هو أحد رجال الأعمال والرأسماليين ، ويعمل مستشارًا بالسياسة العامة ، كما قام بإنشاء العديد من الشركات التي قدمت أرقى الخدمات في مجال الأمن الفضائي والحاسب الآلي ، وذلك على مدار العقدين الماضيين ، كما يحمل وليام سايتو العديد من براءات الاختراع في مجال أمن البيانات والمعلومات ، من أكثر من دولة مثل موطنه الأصلي اليابان ، والولايات المتحدة الأمريكية .
ولا يتوقف عطاءه عند هذا الحد ، بل عمل ويليام سايتو متحدثًا رسميًا ، وكاتبًا باللغتين الانجليزية واليابانية ، ويعيش حاليًا حياته في اليابان على الرغم أنه وُلد في أمريكا ، حيث يدير عددًا من اللجان الاستشارية للحكومة اليابانية ، وهو حاليًا مستشارًا خاصًا لدى مكتب رئيس وزراء حكومة اليابان ، وهو مسئولاً عن العلوم وسياسيات تكنولوجيا المعلومات بها .
نشأته وطفولته :
وُلد رجل الأعمال ويليام هيرويوكي سايتو عام 1971م ، في كاليفورنيا لأبوين يعمل أحدهما طبيبًا بيطريًا والآخر كيميائيًا ، هاجر كلاهما إلى كاليفورنيا قبل ميلاد وليام بعامين في عام 1969م ، ولم يكن والدا وليام يتحدثان الإنجليزية عندما سافرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت .
كان وليام هو الابن الثالث لوالديه ، وقد أصر الوالدان على تعليم أبنائهما الرياضيات ، فكانا يصران بأن علوم الرياضة هي مفتاح النجاح ، واختراق الطريق في أي مجال ، فقاما بإحضار كتبًا معقدة للغاية من موطنهما اليابان ، وأجبرا أطفالهما الثلاث على تعلم الرياضيات عن طريقها .
أما بالنسبة لوليام فقد أعطاه والداه عمليات رياضية تفوق عمره ، الأمر الذي شكّل له ميزة هائلة فيما بعد وفقًا لتصريحاته ، وبمرور الوقت ، أصبح وليام ملمًا بكافة المسائل الرياضية والقواعد والمعادلات الصعبة .
حتى أن معلمه لم يجد ما يدرّسه له ، فنصحه بأن يشتري جهاز كومبيوتر ويتعلم عليه أية دروس متقدمة ، وهو ما جعله يستفيد منه في حياته بطريقة مميزة ساهمت في نجاحه ، حيث طلب منه معلمه أن يقضي وقته في حل بعض الألعاب باستخدام الحاسب الآلي .
وعندما نفذ وليام تلك المهمة وجد نفسه قد حصل على مبلغ مالي لقاء ما فعله ، فانتبه في هذا الوقت إلى إمكانية الاستفادة من الأشياء المسلية ، إلى جانب الحصول على الترفيه. وقد قام والداه بسحب قرضًا من البنك ، لشراء حاسب آلي شخصي لوليام بقيمة خمسة آلاف دولار ، حيث كان في توقعاتهم أن يصبح طبيبًا .
عقب انتهائه من المرحلة الثانوية في عام 1987م ، اتجه وليام تنفيذًا لرغبة والديه لدراسة العلوم الطبية ، حيث التحق بجامعة كاليفورنيا العريقة ، وتدرب وليام كثيرًا من أجل تحقيق حلم والديه بأن يصير طبيبًا بشريًا ناجحًا ، ولكنه ظن أن للأمر فترة زمنية محددة سوف يطلق فيها العنان لكافة طموحاته بعيدًا عن الطب ، وهو الأمر الذي لم يتطرق له والديه قط .
أولى شركاته :
ترك وليام حلم والديه في أن يصبح طبيبًا بمنتصف الطريق ، حيث غادر تلك المهنة ليعمل في مجال التكنولوجيا ، حيث أسس أول شركة خاصة به ، تعمل في مجال تحسين خدمات الأمان المتعلقة بأجهزة الكومبيوتر الشخصية ، حيث طوّر وليام ساتو نظام بصمات الأعين والأصابع في التعرف على المستخدم الرئيس للجهاز ، مما يمنحه مزيدًا من الأمن لكافة متعلقاته وملفاته الشخصية .
وقام سايتو بالإعلان رسميًا عن انطلاق شركته أثناء دراسته بالجامعة في عام 1991م ، والتي سرعان ما احتلت مكانة متميزة في السوق في مجال أمن المعلومات والقياسات الحيوية .
وعندما بلغ الثالثة والثلاثون من عمره ، أي عقب مرور أربعة عشر عامًا على تأسيسها ، باع سايتو شركته إلى شركة مايكروسوفت مقابل مبلغًا ماليًا ، قال عنه سايتو أنه سوف يكفيه طيلة عمره إذا ما أراد أن يتقاعد للأبد .
ولكنه استخدم طموحه وحماسه الذي رافقه منذ الصغر ، ليعطي خبراته لرجال الأعمال ، خاصة ممن لهم أصول يابانية مثله ، وبحلول عام 2005م ، قام سايتو بتأسيس شركة جديدة تدعى InTecur ، تعمل في مجال الاستثمار وتوظيف الأموال ، وعمل بها مستشارًا للحكومة اليابانية في مجال الأمن الإلكتروني والحاسبات .
وكان سايتو يسير خلف هدف واحد ، هو جعل رواد الأعمال اليابانيون هم الأكثر تفوقًا في هذا المجال ، فعمل على مساعدتهم في تحقيق النجاح ، حيث اقتنع سايتو طوال عمره بأن الشباب لا ينالون الفرص وهم في مرحلة العشرينات من أعمارهم ، وهذا ما جعله يشعر بالمسئولية نحوهم ، حيث وجد أن الفرصة قد أتيت له بهذا العمر من قبل ، مما جعله مدينًا برد هذا الجميل في الأجيال القادمة .