قصة إل سيد

إن الشخصيات المؤثرة في العالم قد أخذت شهرة واسعة ؛ حيث أن تلك الشخصيات الشهيرة قد أثرت في تغيير بعض المفاهيم ، وفتحت الآفاق للتطلع إلى مواهبهم وقدراتهم الخاصة التي تمتعوا بها دون غيرهم .

في إسبانيا وُجد العديد من الشخصيات الشهيرة المؤثرة في شتى المجالات ؛ ومن بين هؤلاء شخص كان يُدعى بـ ” إل سيد” وهو لقب أكثر منه اسما ، وأصل اللقب يرجع إلى الجذور العربية من كلمة (السيد) ؛ لكن اسمه الحقيقي رودريغو دياز دي فيفار Rodrigo Díaz de Vivar ؛ الذي تميز بالمواهب القتالية العسكرية في عصره .

كان فيفار بطلا قوميا بإسبانيا في العصور الوسطى ؛ وُلد علم 1040م في بلدة صغيرة تُدعى فيفار ، وكان والده موظفًا في البلاط الحكومي ؛ كما كانت أمه تنتسب إلى عائلة ارستقراطية ؛ وبالرغم من تلك النشأة الراقية إلا أن الفلاحين اعتبروه كواحد منهم نظرًا لنبله وسمو أخلاقه .

فيفار تلقى العلوم الخاصة به داخل البلاط الملكي القتالي ، ثم خدم فيه حيث قاتل فيفار عام 1057م ملوك الطوائف ؛ كما انتصر في المعركة ضد الأرغونيين ، ويُذكر أن فيفار استطاع أن يقتل أحد الفرسان في تلك المعركة من ضربة واحدة فقط ؛ مما جعل الشعب يطلق عليه لقب إل سيد كامبيادور .

كان إل سيد أثناء عمله كقائد للقوات بالجيش كان يساهم في توسيع المفاهيم الحربية والقتالية للجنود ؛ وذلك عن طريق قراءة الكتب الرومانية واليونانية المختصة بالنظريات العسكرية على مسامع الجنود كنوع من أنواع الترفيه والتثقيف في نفس الوقت .

وُصف إل سيد بأنه شخصية تاريخية متواضعة للغاية ، حيث كان يقبل النصائح الموجهة إليه من جنوده ؛ حيث كان مؤمنًا بأنه بشر وقد يقع في الخطأ ، عمل في أواخر عمره قاضيًا ؛ وذلك لأن ثقافته كانت واسعة ، وقام بعمل أرشيف شخصي مختص بالمراسلات والقضايا التي كان يقوم على العمل بها .

قام إل سيد بإنشاء إقطاعية خاصة به في مدينة تُدعى ببلنسية ؛ ثم حكمها بشكل رسمي باسم الملك ألفونسو السادس، وكانت المدينة مختلطة بمواطنين مسيحيين ومسلمين ؛ وبعد رحلة طويلة توفي إل سيد في بلنسية عام 1099م ؛ وقد تم توثيق لقبه ” إل سيد كامبيادور” رسميا بوثيقة حكومية قبل عام واحد فقط من إعلان وفاته ، وقامت زوجته بحكم المدينة من بعده لمدة ثلاثة أعوام.