لا تنفك المملكة أن تقدم لنا ، العديد من المشروعات الناجحة والمبهرة للغاية ، ومن بين تلك المشروعات التي حققت نجاحًا ملحوظًا على أرض الواقع ، هو مشروع التخلص الصحي من النفايات ، ثم إعادة تدويرها من أجل استخدامها بما ينفع ، وهذا ما حققته بالفعل الشركة السعودية لإعادة التدوير .
تتلخص فكرة إعادة تدوير النفايات والمخلفات ، لتتحول إلى منتجات يمكن استخدامها مرة أخرى دون تلويث للبيئة ، وقد أدركت المملكة هذا الأمر فقامت بتأسيس مشروع قومي ، يعمل على التخلص من النفايات بكيفية صحيحة وصحية ، وأيضًا يساعد على زيادة الإنتاج ، ودفع عجلة الاقتصاد نحو النمو بصورة كبيرة ، فعلى الرغم من وجود بعض أنواع المخلفات ، التي لا يمكن تدويرها والاستفادة القصوى منها ، إلا أن أغلب النفايات والمخلفات صالحة لإعادة التدوير ، ويمكن تحقيق جانب كبير من التطوير والنمو باستخدامها .
وقبل أعوام مضت ، كانت المملكة تعمل على عمليات إعادة التدوير ، في نسبة 10% من بقايا المخلفات فقط ، بينما الـ 90% المتبقية كان يتم طمرها ، أو التخلص منها حرقًا بدلاً من إعادة التدوير ، مما كان يتسبب في زيادة تلوث البيئة ، وملاحظة انتشار الأمراض بين المواطنين ، وكانت تلك الأسباب هي ما دفع المملكة ، برعاية صندوق الاستثمارات العامة ، إلى إنشاء الشركة السعودية لإعادة التدوير ، والتي هدفت إلى العمل على إعادة تدوير المخلفات ، والنفايات داخل المملكة والاستفادة الجادة منها .
قصة تأسيس الشركة السعودية لإعادة التدوير :
كما سبق وذكرنا ، هذه الشركة قد أتت بناء على دعم من صندوق الاستثمارات العامة ، في أكتوبر عام 2017م ، لتنطلق كشركة استثمارية تستهدف إعادة تدوير المخلفات ، والعمل عليها لتصبح أكثر نفعًا لأبناء المملكة ، كما تستهدف الشركة تحقيق علاقات قوية ، مع كبرى الشركات الاستثمارية حول العالم ، وذلك من أجل جذب المزيد من الاستثمارات ، والمشروعات التي يمكن تنفيذها داخل المملكة ، مما يعمل على رفع مستوى الاستثمار البيئي بالمملكة ، والحد من عمليات التلوث التي تحدث داخلها باستمرار ، مع تراكم المخلفات .
وتعمل الشركة بكافة جهودها على تحقيق ، أعلى معدلات لإعادة تدوير المخلفات بالمملكة ، وفقًا لأعلى معايير فنية وتقنية على مستوى العالم ، وذلك برؤى وتخطيط حتى عام 2030م ، وذلك من أجل أن تصب في عمليات تعزيز البيئة ، وحمايتها والحفاظ عليها من التلوث ، وتطوير الطرق المستخدمة في عمليات إعادة التدوير نفسها .
وجدير بالذكر أن التقارير الأخيرة ، قد أثبتت بأن المملكة يمكنها إعادة تدوير أكثر من 40% من المواد التي يمكن إعادة تدويرها فعليًا ، في مدن ثلاث رئيسة هي الدمام وجدة والرياض ، والتي تصل قيمتها عقب عمليات إعادة التدوير إلى 50 مليون طنًا ، بشكل سنوي داخل المملكة ، حيث يمكن الاستفادة من أكثر من 85% من المواد القابلة لإعادة التدوير ، والحصول من خلالها على طاقات بديلة ، وتوفير بعض المواد الخام التي تدخل في بعض الصناعات داخل المملكة .
وقد عززت الشركة أهدافها ورؤيتها حتى عام 2030م ، ومن أجل ذلك قامت بتوظيف العديد من لكفاءات الفنية ، والعاملين والإدارات القوية ذات الرؤى العميقة ، من أجل توفير العديد من الحلول الابتكارية في الحفاظ على البيئة ، وتغطية المزيد من أنواع المواد ، القابلة لإعادة التدوير مرة أخرى ، بالإضافة إلى توسعة نشاط الشركة ، ليغطي المملكة كلها ، ولا يقتصر على ثلاث مناطق داخلها فقط ، إلى جانب العمل على توعية المواطنين بضرورة التعاون ، والمساهمة في الحفاظ على بيئتهم في المملكة .