هل يمكن أن تبدأ من الصفر وتصل إلى ملياردير ؟ ، هل يمكن لطفل يتيم بدأ حياته في ملجأ ، أن يصل ليكون من اكبر رجال الأعمال شهرة وثراء ؟ ، بالفعل يمكن تحقيق ذلك وهو ما فعله توم موناهان ، مؤسس سلسة مطاعم دومينوز بيتزا ، وهي ثاني أكبر سلسلة مطاعم ، في مجالها في الولايات المتحدة الأمريكية.

نبذة عن توم موناهان :
هو طفل أمريكي يتيم ، ولد عام 1973م حيث لم تستطع والدته ، تسديد احتياجاته فقامت بوضعه في أحد ملاجئ الأيتام ، في ولاية متشجن بأمريكا ، والتي كانت تديره مجموعة من الراهبات الكاثوليك ، وقضى هناك عدة أعوام ثم خرج توم من الملجأ ، حتى يجد عمل ويكمل دراسته .

عمل توم سائقاً على سيارة نقل ، ثم التحق بالجامعة ولكنه تمكن من الإنفاق على دراسته ، لمدة عام واحد فقط ثم تركها ، والتحق بمشاة الأمريكية البحرية عام 1956م ، وكان يقضى الكثير من الوقت على سفينته البحرية ، للتفكير في مستقبله وتخرج بعد ثلاثة أعوام ، وحصل على مرتبة الشرف .

شراكه توم وتوماس :
عمل توم موناهان كمشرف لتوزيع الجرائد ، وبعد فترة استطاع شراء مكان صغير ليبيع به الجرائد ، وفى عام 1960م ، وعندما كان توم موناهان يبلغ من العمر الثالثة والعشرين ، أقترح عليه اخيه توماس موناهان ، بشراء محل للبيتزا ، كان صديقه قام بعرضه للبيع .

تحمس توم لفكرة اخيه وكان المطعم يسمى دومينيك ، وكان بجوار جامعة متشجن ولم يكن لدى الأخوين ، ثمن شراء المحل أو حتى نصف ثمن الشراء ، فقاموا بدفع ما معهم ولم يكن سوى 500 دولار ، وقاموا باقتراض ما تبقى .

ولم تكن لديهم خبرة كافية في إعداد البيتزا ، لكن كانا يمتلكان حماس كبير للعمل ، والرغبة في النجاح ولكن استطاعا التعاون معاً ، وبعد مرور 8 أشهر من شراء المطعم ، عانى المطعم من الانحدار فقرر توماس الانسحاب من المشروع ، وأصبح توم وحيداً ولم يحقق أرباح ، بل تراكم تسديد العديد من الفواتير عليه .

تحدي توم لنفسه :
وفي أحد الأيام تغيب عدد كبير من طاقم عمل المطعم ، وقد كان توم أمام أمران إما أن يقرر غلق المطعم ، في ذلك اليوم إما يفتحه ولكن لن يتمكن من إنهاء طلبات البيتزا بمفرده ، في ذلك اليوم وسيضطر للاعتذار لبعض الزبائن .

قرر توم أن يقبل التحدي ويظل المطعم مفتوحاً في ذلك اليوم ، مع عمل خطة بديلة وهي أن تعذر عليه تسديد جميع الطلبات ، سيتوقف عن تناول طلبات الهاتف ، بل وسعى لتقديم حجم موحد من البيتزا ، بدلاً من تقديم 5 أحجام مختلفة من البيتزا ، مما قلل أعباء العمل التي سيحملها بمفرده في ذلك اليوم ، وكانت النتيجة مبهرة وفي هذا اليوم حقق أرباح إضافية بقيمة 50% .

قرر توم شراء مطعم أخر ، لكنه لم يتمكن من تسمية المطعم الثاني بنفس اسم الأول ، لأن صاحب المطعم الأول رفض ذلك ، فقرر توم تسمية مطعمه دومينوز بيتزا ، وبدأت مبيعات الفروع تزيد يوماً بعد يوم ، حتى وصل معدل بيع الفرع الواحد أسبوعياً ، من 3000-5000 بيتزا أسبوعياً ، وحرص توم على الاتقان في عمل ، وجودة كل المنتجات المستخدمة في إعداد البيتزا ، لدرجة أنه كان يعين ذواقة مكفوفي البصر ، لاختبار جودة العجائن .

خسارة الشركة :
في يوم من الأيام حضر توم دورة تدريبية عن الفرانشايز FRANCHISE ، أي منح حق الامتياز وهناك تم مقابلة العديد من كبار رجال الأعمال ، وسعى ليكون عمله متميزاً حتى يتمكن من تنفيذ فكرة الفرانشايز .

وجد توم أن ما يميزه هو خدمة توصيل الطلبات إلى الزبائن ، ولم تكن تلك الفكرة منتشرة في ذلك الوقت فقرر تمويل تلك الفكرة ، بطرح شركته في البورصة وزاد عدد العمال ، وتمكن خلال 10 شهور من الوصول ، إلى 44 فرع لمطاعم دومينوز بيتزا.

ولكن لم تنجح تلك الفكرة ، وخسر أكثر من نصف شركته للبنوك المقرضة ، وذلك لعده عوامل منها الفرق بين الفروع القديمة والجديدة للشركة ، حيث كانت الفروع الجديدة في أماكن ذات تجمعات سكنية كبيرة ، وكان الاقبال عليها كثيراً وكان هناك بطء في تسليم طلبات الزبائن بها .

قرر توم الاستعانة بخبير إداري للسيطرة على خسائره ، فقرر الخبير تقليل جودة الخامات المستخدمة في صنع البيتزا ، ورفع تكلفة البيتزا ولكن ازداد الوضع سوءاً ، مما كان حاصل على حقوق امتياز للشركة ، رفع قضايا للشركة .

توم يستعيد نجاحه :
حاول توم استعادة نجاحه وبدأ التصالح مع أصحاب حقوق الامتياز ، وكان يعمل بنفسه في المطعم الرئيس هو وزوجته فقط ، وكان يقوم بتوصيل الطلبات بنفسه بل وكان يقدم نفسه كمحام عن نفسه ، في القضايا المرفوعة ضده ، لأنه لم يتمكن من تسديد تكلفة محام ، وعاش في منزل بدون أثاث.

خلال عام واحد تمكن توم من تسديد كل الديون ، وخلال سنوات قليلة أصبح هناك 300 فرع لمطاعم دومينوز بيتزا ، وزادت مبيعاته وابتكر طرق عديدة لتحفيز الموظفين ، ونفذ نظام التسليم خلال مدة اقصاها 30 دقيقة ، وإلا ستكون البيتزا مجانية.

توم من أغنياء العالم:
وفى عام 1983م تم افتتاح أول فرع دومينوز بيتزا ، خارج امريكا وكان في كندا وفي هذا العام وصلت فروع مطاعم دومينوز بيتزا 1100 فرع ، واستطاع تحقيق أرباح خيالية وشراء كل ما عجز عن شرائه .

وقام بشراء فريق نمور كرة السلة ، وحاز الفريق على البطولة في العام التالي ، ولقب توم بلقب نمر البيتزا ، وقام بشراء العديد من المزارع حول مقر الشركة الرئيس ، واشترى 244 سيارة نادرة ، وقام بشراء  العديد من المباني الأثرية .

By Lars