تلعب الصدفة دورًا هامًا في حياتنا جميعًا، لكن لن نجد كثيرين في العالم ممن يمكنهم كسب مليار دولار في عامين فقط لكن بالنسبة لكيفن سيستروم مؤسس الانستجرام بالرغم من أننا لا يمكن أن ننسب ما وصل إليه للصدفة فقط حيث أنه قد بذل جهدًا في تطوير تطبيقه، إلا أنه هو نفسه لم يكن يتصور أنه في خلال عامين فقط سوف يحصل على كل هذه النجاح والشهرة بسبب تطبيق طوره في البداية من أجل إشباع هواياته وأن قصة قصة نجاح انستقرام ستكون قصة ملهمة.
ولد سيستروم في ولاية ماساتشوستس عام 1983م، وكان والده دوجلاس سيستروم مدير تنفيذي بقسم الموارد البشرية بإحدى الشركات بينما والدته ديان بيلس كانت تعمل في مجال التكنولوجيا في عدة شركات مختلفة.
درس سيسدروم في طفولته في مدرسة ميدلسيكس بكنكورد، ماساتشوستس، وهناك عرف برمجة الكمبيوتر ، كما أنه عمل في متجر موسيقي في بوسطن، وكان يهوي الموسيقى بشكل كبير في ذلك الوقت، حتى أنه كان يدفع أصدقائه للذهاب إلى الملاهي لعرض الاسطوانات الموسيقية التي يكونها بنفسه.
وعندما أنهى سيستروم دراسته الثانوية قرر الالتحاق بجامعة ستانفورد وتخصص في علوم الإدارة الهندسية وحصل على البكالوريوس في عام 2006م، لكن الموسيقى لم تكن هي هواية سيستروم الوحيدة، فقد أصبح في ذلك الوقت مغرم بالتصوير الفوتوغرافي، وفي السنة الثالثة له بالجامعة سافر لفلورنسا ليدرس التصوير.
بعد التخرج انتقل سيستروم بين عدة وظائف أحدها كان وظيفة في شركة جوجل كمدير للتسويق، ثم عمل في قسم الاندماج والاستحواذ، ثم غادر الشركة ليعمل بشركة أخرى وهي شركة نيكست ستوب لخدمات السفر، والتي اشترتها شركة فيس بوك فيما بعد، ولم تكن تلك هي العلاقة الأولى بين سيستروم وفيس بوك.
لأنه قبل أن ينهي دراسته الجامعية كان قد التقى بمارك زوكربيرج الذي منحه عرض للعمل بفيس بوك، لكن سيستروم فضل استكمال دراسته الجامعية أولًا وكان ذلك في عام 2004م أ ي قبل تخرجه من الجامعة بعامين وفي تلك الأثناء أيضًا كان سيستروم متدرب في شركة يمتلكها مؤسس تويتر إيفان وليامز تسمى أودية وتلك الشركة أصبحت فيما بعد تويتر.
من هنا يمكننا القول أن سيستروم كان لديه خبرة لا بأس بها بمنصات التواصل الاجتماعي لذلك وأثناء عمله بشركة السفر فكر في إنشاء منصته الخاصة للتواصل مع أصدقائه وفي نفس الوقت إشباع حبه للتصوير الفوتوغرافي، حيث قرر أن تكون منصته معتمدة على مشاركة الصور والقصص مع الأصدقاء وأطلق على التطبيق اسم بوربون، وكان يجمع بين ميزات منصات التواصل الأخرى وميزة التقاط الصور.
وكان عمل سيستروم على مشروعه يقتصر فقط على عطلات نهاية الأسبوع، وفي أحد الأيام حضر سيستروم حفلة تقيمها شركة في وادي السيليكون لكنه لم يكن يعرف أن هذا اليوم سوف يغير مجرى حياته للأبد، ففي تلك الحفلة تعرف على بعض المستثمرين المغامرين الذي سمعوا عن مشروعه وقرروا تمويله فحصل على تمويلين قيمة كل منهما 250 ألف دولار.
قرر سيستروم بعد أن حصل على التمويل التفرغ لمشروعه، واستعان بصديق كان قد تخرج أيضًا من جامعة ستانفورد لكن بعد سيستروم بعامين اسمه مايك كريجر.
بعد أن عمل الاثنان على تطوير بوربون معًا كان عليهما أن يجدا ميزة جديدة تجعل من تطبيقهما مميز عن التطبيقات الأخرى المتاحة في ذلك الوقت، فكانت الصدفة أيضًا هي من وضعت الفكرة نصب عيني سيستروم، ففي أثناء تجوله مع صديقته على الشاطئ، أراد أن يلتقط لها صورة لكنها رفضت لأن صورها لا تكون بجودة الصور التي يلتقطها كريجر.
