حين نقول أمير البيارق نذكر الشيخ عبدالله عقيّل ، يعد الشيخ عبدالله بن محمد بن صالح بن عقيّل بن محمد بن عزّام بن محمد بن مشرَّف واحدًا من أبرز الشخصيات التي برزت في القرن العشرين وكان أهم الفرسان الذين حققوا العديد والعديد من الانتصارات وساهموا في وحدة واستتباب آمن المملكة وإعلاء كلمتها ، وشارك الفارس مع المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في العديد من المعارك الهامة ، وقالوا عن جيشه جيش عقيّل لا ينام ولا يقيّل .

اشتهر الشيخ عبدالله عقيل بكرمه ومساعدته للمحتاجين ومد يد العون للضعفاء كما أنه عُرف عنه كتابة الشعر وله عدد من القصائد الجميلة ، كان الشيخ أحد أبطال المملكة في مرحلة التأسيس ، أختلف المؤرخون في تاريخ ولادته بعض الروايات ذكرت تاريخ الميلاد في العام 1298هـ وأخرى قالت أنه مواليد عام 1302هـ ولكن الأرجح انه من مواليد عام 1292هـ ، نشأ الشيخ بكنف والده وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبدالرحمن بن بطي ، وتعلم أيضًا القراءة والكتابة على يد كتاب القرية في فترة كان فيها الكثير من النزاعات والحروب .

تعلم أصول الفروسية والحرب في كنف أهله ، وكسب ثقة الملك عبدالعزيز رحمه الله ليخوض المعارك الصعبة وتم تعينه أميرًا على الجوف وجازان ، ويرجع صلته بالملك قبل معركة الشنانة فقد استقبل والده الشيخ محمد بن صالح عقيل الملك عبدالعزيز رحمة الله وتحصنوا هو وجنده داخل قصره قبل بداية المعركة وشارك عبدالله بن عقيل ومن معه من سكان البلدة مع الملك عبد العزيز في المعركة وابلى بلاءًا حسنًا وكان حينها عمره سبع وعشرون عامًا .

بعد ذلك توثقت العلاقة بيه وبين الملك عبدالعزيز ومع عائلته آل عقيل ، وجد الملك فيه الشجاعة والبسالة والولاء والأمانة ، فكلفة الملك ليتولى إمارة قصر ابن عقيل خلفًا لوالده ثم عمل بعدها مستشارًا لأمير تركي بن عبدالعزيز واستمر لمدة عامين ، كان يعمل حينها في جباية الضرائب من القبائل ، وشارك في دخول مدينة بريدة عام 1326هـ مع الملك عبدالعزيز ، وشارك أيضًا في دخول حائل عام 1340هـ وفي عام 1342هـ عينه الملك عبدالعزيز أمير على منطقة الجوف وظل فيها لعام 1345هـ ، تصدى في تلك الفترة للقبائل الآتيه من حدود العراق .

وكلفه الملك عبدالعزيز بعد اتفاقه مع الحكومة البريطانية أن يكون وادي السرحان وقريات الملح تابعة لهم بأن يذهب لقريات ويختار الرجل المناسب للإمارة ، ولكن حال وصول الخطاب فكلف علي بن بطاح ، و تم اختياره بتشكيل حملة من القبائل فشكل أربع وعشرون بيرقًا وآخرون بدون بيارق وقاد الجيش للقضاء على حركات التمرد شمال غرب المملكة وإخماد الفتن .

لُقب الشيخ عبدالله بن عقيل بهداج تيماء وذلك لفرط كرمه ومساعدته للمحتاجين والضعفاء وحسن استقبال الضيوف ، وفي العام 1353هـ ولى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بن عقيل على إمارة حازان وظل فيها لعام 1355هـ لحين استدعاه الملك فيصل للقدوم للحجاز لأداء بعض المهام فيها ، وكلفة الملك أثناء فترة الولاية برئاسة الوفد السعودي المكلف بترسيم الحدود البرية للمملكة مع اليمن عام 1354هـ ، ولُقب بأمير البيارق بسبب كثرة الحروب التي خضها وشارك فيها ، ألقى الشيخ رحمة الله عليه عددًا من القصائد في عدد من المناسبات ، وأيضًا ألف عدد من قصائد الغزل .

الوفاة :
بعد حياة حافلة بالانجازات والمعارك توفى عبدالله بن عقيل في مدينة الرياض في العام 1385هـ ودًفن بمقبرة العود ، فرحم الله الشيخ الفارس ..

By Lars