يسعى العلماء دائمًا إلى التقدم والنجاح وتحقيق الإنجازات العلمية التي ترفع من شأن بلادهم ، وتنير الطرق المظلمة عن طريق العلم ؛ ومن بين هؤلاء الذين ارتقوا بالعلم والعمل والنجاح الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام أو كما تُلقب البروفيسور سميرة إسلام .
حصلت سميرة إسلام على درجة الأستاذية في مجال علم الأدوية ؛ لتصبح بذلك أول شخصية سعودية تحصل على تلك الدرجة العلمية ، قامت بتقديم بحث يختص بمجال التصنيف الجيني للمجتمع السعودي في كلية طب سانت ماري بلندن ؛ ويُعتبر بحثها في ذلك الموضوع هو الأول في المراجع العلمية المتخصصة .
حصلت الدكتورة سميرة إسلام على درجة الدكتوراه في مجال الفلسفة في العلوم المختصة بالصيدلة ، شغلت منصب رئيس وحدة قياس ومراقبة الأدوية لمركز الملك فهد الخاص بالبحوث الطبية ، عملت على تطوير كلية العلوم الخاصة بالطالبات حيث استحدثتها وجعلتها كلية مستقلة بذاتها ؛ أصبح لها الفضل في تأسيس كلية عفت الأهلية الخاصة بالبنات .
وُلدت سميرة إسلام بالهفوف في المملكة ؛ وقد انتقلت من مكة المكرمة لتعيش مع أسرتها في جدة ؛ فكانت تتلقى دروس العلم في طفولتها من الكتاتيب التي كانت تتردد عليها صباحًا ؛ وفي المساء كانت تحصل على دروسها على يد بعض المدرسين التابعين لمدارس تحضير البعثات في المنزل ؛ ثم بدأت الانطلاقة التعليمية حينما انتقلت إلى مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية ؛ ثم الانتقال إلى بريطانيا فيما بعد ؛ لتُكمل دراستها وتصبح أول شخصية سعودية تحصل على درجة الأستاذية في مجال علم الأدوية وذلك كان عام 1983م .
شغلت الدكتورة سميرة إسلام عدة مناصب ؛ منها رئيسة وحدة مراقبة الأدوية بجامعة الملك عبدالعزيز وذلك في الفترة ما بين عامي (1971م _ 2003م) ؛ كما عملت كعضو في هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز أيضًا خلال الفترة (1996م_ 1998م) ؛ كما أصبحت أول سيدة سعودية تشغل منصب مستشار إقليمي لمنظمة الصحة العالمية ؛ وأسست كلية عفت الأهلية للبنات وأصبحت عميدة لها ؛ كما كان لها الفضل في تأسيس عدة أقسام مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء بكلية التربية في جامعة الملك عبدالعزيز .
لم تدخل الدراسات النظامية للطالبات بالجامعات إلا بفضل جهود الدكتورة سميرة إسلام ؛ حيث كانت الأنظمة المتاحة للدراسة هي الانتساب أو بطريقة الدراسات المسائية ؛ كما قامت بإجراء الأبحاث المتعددة بمجال مراقبة الدواء في دم المريض ، واهتمت خلال تلك الأبحاث بتأثير العوامل البيئية والجينات الوراثية التي قد تؤثر في مفعول الدواء .
قامت بنشر ما يزيد عن خمس وسبعين بحثًا ؛ من بينهم اثنين وثلاثين تم نشرهم بالمجلات العلمية ؛ وقد صنفتها اليونسكو أنها من أفضل اثنين وثلاثين عالمة استحققن جائزة المرأة والعلوم بمجال العلوم وذلك عن عام 2000م ؛ حيث تم اختيارهن من بين أربعمائة عالمة قد رُشحن من قارات العالم .
تُعتبر أول سيدة بالعالم العربي والإسلامي يتم ترشيحها لتلك الجائزة ، وبذلك أعطت صورة مشرفة ومشرقة للعالم العربي بأسره ، وقامت بعلاقات تعاونية متبادلة مع منظمة الصحة العالمية وذلك من أجل تبادل الخبرات الخاصة بمجال التعليم الطبي ولتحقيق التنمية الخاصة بالقوى البشرية في المجال الطبي .
وقامت بعمل ندوات متعددة داخل وخارج المملكة ؛ وساهمت بعشرة أبحاث خدمية خلال تلك المؤتمرات ، حصلت على عضويات من عشر هيئات مختلفة بالمستويين العالمي والمحلي ؛ كما تميزت بحصولها على جائزة مكة المكرمة في مجال التميز العلمي وذلك عام 2009م ؛ لتصبح بذلك البروفيسور سميرة إسلام رائدة في مجال علم الأدوية بالعالم العربي والإسلامي .