إن الطموح البشري لا يعترف بأي حدود ، حيث أن الإنسان قد يذهب بفكره إلى أعلى وأعلى دون توقف ، وهاهي إلهام القاسمي وهي امرأة إماراتية تطل على جميع العالم لتخبرهم بأنها أول امرأة عربية من الإمارات تقرر القيام برحلة شاقة إلى القطب الشمالي الجغرافي دون الحصول على مساعدة .
تعليمها وطموحها :
حصلت السيدة إلهام القاسمي التي وُلدت بالإمارات عام 1982م على بكالوريوس في مجال إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بدبي ، كما حصلت على شهادة الماجستير في مجال السياسة الاجتماعية من كلية لندن للاقتصاد .
وقد تحدثت عن طموحها بالوصول إلى القطب الشمالي قائلة أن هدفها هو إلهام النساء للوصول إلى أبعد الغايات ، كما رغبت في إبهار العالم بالقدرات الموجودة لدى المرأة الإماراتية .
فكرة التحدي :
بدت القاسمي عاشقة للمغامرات والتحديات الصعبة ، وقد بدأت في بحثها عن ذلك التحدي الصعب خلال عام 2009م ، وبالفعل قامت ببعض التدريبات وأعدت نفسها لخوض تلك الرحلة إلى القطب الشمالي لأول مرة في حياتها .
قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة بتقديم الدعم إلى القاسمي قائلًا :”نحن وشعبي نحب المركز الأول” ، وقد شعرت القاسمي مع هذه العبارة بالسعادة الغامرة والرغبة في خوض التحدي بكل ما تملك من إرادة .
رأي العائلة والدعم :
قدمّت عائلة القاسمي الدعم اللازم لابنتهم من خلال تشجيعها ، حيث قام جميع أفراد أسرتها بمباركة تلك الخطوة الجريئة الصعبة ، غير أن القلق كان يساورهم من خوض مثل تلك التجربة المحفوفة بالمخاطر .
تلقت القاسمي الدعم أيضًا من بعض الأصدقاء والرياضيين الذين يحبون تلك التحديات ، كما كان هناك دعم كبير من الشركات التي ساهمت في رعاية تلك الرحلة من أجل اتمامها على أكمل وجه ممكن .
تدريبات شاقة :
خضعت القاسمي إلى تدريبات صعبة حتى تستطيع خوض الرحلة ، وقالت أنها لا تعتبرها مشقات ولكنها تحديات حقيقية ، وكانت التدريبات تعمل على توطين قوة التحمل بداخلها حتى تستطيع الصمود لمدة ثمان ساعات يوميًا .
بدء الرحلة الشاقة :
نجحت القاسمي في الوصول إلى هدفها وخاضت رحلتها إلى القطب الشمالي خلال عام 2010م بصحبة مجموعة من الأشخاص ، غير أنها قالت أن شعور كل شخص كان مختلف عند وصوله إلى هذه النقطة ، حيث شعرت بأن تجربتها كانت فردية بكل المقاييس .
عانت القاسمي كثيرًا أثناء رحلتها حيث أن البرد القارس قد أصابها بآلام شديدة ، وعلى الرغم من ذلك فإنها كانت تقوم بممارسة رياضة التزلج لمدة ثماني ساعات يوميًا ، وذلك من أجل مقاومة الشعور بالبرد الذي كان يجعل أصابعها تتجمد مما يعوق حركتها .
أصيبت أيضًا القاسمي ببعض الآلام في الكوع والركبة أثناء رحلتها نتيجة للانخفاض الشديد في درجات الحرارة ، والذي قد تسبب لها في وجع بالعضلات ، ولكنها قاومت حتى نجحت في رحلتها الشاقة ، كما أنها كانت قد عملت على زيادة وزنها قبل الرحلة ولكنها خسرت هذا الوزن الزائد خلال الرحلة .
عادت القاسمي إلى بلادها وهي رافعة رايات النجاح في تحقيق الحلم الصعب ، وقامت بإهداء ذلك النجاح الذي حققته إلى رئيس دولتها وإلى الحكام بالإمارات ، كما أهدت نجاحها أيضًا إلى كل امرأة إماراتية ، وهكذا أصبحت إلهام القاسمي رمزًا من رموز الإمارات ، حيث حققت التحدي الأصعب الذي كانت تنشده ، وأكدت أنها لم تتراجع عن هذا التحدي ولكنها كانت تتوقع أن تكون أسرع من ذلك ، وقد حققت بالفعل نجاحًا مبهرًا أمام العالم أجمع .