ستيفن وليم هوكينج Steven William Hawking ، ذلك العالم البريطاني والأستاذ الجامعي ، والكاتب وعالم الفيزياء التطبيقية والفيزياء النظرية ، الذي أُصيب بمرض نادر أدى إلى فقدانه الحركة بل وفقدان القدرة على الكلام تمامًا .
لكنه استطاع أن يعوض إعاقته بتنمية قدراته البصرية والذهنية ، وأصبح ستيفن وليم هوكينج يجري نظرياته وحساباته بدون الاستعانة بالورقة والقلم ، وحصل على العديد من الجوائز العالمية .
المولد والنشأة:
ولد ستيفن وليم هوكينج في انجلترا بأكسفورد عام 1942م ، ودرس في جامعة أكسفورد ، وكان والده فرانك هوكينج يدرس الطب في جامعة الطب ، وتم تعينه رئيسًا لقسم الطفيليات في الجامعة ، وكانت والدته والتي تدعى إيزوريل تدرس الفلسفة والاقتصاد .
واستطاع ستيفن هوكينج أن يحصل على درجة الدكتوراه في علم الكون ، وقدم أبحاث عديدة حول التسلسل الزمني ، وكتب نظريات الديناميكا الحرارية والفيزياء النظرية ، وتزوج ستيفن وليم هوكينج من جين وايلد في عام 1965م ، وكانت زوجته جين وايلد مثال للزوجة المخلصة الوفية فقد ساندته كثيرًا في مرضه ، وحملت مسئولية البيت بأكمله .
مرض ستيفن وليم هوكينج :
عانى العالم ستيفن وليم هوكينج من مرض ALS ، وهو مرض يصيب الخلايا العصبية الحركية والعضلات الإرادية في الجسم ، ويسمى مرض العصبون الحركي ، مما سبب له شلل تدريجي لأعضاء الجسم .
فبدأت مهاراته العضلية في التدهور ، وأصبح ستيفن هوكينج يسير مستندًا على عكازات ، ولم يستطيع إلقاء محاضراته في الجامعة ، بل ولم يستطيع الكتابة ، ثم لم يستطيع الحديث ، حيث أصيب بمرض التهاب رئوي ، وأجرى عملية جراحية أفقدته القدرة على الكلام تمامًا .
ولكن ستيفن هوكينج لم يستسلم ، واعتمد على قدراته البصرية لتعويض إعاقته العضلية ، ورفض الشفقة من حوله بسبب مرضه ، وأعلن تحديه للإعاقة والعجز الجسدي ، بل وحيرت حالته الكثير من الأطباء ، حيث قد أعلن الأطباء أن مرضه لن يُمكنه من العيش أكثر من عامين ، نظرًا لأنه مرض يؤدي إلى الوفاة .
إلا أن ستيفن وليم هوكينج تحدى المرض ليصل إلى عمر الثالثة والسبعين عامًا ، وعاش بمرض العصبون الحركي نحو سبعة وأربعين عام ، ورغم كونه أصبح جليس الكرسي المتحرك ، لكنه ظل يقدم المزيد في علم الفيزياء وتفسير نظريات الكون .
وتفوق ستيفن وليم هوكينج على العديد من العلماء في عصره ، وتحديه للإعاقة جعلت شركة إنتل للمعالجات ، تقوم بتطوير حاسوب خاص متصل بالكرسي المتحرك ، ليصدر ستيفن وليم هوكينج أوامره للحاسوب عن طريق حركة عينيه .
وتمكن ستيفن وليم هوكينج من التفوق والحصول على جائزة ولف في الفيزياء عام 1988م ، كما حصل على الميدالية الذهبية للمجلس الأعلى للبحوث العلمية في عام 1989م ، وحصل على وسام ألبرت في عام 1999م ، وحصل على وسام الحرية الرئاسي في عام 2009م .
وقام ستيفن وليم هوكينج بكتابة الكثير من الكتب منها ، الله خلق الأرقام ، وكتاب الوقوف على أكتاف العمالقة ، وكتاب الثقوب السوداء والأكوان الناشئة ، وكتاب تاريخ موجز للزمن ويبسط ذلك الكتاب المفاهيم الفيزيائية المعقدة ، وتُرجم ذلك الكتاب إلى أكثر من 40 لغة ، وتحول إلى فيلم سينمائي في عام 1991م ، لدخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكونه أكثر الكتب انتشارًا .
كما أطُلق عليه لقب اينشتاين لكونه شديد العبقرية ، وكان محبًا لفحص الأغراض منذ صغره ، حيث كان يقوم بفك الساعات وأجهزة الراديو لفحص دواخلها ، وقدم كتب متعددة للأطفال عن شرح الكون بشكل شيق ودرامي ، مثل كتاب george and the big bang ، وكتاب george secret key to the universe ، وبرهن ستيفن على وجود إشعاع حراري يصدر من الثقوب السوداء نتيجة لظواهر كمومية في عام 1964م ، وسمي ذلك الإشعاع إشعاع هوكينج نسبة له.