قضية مقتل الطفلة كيشيا إبراهام هي أحد تلك القضايا الكبيرة التي هزت الرأي العام في أوروبا ليس بسبب فقط أن كيشا كانت عند مقتلها لم تبلغ السادسة من عمرها ، ولكن أيضًا بسبب هوية قاتليها والذي يعتبر أقرب المقربين منها وهو والدتها وزوجها .
وكيشيا إبراهام هي طفلة أسترالية ولدت في سيدني عام 2004 م ، ولكن والدتها كانت تعمل في الملاهي الليلية ، كما أن والد كيشيا الحقيقي قد هجر والدتها قبل أن تبلغ الطفلة أربعة سنوات ، وقد تزوجت السيدة من رجل آخر وعاش معهما في المنزل وقد اعتادت الطفلة البريئة أن تناديه بكلمة ” أبي ” .
كل ما سبق أمر طبيعي ويحدث كثيرًا ، ولكن ما هو ليس طبيعيًا أن تدخل الطفلة إلى فراشها في ليلة من الليالي كالمعتاد ، ولكن في الصباح عندما تذهب والدتها لإيقاظها لم تجدها في الفراش ، بل لا يوجد في الفراش أي دليل على أن الطفلة قد قضت ليلتها فيه من الأساس .
بعد أن بحث الأم وزوجها كثيرًا عن الطفلة ولمدة خمسة أيام يئست في أن تصل إليها كما أدعت ، وقامت بالاتصال بالشرطة لتساعدها في البحث عن الطفلة ، وبالفعل بدأت الشرطة في البحث عن أي أثر أو دليل يرشدهم لما حدث للطفلة ، ولكن دون أدنى نتيجة تذكر .
وبعد مرور أربعة أيام اتصلت سيدة بالشرطة ولم تعرف نفسها ، وأخبرتهم أنها ترى سيدة تملك هبة رؤية أشياء في منامنها ، وأنها قد رأت جثة الطفلة كيشيا في الحلم في مكان أرشدتهم إليه ، ولأن الشرطة كانت تحاول العثور على الطفلة بأسرع وقت ، فقد توجه بعض أفرادها للمكان الذي ذكرته المتصلة وكانت المفاجأة !
فقد عثرت الشرطة على جثة فتاة قتيلة بالقرب من هذا المكان ، ولكن تبين من الفحص المبدئي أنها لا يمكن أن تكون كيشيا ، لأن الجثة تخص فتاة شابة وليست طفلة في السادسة من عمرها ، وبعد التحقيقات اكتشفت الشرطة أن الفتاة قد قتلت على يد تاجر مخدرات ، وكانت الفتاة تحاول شراء بعض المواد المخدرة منه فاغتصبها ثم قتلها حتى لا تذهب إلى الشرطة للإبلاغ عنه .
وقد قامت الشرطة بحل لغز مقتل الفتاة ، ولكن حتى تلك اللحظة كان اختفاء كيشيا مازال يمثل لغزًا ، ولكن في الواقع فإن تلك المكالمة من السيدة جعلت الشرطة تغير من طريقة بحثها ، حيث أنهم في البداية كانوا يبحثون عن الطفلة الحية كيشيا ، ولكن بعد ذلك وضعت الشرطة احتمال أن الفتاة قد قتلت في الاعتبار وبدئوا البحث عن جثة الطفلة المسكينة .
استمرت القضية مفتوحة لمدة عام تقريبًا ، ثم خرج المتحدث باسم الشرطة ليفجر المفاجأة ويطلع الرأي العام على ما حدث للطفلة كيشيا ، فقد أثبتت التحقيقات أن والد الطفلة الحقيقي ، قد قام بعمل بوليصة تأمين على حياتها بمبلغ كبير ،وأن زوج والدتها قد طمع في الحصول على هذا المبلغ ، فاتفق مع الأم على قتل الطفلة ليحصلا على المبلغ ، وبالفعل نفذا الجريمة وقاما بإلقاء الجثة في مكان بعيد وسط الأشجار .
بعد هذا الاستنتاج انهارت الأم ، وقالت أنها لا تدري كيف شاركت في فعل هذا ، وتمت محاكمتها هي وزوجها ، وحكم عليهما بالسجن المؤبد ، وتم حبسهما ، وبعد عدة أشهر وبسبب الشعور بالندم قامت الأم بالانتحار داخل السجن ، أما زوجها القاتل فمازال قابع في السجن حتى الآن .