ربما كان المشهد الأكثر إثارة للمشاهد في فيلم العائد عام 2015م لهيو غلاس الذي قام بدوره ليوناردو دي كابريي حينما تعرض لهجوم الدب يمكن القول أنه واحدًا من أكثر المشاهد واقعية حتى الآن ، وهذا المشهد منطوي على حقائق تاريخية حقيقية فقد جادل الكثير من النقاد أن غلاس قد يكون هاجم الدب وعافر هكذا حتى وصل لبر الأمان خارج الغابة .
كان هيو غلاس ” Hugh Glass ” صياد فرو ومستكشف وأحد الرجال المؤثرين في الغرب الأمريكي في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي الذين كانوا يصطادون حيوان القندس ويبيعون الفرو لصانعي القبعات في الولايات المتحدة وأوروبا وكانت تجارة مربحة جدًا ولكنها كانت خطيرة ، حيث كان الرجال مثل غلاس يجلسون لسنوات بين الجبال في الحياة البرية بإمدادات محدودة وبنادق أولية وعدد قليل من الأدوات ولكن كانت قصة هيو المذهلة بمثابة أسطورة تاريخية وعمل بطولي بين متسلقين الجبال .
في عام 1823م كان هيو غلاس جزءًا من حملة تجارة الفراء بقيادة الجنرال وليام هنري آشلي ، الذي كان يسافر في أعالي نهر ميسوري في مكان ما على طول النهر في ولاية ساوث داكوتا ، حيث هاجم المحابون الحملة مما أدى لانقسام الرجال لمجموعتين واختارت مجموعة غلاس السفر برًا نحو نهر يلوستون .
وبالقرب من مدينة فوركس القريبة من نهر غراند كان غلاس ومجموعته يستكشفون وكان غلاس يقود مجموعته ظهر دب وقبل أن يتمكن من إطلاق النار عليه هاجمه الدب وسمعت المجموعة الصراخ فهرع مساعديه وأطلقوا وأطلقوا النيران عليه حسب بعض الروايات ، ولكن جرح ظهر غلاس ورأسه وساقه وقال رفقاءه أنه ميتًا وفي صباح اليوم التالي كان مازال على قيد الحياة عادت المجموعة مع فرق الهنود المتنقلة ، لذلك قررت المجموعة ترك رجلين معه حتى يدفنوه عند الموت وتطوع كل من جون فيتزجيرالد و جيم بريدجر ، للبقاء معه
راقب الرجلان غلاس لمدة ثلاثة أيام ومع كل يوم يمر كان هيو يتحسن وكان الزملاء يقنعون بعضهم بالبعد عنه حتى أقنع جون جيم بوضعه في قبر ضحل وأخذا البندقية وجميع معدات غلاس وقرروا الرحيل عنه وكذبا على المجموعة وقال أن غلاس قد مات ، وعلى الرغم من إصابته بجروح بالغة ولكنه استعاد قوته وبدأ في الزحف والسير نحو أقرب مستوطنة أمريكية في فورت كيوا على نهر ميسوري ، كان يأكل التوت والحشرات والنبات واللحم النيئ .
وبعد ستة أسابيع من المحنة وصل غلاس إلى قلعة كيوا وظل عدة أسابيع حتى تعافى تمامًا من جروحة وبمجرد شفاءه انطلق مرة أخرى ليعثر على الرجلان ولكنه غفر لهما وعاد غلاس ليعمل كصياد فراء وتوفى بعد عشر سنوات على نهر يلوستون في هجوم من قبل أريكارا ، رويت قصة هيو غلاس في العديد من الكتب والروايات والأفلام على مر السنين ونمت أسطورته .