ففكر سيستروم أن كريجر يستخدم تطبيقات الفلاتر للحصول على صور جيدة، فلمعت الفكرة برأسه وقرر تنفيذها على الفور، حيث بدأ في العمل على تطوير مرشح للصور خاص بالانستجرام لتحسين جودة الصور، وقرر أيضًا هو وكريجر أن يزيلوا عدة ميزات أخرى كانت في تطبيق بوربون، لكي يكون تطبيق الانستجرام متخصص في الصور.
وبعد ثمانية أسابيع من العمل المتواصل على تطبيقهم، قاموا بتجريب التطبيق على بعض الأصدقاء حان وقت البدء في طرحه للعامة، وهنا تأتي الصدفة مرة أخرى، حيث أن شركة أبل قبل عدة أشهر كانت قد طرحت هاتفها الجديد أيفون 4 بميزة كاميرا معدلة لمنح المستخدم تجربة التقاط صور محسنة.
شجعت تلك الكاميرا مستخدمي هواتف أيفون على تحميل الصور لمشاركة الصور التي سيتم التقاطها بالكاميرا الجديدة، وفي خلال 24 ساعة من طرح انستجرام كان التطبيق قد تم تنزيله بواسطة 25 ألف شخص وخلال أسبوع وصل عدد مستخدميه إلى 100 ألف مستخدم وكان ذلك في أكتوبر 2010.
استمر عدد مستخدمي انستجرام بالتزايد بسرعة الصاروخ ربما سيستروم نفسه لم يكن يتخيل أنه سيحصل على هذا العدد من المستخدمين، وكانت النتيجة أنه بعد عدة أشهر فقط حصل على تمويل جديد قيمته 7 ملايين دولار، لكن سيستروم كان يرفض التوسع في الشركة بشكل كبير، فقام بتعيين عدد قليل من الموظفين الجدد في شركته بعد هذا التمويل.
لكن الشركة انتقلت نقلة نوعية بعد أن عرض عليه مبلغ 500 مليون دولار لبيع الشركة، وصاحب هذا العرض كن هو نفسه مؤسس تويتر، وقد رفض سيستروم هذا العرض المغري لكنه بالتأكيد كان محقًا، لأنه تلقى عرض مضاعف من مؤسس فيس بوك.
وفي مارس 2012م أي قبل مرور عامين فقط على الظهور الأول للتطبيق، تمت عملية استحواذ فيس بوك على انستجرام مقابل مبلغ مليار دولار تم دفع جزء منه نقدًا و الجزء الأخر في صورة أسهم حيث أصبح سيستروم يمتلك 40% من انستجرام.
بعد بيع انستجرام ظهرت العديد من المشاكل وكان أهمها الجدل الكبير الذي حدث في ديسمبر 2012م بشأن تحديث شروط خدمة التطبيق والتي منحت الشركة الحق في بيع صور المستخدمين لأطراف ثالثة دون إشعار المستخدم أو تعويضه، فقام كثير من المستخدمين بحذف حساباتهم مما دفع الشركة للتراجع عن التحديث.
وقد تم إضافة العديد من الميزات والتحديثات لتطبيق أنستجرام منذ ذلك الحين وعلى رأس هذه التعديلات أن المستخدمين في بداية ظهور التطبيق كان يسمح لهم فقط بعرض الصور والوسائط الخاصة بهم في نسبة عرض إلى ارتفاع مربعة أي أن يكون ارتفاع الصورة وعرضها متماثلين ويمكنهم فقط نشر الوسائط التي تطابق عرض 640بكسل لتناسب جهاز أيفون 4، لكن في عام 2014م تم تعديل هذه الميزة بحيث أصبح للمستخدمين القدرة على تحميل وسائط أكبر يصل حجمها إلى 1080 بكسل، كما تم إنشاء تطبيق للعمل على أجهزة أمازون فاير في نفس العام، وفي عام 2016 تم تطوير تطبيق يناسب أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية.
وأيضًا أضيف للتطبيق ميزة القدرة على المراسلة، وأيضًا إضافة عدة صور أو مقاطع فيديو في منشور واحد، ومن أهم الميزات التي أضيفت أخيرًا للتطبيق ميزة قصص أنستجرام والتي تتيح للمستخدمين نشر الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم في موجز منفصل عن المحتوى داخل التطبيق ويمكن للمستخدمين الآخرين الاطلاع على هذه القصة في خلال 24 ساعة من وقت نشرها، ووفقًا لتقرير شركة أنستجرام يقوم كل يوم 500 مليون شخص بالإضافة إلى قصصهم في انستجرام ، ومن أهم ما يميز التطبيق أن تسجيل دخول انستا أصبح ممكنًا باستخدام حساب فيس بوك بكل سهولة.
جميع محتويات المقال من صور ومعلومات هي من المصدر : المرسال