يشهد التاريخ أن البلدان العربية قد أنجبت خيرة العلماء والمثقفين بمختلف المجالات العلمية ؛ حيث تطور العلم نتيجة لتقدم أبحاثهم وجهودهم ؛ مما أحدث طفرة علمية عظيمة داخل العالم العربي ، ولم يُفرّق العلم بين الرجال والنساء ؛ حيث أن النساء قد تقدمن بقوة بالمجالات العلمية المختلفة ، ومن بين عظيمات السيدات الدكتورة خولة الكريع .

وُلدت خولة بنت سامي الكريع في المملكة ، تخرجت بدرجة بكالوريوس في مجال الطب والجراحة العامة من جامعة الملك سعود بالرياض ؛ وحصلت على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ، كما حصلت على شهادة البورد الأمريكية في مجال الأمراض الإكلينيكية من جامعة جورج تاون بواشنطن ، حصلت على الزمالة في مجال التشخيص الجيني لمرضى السرطان من المركز القومي للأبحاث الموجود في ميريلاند .

قامت الدكتورة خولة الكريع بالالتحاق بمركز الأبحاث داخل مستشفى الملك فيصل التخصصي ؛ وعملت فيه كاستشارية وعالمة أبحاث ، أنشأت برنامج يختص بالبحث العلمي من أجل التعرف على البصمة الجينية لمرضى الأورام داخل المملكة ، استطاعت العمل كاستشارية اكلينيكية وكبيرة علماء خلال عام 2002م.

أنجزت الدكتورة خولة ما يقرب من خمسين بحثًا علميًا وتسعين ورقة علمية ؛ وقامت بتقديمهم داخل المملكة واليونان والصين والولايات المتحدة الأمريكية ، بالإضافة إلى إلقائها مئة وخمسين محاضرة علمية في عدة مناسبات مختلفة .

تعمل كرئيسة لفريق من العلماء من أجل التوصل إلى الصفات الجينية والوراثية لخلايا مرض السرطان بأجساد المرضى بالمملكة ، ويُعد ذلك البحث الذي تقوم عليه واحدًا من الأبحاث المتميزة والفريدة من نوعها ؛ لأنه يهدف إلى التوصل إلى طرق مُستحدثة في علاج وتشخيص الأمراض السرطانية بمختلف أنواعها .

تسعى الدكتورة خولة إلى الاستفادة الجادة من التطور الهائل والسريع الموجود بالساحة العلمية على مستوى العالم أجمع ؛ عقب الانتهاء من معرفة تسلسل الشفرات الوراثية الموجودة داخل جسم الانسان ، وقد نجح هذا البرنامج العلمي في البحث إلى التوصل إلى عدة اكتشافات ؛ منها معرفة الجين المُتسبب في الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية للمرضى داخل المملكة .

حصلت الدكتورة خولة على جائزة هارفارد في التميز العلمي خلال عام 2007م ، كما مُنحت وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى خلال عام 2010م ؛ بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وحصلت على جائزة أفضل بحث علمي عن أعوام 2004م ؛ 2006م ؛ 2008م بمستشفى الملك فيصل .

تشغل في الوقت الحالي منصب رئيس مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني الخاصة بأمراض الأورام ، نُشرت أبحاث برنامجها العلمي المتميز حول الصفات الجينية لمرضى السرطان في العديد من المجلات العلمية على مستوى العالم أجمع ؛ نظرًا لما أثمره ذلك البرنامج من نجاح وتقدم هائلين في أرجاء العالم .

عملت الدكتورة خولة كعضو بمجلس الشورى خلال عام 2007م ، وتُعتبر أول امرأة بالمملكة تحصد وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى خلال عام 2010م ، ولذلك فإن الدكتورة خولة الكريع تُعد رائدة في مجالها ؛ حيث حققت نجاحًا فائق النظير في ذلك المجال الطبي ؛ لتنال شهرة واسعة محليًا وعالميًا .

By Lars