هو أحد أقدم رجالات الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ، واكب مرحلة البناء والتأسيس وشارك المؤسس في رحلاته وجولاته ، وبرز دوره في الكثير من المواضع فكان الوزير العام للملك عبدالعزيز رحمة الله أطلق عليه المؤسس اسم شلهوب يا عصابة رأسي وذلك من أجل شمولية المهام التي كان مكلفًا بها ..
كانت أسرة آل شلهوب تقطن بلدو منفوحة ثم نزحت منها إلى الدرعية والتي كانت تعرف باسم الزبارا في فترة حكم الدولة السعودية الأولى ، ولد محمد بن صالح الشلهوب تقريبًا عام 1288هـ بمدينة الرياض ، في بداية حياته عمل بالتجارة وسافر لدول الكويت والبحرين وتنقل أيضًا بين بلدان نجد ، ترك الرياض وهو بعمر 17 عام وافتتح متجر خاص به في إمارة حائل وعمل في شتى الأعمال والتي انتهت به ليصبح رئيس لجباية الأموال ببلدان الخرج .
وبعد دخول الملك عبدالعزيز رحمة الله للرياض بعام التحق ابن شلهوب به عام 1320هـ ، وعُين خازن للمال وأُطلق عليه رئيس الأموال في نجد ، ويعتبر هو من أقدم من عمل مع المؤسس في حروبه وجولاته ، كان وزيرًا للتموين والمالية كان مخلصًا بشكل كبير في أداء المهام المكلف بها ، كان يوزع السلاح والسلع كالسمن كذلك الحطب كانت طريقته في الإدارة أولية ولكنها ناجحة .
كما أن الملك عبدالعزيز آل سعود أمانه على الشئون العسكرية والمدنية كان يتردد على الرياض والقصيم والكويت حتى استقر الوضع في بريدة عام 1326هـ كان مكلفًا بالتجهيزات العسكرية بجانب الأمور التموينية وكانت مهمته أيضًا تأمين الجاحيات العسكرية لمعسكرات المؤسس وكان يتعامل بأمر من الملك للحصول على الذخائر والأسلحة .
وبعد استقرار الحكم في نجد هدف المؤسس استعادة الإحساء فأرسل المؤسس الشيخ ابن شلهوب ضمن قافلة تجارية دخلت الهفوف وكانت تتظاهر بأنهم مهتمون بشراء المؤن والأغذية فكلف الملك حينها بالوقوف على الوضع العام والقيام بالتحرريات في المنطقة وبعد عودته أخبر الملك بالمعلومات اللازمة عن الأحساء ، وسار حينها الملك ورجاله قاصدًا الأحساء وعندما وصل لضواحي الإحساء أبقى على 400 من الرجال معهم الذخائر والأسلحة بقيادة الأمير محمد بن عبدالرحمن ووصل الكوت عام 1331هـ بالشهر الخامس ، فأرسل الملك لأحمد نديم متصرف الأحساء ليطالبه بتسليم المنطقة دون مقاومة فوافق فبعث له ابن شلهوب على الفور وكان متقن للغة التركية وتسلم هو والرجال الأسلحة .
بعد أن استقرت الأوضاع وتوحيد المملكة ظلت هنالك صعوبة في الحركة التجارية بسبب بطء وسائل النقل وفي تلك الأثناء زار المملكة عددًا من الساسة وكان ابن شلهوب هو المكلف بإيوائهم وإعداد الضيافة لهم وكذلك تأمين حركتهم واستقبال كافة طلباتهم وقبيل الرحيل كان يعد لهم الهدايا ، فكان دبلوماسيًا في إجاباته على الضيوف .
وبعد ذلك كلفه المؤسس بشئون الصرف على القضاء الشرعي ونظام المرتبات الشهرية والإشراف على الأوقاف واستلام جميع المطبوعات الدينية وتوزيعها كما أنه كان مسئول عن الخيل والإبل والمؤن والخدم .
كان للشيخ غرفة واسعة جميلة في الرياض يقصدها الزوار كانت دار ابن شلهوب في حي دخنة على حافة الطريق المؤدي للرياض الجنوبية ، كان يقدم لضيوفه أفخر أنواع القهوة اليمنية .
وفاته :
عاش الشيخ محمد بن صالح شلهوب عمر مديد حتى تجاوز المائة عام وتوفى في مدينة بيروت بشهر جمادى الثاني عام 1389هـ الموافق عام 1969م وتم نقل الجثمان للرياض وصلى الملك فيصل رحمة الله عليه مع جمع كبير من المواطنين فرحمه الله رحمة واسعة