كان من الجيل الذي حمل على عاتقه مهمة تطوير بلاده ، حتى أصبح أحد الرواد البارزين في الأدب والشعر ، حيث أنه تشبعّ منذ صغره بفنون الآداب المختلفة التي اكتسبها من مكتبة والده ، كما أنه أصقل روحه باللغة العربية بعد أن حفظ القرآن الكريم ، إنه الأديب والشاعر الكويتي “أحمد مشاري العدواني”.
نشأته وتعليمه :
وُلد أحمد مشاري العدواني في حي “القبلة” بالكويت خلال عام 1923م ، وقد بدأ رحلته التعليمية من خلال تردده على الكتاتيب من أجل حفظ القرآن الكريم ، ثم أكمل تعليمه بالمرحلتين الابتدائية والثانوية في مدرستي الأحمدية والمباركية ، وقد تفتحت عيناه على مكتبة والده الضخمة والتي كانت تحتوي على كنوز معرفية من الأدب العربي القديم ، وقد أثرّت فيه بشكل كبير تلك المساجلات التي كان يقوم والده بعقدها مع محبي الشعر .
كان أحمد العدواني أحد الطلبة المتفوقين ، مما جعله يحصل على بعثة دراسية إلى القاهرة ، حيث درس في مجال اللغة العربية بكلية اللغة العربية في الأزهر الشريف بالقاهرة منذ عام 1939م وحتى 1949م ، وقد بدأ العدواني يشعر بتحمل المسؤولية تجاه وطنه الذي يخوض رحلة التحول من البداوة إلى الحداثة آنذاك ، مما جعله يقوم بالمساهمة في تطور بلاده من خلال مقالاته التي كان ينشرها في مجلة “البعثة” ما بين عامي 1946م و 1954م .
عمله في التدريس :
بعد أن عاد أحمد العدواني إلى الكويت ؛ تم تعيينه كمعلم للغة العربية في المدرسة القبلية وثانوية الشويخ لمدة سبعة أعوام ، وقد ترأس وشارك في تلك الفترة العديد من المؤتمرات واللجان العربية الثقافية والتربوية ، كما قام بالمشاركة في وضع الخطط التعليمية والمناهج الدراسية تبعًا لرؤيته الثاقبة الطموحة من أجل إخراج أجيال تستطيع بناء المستقبل .
دام عمل العدواني في الحقول التعليمية ما يقرب من تسعة أعوام ، حيث كان يتنقل بين الوظائف والمناصب المختلفة في تلك الفترة ، حيث حصل على منصب السكرتير العام لإدارة المعارف خلال عام 1956م ، ثم انتقل بعد عام إلى العمل كمعاون فني ، وتم تعيينه كذلك وكيلًا مساعدًا لوزير التربية خلال عام 1963م .
عمله في وزارة الإعلام :
انتقل أحمد العدواني ليعمل في وزارة الإعلام ، حيث حصل على منصب وكيل مساعد وزير الإعلام خلال عام 1965م ، ثم أصبح وكيلًا مساعدًا لوزير الإعلام فيما يختص بشؤون التليفزيون ، وانتقل فيما بعد ليصبح وكيلًا مساعدًا للشؤون الفنية ، ثم شغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حينما تم تأسيسه خلال العام 1973م ، حيث كانت هذه المهمة هي بداية انطلاقه من أجل تنفيذ مخططه لتطوير البنية التحتية للثقافة بالكويت .
شعره :
اشتهر أحمد العدواني كأحد الشعراء الأوائل بالكويت الذي تمكن صوته من تخطي حدود الكويت ليصل إلى كل الآفاق بالأمة العربية والعالم كله ، ومع ذلك فهو لم يكن كثير الإنتاج الأدبي ، وقد بدأ في نشر قصائده في وقت مبكر منذ عام 1947م ؛ حينما كان طالبًا في القاهرة ، ثم توقفت مسيرته الشعرية لما يقرب من عشرة أعوام ، ثم عاد فيما بعد إلى النشر .
أصدر العدواني ديوانًا واحدًا فقط طوال مسيرته تحت عنوان “أجنحة العاصفة” خلال عام 1980م ، وقد تميز في بداية كتاباته بالحس الرومانسي ، ولم يلبث حتى تحول أسلوبه إلى الواقعية الاجتماعية ، ثم انتهى بالأسلوب الذي يحمل نزعة صوفية زاهدة ، ولقد تم إسناده مهمة كتابة النشيد الوطني للكويت والذي يقول في مقدمته :”وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد” .
وفاته : توفي الشاعر أحمد العدواني خلال عام 1990م ، وقد نظمّت مؤسسة البابطين للإبداع الشعري بعد وفاته دورة باسمه في أبوظبي خلال عام 1996م ، والتي أصدرت أعماله الشعرية الكاملة في مجلد واحد .