كان النجم السينمائي روبين ويليامز واحد من أشهر الممثلين الكوميديين شهرة في تاريخ هوليوود حيث تميز بأسلوبه الارتجالي السريع ، ومن يشاهد أعماله التي طالما أضحكت مئات الملايين على مستوى العالم ، لا يتوقع أبدًا النهاية المأساوية لحياته ، حيث شنق نفسه في منزله بعد محاولة انتحار سابقة فاشلة .
حياته المبكرة :
ولد الممثل الكوميدي روبين ويليامز في 21 يوليو 1951م في شيكاجو بولاية إلينوي ، وقد درس في كلية كليرمونت للرجال ثم كلية مارين ثم مدرسة جويليارد بنيويورك ، وهناك تعرف على صديقه وزميله الممثل كريستوفر ريف الذي قام بدور سوبر مان ، وبعد التخرج بدأروبين يقدم العروض المعروفة باسم ستاند-أب كوميدي ،مما أدى لشهرته كمؤدي كوميدي .
كما بدأ روبين يقدم عروضه في عدد من البرامج التليفزيونية الأمريكية مثل برنامج ريتشارد بريور وأيت أوف إفي ، وقد أدى ظهوره في تلك البرامج إلى اتساع شهرته داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد حصل على أول أدواره في مسلسل “أيام سعيدة” ، ثم عرض عليه تقديم دور في البرنامج التليفزيوني Mork & Mindy .
بعد ذلك تشارك البطولة مع الممثلة بام باوبر في العروض التليفزيوني الكوميدي (ست كوم) the zany ، وقد بدأ هذا العرض في عام 1978م واستمر لمدة أربعة مواسم ، وفي عام 1980م قدم ويليامز أول أدواره السينمائية ، وهو دور البطولة في فيلم عن البحار الشهير الذي يتناول السبانخ “بوباي” ، وكان الفيلم من إخراج روبرت ألتمان وشارك في بطولته شيلي دوفال .
تبعت ذلك الفيلم عدد أخر من الأفلام التي حققت نجاح كبير وعرضت مواهب روبين الكوميدية ببراعة على الجماهير مثل فيلم ” العالم بحسب غارب ” عام 1982م ، وفيلم “صباح الخير يا فييتنام ” عام 1987م ، وفيلم “مجتمع الشعراء الأموات” عام 1989م والذي لعب فيه دور المعلم الحر جون كيتنج ، وقد ترشح عن هذا الدور لجائزة أوسكار أفضل ممثل .
التحديات الشخصية :
بينما كانت شهرته تزداد وطريقة المهني يزدهر ويتقدم ، كانت حياة ويليامز الشخصية تواجه صعوبات كبيرة ، حيث أدمن تعاطي الكحول أثناء تمثيله في ميندي ومورك ، وظل يعاني من إدمان الكحول والمخدرات لأكثر من عقدين ،كما كانت له عدد من العلاقات الرومانسية المضطربة ، وقد تزوج في البداية من الممثلة فاليري فيلاردي وأثناء زواجهما خانها مع نساء أخريات ، مما أدى في النهاية لطلاقهما عام 1988م بعد أن أنجبا ابن واحد ، وفي العام التالي للطلاق تزوج من مربية ابنه مارشا غارس .
وعلى الرغم من أن حياته الشخصية لم تكن ناجحة إطلاقًا ، إلا أن حياته المهنية كانت مزدهرة تمامًا فقد أدى البطولة في عدد من الأفلام التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبير مثل فيلم الإيقاظ مع روبرت دينيرو وفيلم الملك الصياد الذي نال عنه ترشيح لجائزة الأوسكار للمرة الثالثة في حياته ، وأيضًا الفيلم العائلي بيتر بان عام 1991م ، وقام بالأداء الصوتي لشخصية الجني في فيلم علاء الدين عام 1992م ، كما تألق في فيلمي السيدة داوتفاير وفيلم جومانجي ، وهي أفلام حققت نجاح كبير على مستوى العالم .
كما حصل في النهاية على جائزة أوسكار عن دوره في فيلم البالغين Good Will Hunting عام 1997م والذي قام فيه بأداء دور طبيب نفسي ، وقام بعد ذلك بالابتعاد عن الكوميديا وقام بعدد من الأدوار الدرامية الأخرى مثل دوره في فيلم One Hour Photo وفيلم Insomnia .
ولكنه في عام 2006 م واجه مشاكل كبيرة بسبب تعاطي الكحول ، وفي أغسطس من نفس العام دخل إلى مستشفى لعلاج الكحول ، ولكنه بالتأكيد لم يتعافى لأنه في عام 2009 م بينما كان يقوم بتقديم برنامج كوميدي سياسي ، بدأ يعاني من اضطرابات في التنفس مما دفعه للتخلي عن تقديم البرنامج ، وفي النهاية خضع لجراحة في القلب ، وينما كان يتعافى من تلك الجراحة قام بتمثيل دور الرئيس روزفلت في فيلم ” ليلة في المتحف ” ، كما ظهر في عدد من الأفلام الأخرى وقام بالأداء الصوتي في فيلم “هابي فيت” الجزء الثاني ، وأيضًا قدم مسرحية في برودواي .
وقد أنجب ويليامز ثلاثة أطفال وهم زخاري من زوجته الأولى ، وزيلدا وكودي من زوجته الثانية ، كما تزوج مرة ثالثة ولكنه لم ينجب من زوجته الأخيرة .
انتحار روبين ويليامز :
في 11 أغسطس 2014م عثر على روبين ويليامز ميتًا في منزله بكاليفورنيا ، وخرج بيان صحفي يقول أن الممثل قد شنق نفسه في منزله ، بعد أن أصيب باكتئاب شديد ، كما أكد الطبيب الشرعي أن ويليامز قد حاول قطع معصمه باستخدام سكين عثر عليه في مكان انتحاره ، وأنهم لم يجدوا أثرًا للكحول في دمائه ، ولكنهم وجدوا آثار أدوية طبية لعلاج الإدمان .
وقد أعلنت زوجته بعد وفاته أن الأطباء قد شخصوا إصابته بمرض باركنسون الذي يسبب الارتعاش مما يؤثر على حركته وكلامه وهو يتقدم مع مرور الوقت مما زاد من اكتئابه ، ولكن وليامز لم يعلن ذلك قبل وفاته ، وهكذا أسدل الستار على حياة هذا الممثل الكوميدي الرائع بتلك الطريقة المأساوية الحزينة .