخيم.

وقد شهد صديق ستيفنز بأنه قد أعاره المصباح اليدوي الذي عثر عليه في مسرح الجريمة، وأنه اعترف له بارتكابه للجريمة، وقد أدى ذلك لتبرئة هارت في 30 مارس 1979م، وقد توفى بنوبة قلبية في نفس العام، ولم يدان أي شخص بارتكاب الجريمة.

ولا تزال المجموعات المهتمة بجرائم القتل التي لم يتم حلها تبحث في الجريمة، وقد أكدوا في عام 1989م أن اختبار الحمض النووي لعينات السائل المنوي التي تم جمعها يوم الحادث ظهر أن ثلاثة من بين خمسة تطابق الحمض النووي لهارت.

By Lars