إن مهنة الطهي مهنةً لا غنى عنها وفيها تبدع الكثيرات ، فالأكل متعة لها مذاق وقوام معين وكثيرًا ما يتبارى الرجال والنساء في تحضير أشهى الوصفات التي يستمتع بها المتذوقين ، وللطهي مدارس كثيرة فهناك الطهي الشرقي والغربي والأسيوي ، وهناك مزيج بين بعض تلك الأنواع ، وقد أبدعت المرأة العربية خاصةً في فنون الطهي الشرقي وأضافت له النكهات والوصفات الجديدة ، فجعلت الطعام ذا صبغة مميزة .
ومن هؤلاء النساء اللاتي أبدعن في فن الطهي الشيفات السعوديات ، فقد أضافوا للمملكة الكثير والكثير من الطرق والوصفات ، حينما أطللن بها عبر قنوات التلفاز واليوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعي ، التي جعلت المجتمع برمته بمثابة حجرة صغيرة يصطف بها الجميع ، ويتابعون نفس الأشياء والأحداث فور وقوعها .
وتعتبر الشيف منى موصلي واحدة من شيفات المملكة الذين عشقوا تلك المهنة ، ومنحوها من وقتهم وعمرهم فمنحتهم نجاحًا وتألقًا ، فقد عشقت منى موصلي الطهي منذ نعومة أظافرها ، وكانت البداية حينما تعلمت من والدتها أصوله وقواعده ، حيث كانت والدتها سورية الجنسية وبالطبع جميعنا يعرف أن للمطبخ السوري مكانة كبيرة بين معظم مطابخ العالم .
ولأن عشق منى موصلي للطهي لم يكن مثل عشق أي فتاة أخرى تمارس الطهو بالمنزل ، قررت دراسته بشكل علمي وعملي فبعد أن أنهت دراستها الثانوية سافرت إلى سويسرا كي تتعلم فنون الطهي وبروتوكولاته ، كما سافرت إلى لندن عام ٢٠٠٦م ودرست هناك بمعهد متخصص على أيدي أفضل شيفات العالم .
وقد استطاعت منى بدراستها تلك أن تلتحق بالعمل في قاعة ليلتي ، وهي إحدى أكبر قاعات الاحتفالات في المملكة ، هذا غير أنها عملت بأحد الفنادق الفرنسية الكبرى إلى جانب واحد من أمهر الشيفات بالعالم ، وهو الشيف ألندو وكاس ، وقد أهلها ذلك للعودة إلى المملكة والعمل بشركة الطيران السعودي الخاص .
أما عن بداية معرفة الجمهور بها ، فقد كان ذلك من خلال وجودها كعضو لجنة تحكيم بمسابقة برنامج The Taste ، وكانت أصغر عضو في هيئة التحكيم سنًا ، لكنها أثبتت جدارتها وفهمها لفنون الطهي فقد كانت أرائها نقدية بناءه ، ولعل هذا ما شجع قنوات MBC على التعاقد معها من أجل المشاركة في برنامج Top Chef مع الشيف الصيني المصري بوبي شين ، والشيف اللبناني الشهير مارون شديد .
ولعل شهرة الشيف منى موصلي لم تأتي من فراغ فقد وصلت إليها بعد كدٍ وتعب ، فلم يكن الطريق أمامها ممهدًا حيث واجهت معارضة شديدة من قبل والدتها في البداية ، حينما طرحت فكرة السفر للخارج لتعلم الطهو ، ولكن دعم والدها لها هو ما جعلها تسير في هذا الطريق ، التي حلمت به واستطاعت أن تلمسه بيدها أخيرًا .
فاليوم هي واحدة من أشهر الشيفات في المملكة خاصة وفي العالم العربي والغربي عامةً ، ولها الكثير من المتابعين لوصفاتها وما تقدمه من كل جديد ومفيد ، يثري المطبخ العربي ويجعله دائمًا غنيًا بالكثير والكثير من الوصفات والنكهات المحببة ، وتقول منى موصلي عن الطهي أنه ليس مهنةً إنما هو فن عشقته منذ الصغر وقررت أن تبدع فيه .
كما تنصح كل الفتيات بالتجربة لأن الأمر ممتع وجذاب ، وتعتبر منى موصلي فخرًا لكل أبناء المملكة ، لأنها رغبت وسعت وحققت ، رغبت في تعلم وممارسة ما تحب ، فسعت لذلك وسافرت وتعلمت وتفوقت ، وفي النهاية أصبحت ما أرادت وحققت ما تمنت ، إنها الرائعة منى موصلي .