لم يكن أحد يتخيل أن هذا الطفل الذي كان يحلم بارتداء بدلة الشرطة ، سيصبح واحدًا من أهم المطربين والملحنين في الخليج ، إنه إخطبوط العود عبادي الجوهر الذي تربع على الساحة العربية بأكثر من 50 ألبوم غنائي ، لمس بهم قلوب محبيه وعزف على أوتار مشاعرهم .

ميلاده ونشأته :
اسمه عبدالله محمد الجوهر وشهرته عبادي الجوهر ، ولد بجدة بعد وفاة والده وتربى هو وأخيه عبدالرحمن على يد والدته ، ترك دراسته الثانوية واتجه للغناء في سن صغير ، وأخذ يتنقل بين جده ومصر للعزف وتسجيل الأغاني ، وخلال تلك الفترة مرضت والدته فعرضها على أطباء مصر ولكن لم تشفى ، وفي عام 1974م توفيت والدته ليعاني عبادي بعدها ويلات اليتم والوحدة .

مسيرته في عالم الغناء :
تعلم عبادي العزف وهو في الـ 12 من عمره ، وحينما التقى بطلال مداح تغيرت حياته ليمتهن عالم الغناء ، حيث بدأ رحلته الفنية عام 1967م وحينما التقاه طلال كان بعمر الـ 14 عام ، وحينها أعجب كثيرًا بموهبته ، فلحن له أغنية يا غزال عام 1968م ، وفي نفس السنة غنى عبادي مع الفنانة هيام يونس ببيروت في إحدى الحفلات لتتفتح أمامه أبواب المجد والفن .

وفي عام 1970م لحن عبادي أول أغانيه وهي أغنيه أحبها وبعدها بعام لحن كأنك حبيبي وسجلها بالقاهرة ، أما انطلاقته الكبيرة كانت بعدها بخمس أعوام خلال عام 1976م حينما شارك بحفل دورة الخليج الرابعة بقطر ، والتي قدم فيها مجموعة من أهم أعماله مثل رحال والله معك .

اندمج عبادي مع العود فصارًا معًا لا يفترقان ورغم حبه للجيتار أيضًا ، إلا أنه لم يشعر بقيمته وكيانه إلا مع مقامات العود الشرقية ، وفي عام 1978م لحن لنفسه واحدة من أجمل أغانية وهي طويلة يا دروب العاشقين ، ويعتبر الفنان عبادي الجوهر واحد من كبار الملحنين بالوطن العربي بشهادة عظماء الفن وعلى رأسهم وديع الصافي .

ومن ألحانه الشهيرة أغنية قد الحروف التي غنتها الفنانة أصالة نصري ، ولاقت رواجًا كبيرًا في المنطقة العربية ، كما لحن أيضًا للفنانة نجاة الصغيرة ورجاء بلمليح ورابح صقر وسميرة سعيد وغيرهم من كبار المطربين .

حياته الخاصة :
تزوج الملحن عبادي الجوهر من رفيقة دربه نورة سعد الحريقي ، ورزقه الله منها بابنتان هما سارة ومي ، كان يعيش مع أسرته في سعادة ورضا إلى أن أصيبت زوجته بمرض السرطان اللعين عام 2006م ، وبعد دخولها المشفى بفترة بسيطة توفاها الله ، وما هو إلا شهر واحد وتوفيه شقيقه عبدالرحمن ، فكانت الصدمة شديدة عليه .

ابتعد عبادي عن الساحة الفنية قرابة عام ونصف ، ثم عاد مع ألبوم الجرح أرحم ليثبت أن موهبته لا تموت ولا تنطفئ رغم العثرات ، فأخطبوط العود لا يستطع البقاء بعيدًا عن أوتاره ، ومن درجة عشقه للعود أنه سعى لاقتناء عود القصبجي الذي يزيد عمره عن مائة عام ، والذي مازال يكلل منزله ، إلى جانب الدروع والجوائز والأعواد الأخرى لعبادي .

الجوائز والألقاب التي حاز عليها :
هناك العديد من الألقاب التي ارتبطت باسم عبادي الجوهر ومنها إخطبوط العود ، اللقب الذي أطلقه عليه طلال مداح عام 1983م ، وسفير الحزن وهو اللقب الذي لقبه به الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، وهناك ألقاب أخرى  كمطرب العرب وموسيقار الجزيرة العربية ، ولكن اللقب الأكثر قربًا لقلبه كان الفنان السعودي عبادي الجوهر .

ومن أهم الجوائز التي فاز بها الجوهر :
جائزة أفضل مطرب خليجي
درع الإبداع من جمعية الثقافة والفنون 2018م
أعلى وسام في سلطنه عمان منحه له السلطان قابوس 2005م
كما كرم في اليوم الوطني السعودي مرتين .

By Lars