نال كأس العالم في روسيا 2018م ، لقب كأس المفاجآت غير المتوقعة ، حيث كانت هي السمة الأبرز لكافة مباريات هذا المونديال الرائع ، ولعل كرواتيا هي الدولة اللافتة للنظر هذا العام ، حيث خاضت مبارياتها بحزم وإصرار على الوصول للكأس ، تلك الدولة التي لا يتجاوز حجم سكانها أربعة ملايين نسمة .
إلا أنها خاضت المونديال ضد كبرى الدول ، لتصل إلى النهائي لأول مرة في تاريخها الكروي ، بقيادة لاعبيها الأقوياء ، وعلى رأسهم اللاعب لوكا مودريتش ، الذي حقق انتصارًا رائعًا ، ولمع اسمه في عالم كرة القدم ، وتلك هي قصة نجاحه .
طفولة دموية .. تم إعدام جده أثناء الحرب :
طفولة مودريتش ليست عاكسة لوضعه الحالي ، فمن يشاهد معجبيه حول العالم ، لا يصدق تلك الطفولة البائسة التي مر بها ، حيث عاش وحضر مودريتش فترة الحرب التي اندلعت في كرواتيا ، إبان فترة حرب الاستقلال ، هذا الجحيم الذي سمي بالحرب ، ونزفت خلالها الكثير من الدماء وتشردت العائلات ، وطال الموت أفراد عدة كداخل كل أسرة في كرواتيا .
دارت حرب الاستقلال في كرواتيا ، في بداية فترة التسعينات من القرن المنصرم ، والتحق والد لوكا بالجيش آنذاك ، حيث كان جده قد تم قتله ، رميًا بالرصاص من قبل بعض المتطرفين الصرب ، ثم بدؤوا في إرسال تهديدات إلى العائلة بشكل متواصل ، من أجل أن يغادروا منزلهم ، الواقع في إحدى القرى والمسماة بمودريتشي في دولة كرواتيا ، ولهذا كان عليهم اللجوء إلى منطقة أخرى ، للحماية من تلك التهديدات والبطش بهم .
انتقلت عائلة مورديتش إلى منطقة تدعى زادار ، وكانت تقع بالقرب من منطقة الصراع ، حيث كان يمكن للعائلة سماع أصوات الانفجار والقنابل ، فأقاموا بأحد الفنادق ، ولكن كل ما سبق ، لم يمنع لوكا الصغير من ممارسة هوايته ورياضته المفضلة .
حتى أن أحد ميدري الفندق ، قال للصحف المحلية بعدما نال مورديتش شهرة واسعة ، أنه ولحبه الشديد للكرة ، كان الزجاج الذبي تحطم بفضل كرته ، أقل من الذي حطمته الحرب نفسها .
ولم يكن أحدهم يتوقع لمورديتش أن يكون لاعبًا مشهورًا ، نظرًا لأن مدربيه ، كانوا يرونه خجولاً وضعيف البنية الجسدية ، فتوقعوا له ألا يتألق في اللعب فعليًا.
مودريتش يقود النادي الإسباني لأربعة ألقاب أوروبية:
كانت بداية مودريتش الكروية ، مع نادي دينامو زغرب الكرواتي ، والذي التحق به ، عقب أن ضاعت منه فرصة الالتحاق بناديه المفضل ، هاجدوك سبليت والذي كان مودريتش يشجعه منذ الصغر ، وظل يتنقل من نادٍ لآخر ، عن طريق الإعارة في كل من البوسنة والهرسك ، حتى وصل إلى كرواتيا ليثبت مودريتش ، أنه لاعب له قدرات استثنائية ، خاصة في الهجوم بالفريق .
وذلك حتى حانت أمامه فرصة الالتحاق بالفريق الانجليزي ، بحلول عام 2008م ، انتقالاً من فريق توتنهام اللندني ، ليقدم مورديتش عملاً مبهرًا ورائعًا ، طيلة أربع مواسم متتالية ، مما دفع مسؤلي فريق ريال مدريد ، للسعي نحو ضمه إليهم في عام 2012م ، وقدّرت الصفقة آنذاك بثلاثين مليون جنيهًا استرلينيًا .
بعد أن التحق مودريتش بفريق ريال مدريد ، بدأ في تحقيق المزيد من الإنجازات الكروية ، والتي تمثلت في الحصول على أربعة بطولات أوروبية ، بقيا المدرب الجزائري زين الدين زيدان ، إلى جانب بطولة الدوري الإسباني عام 2017م ، ليصبح مودريتش أحد أهم أعمدة فريق ريال مدريد ، خاصة في موقع الهجوم ، لينال مودريتش مكانه في التصنيف المثالي للفيفا ، على مدار ثلاث أعوام متتالية ، منذ عام 2015م وحتى عام 2018م .
كان مودريتش قد بدأ مسيرته ، برفقة المنتخب الكرواتي لأقل من 17 عام ، ثم تدرب في الفريق تحت 21 عام ، ليبدأ مع الفريق بشكل أساسي عام 2006م ، ليساهم في تأهل منتخب كرواتيا في كأس الأمم الأوروبية عام 2008م ، ثم شارك بعدها في عام 2012م ببطولة اليورو ، تلاها التحاقه بمونديال البرازيل عام 2014م ، وعلى الرغم من أدائه المشرف والمتميز إلا أن منتخب بلاده ، لم يحقق الفوز المطلوب .