ما زالت المرأة السعودية تبهرنا بنجاحاتها وتفوقها ، وتؤكد لنا أنها كفؤ وقادرة على تحدي كل الصعاب والوصول إلى أحلامها جميعًا ، فها هي طرفة المطيري تثبت لنا أن المرأة السعودية لا تعرف المستحيل ، وأن الفرصة إن أتيحت ستحقق نجاحات لم يسبقها لها أي أحد .
من هي طرفة المطيري ؟
طرفة المطيري هي واحدة من أبناء المملكة ، والتي تعد من أبرز وأنجح سيدات الأعمال في العالم العربي ، درست الملابس والنسيج وتعمل في العديد من الجهات الحكومية ، وتعد أول مستثمرة في مجال مصانع الملابس ، وكان بدأ أول مصنع لها في العمل منذ سبع سنوات .
عُرف عنها رؤيتها الثاقبة وخبرتها في مجالها ، وجرأتها وقدرتها على التحدي ، فكانت أول امرأة تعمل في مجال تصنيع الملابس العسكرية ، تصممها ومن ثم تنفذها ، وكانت أول سيدة في معارض المنتجات العسكرية تشارك بإنتاجها .
تمكنت المطيري من أن تتحول إلى أحد رواد الأعمال والاستثمارات في المملكة ، بعد أن أسست عدد من المشاريع التجارية والصناعية التي حققت نجاح جميعها ، حققت المطيري الكثير من النجاحات وما تزال حتى اليوم تواجه أيضًا العديد من التحديات .
تعتقد طرفة المطيري أن أهم سبب من أسباب نجاحها هو أنها تحب العمل ، وأن لديها الطموح والشغف للنجاح وتحقيق التميز ، وهذا هو السبب الذي دفعها نحو تخصص الملابس والنسيج ، كذالك دفعها لاكتساب العديد من المهارات والخبرات الجديدة والتي استثمرتها جميعها لتحقق النجاح.
كانت طرفة متفوقة دراسيًا ، وكانت أحد المرشحات لمنصب تدريسي في أي من مدارس الرياض الكبرى حتى قبل التخرج ، أما بعد التخرج فكان لديها فرصة التدرب في واحد من معاهد كلية التربية ، وكان يمكن لها أن تكمل في مشوار الدراسات العليا ولكنها قررت أن تعمل بالتدريس كبداية مشوارها .
مشوار العمل :
بالفعل بدأت بالتدريس في أحد مدارس الرياض ، ومن هنا اكتسبت العديد من المهارات والخبرات ، كذالك تمكنت من اكتشاف مواهبها وهو ما جعل لديها حافز كبير على التميز وبذل الجهد من أجل الاستمرار .
كانت فترة عملها في التدريس كافية من أجل تنمية قدراتها ووضع مخطط كامل ، يشمل أهم مهاراتها وأفكارها ، وكانت هي أول من أدخل مادة التفصيل والخياطة في المناهج السعودية للبنات ، وهو الأمر الذي مكنها من بداية حلمها ، وبالفعل بدأت تصمم بعض الملابس النسائية .
العمل الخاص :
من هنا قررت أن تبدأ عملها الخاص وأن تنفذ هذه التصميمات وتبيعها من منزلها ، لم يكن سهلًا عليها أن تتخذ قرار بترك وظيفة التدريس ، بسبب الامتيازات الكثيرة التي تحظى بها ، وخوفها من البيروقراطية التي يمكن أن تعرقل عملها الجديد .
وكانت أهم استراتيجية تتبعها طرفة هي الحفاظ على تقديم منتج بمواصفات عالمية ، ولكن بأسعار منافسة ومتوافق مع متطلبات السوق ، ومن هنا بدأ النجاح والتوسع ، وبدأت المنافسة تزداد ولكن دائمًا كانت المنافسة في صالحها لأنها تقدم منتج مميز بمواصفات جودة عالية وبسعر منافس .
بداية الانطلاق :
في هذه المرحلة تقرر أن تقوم بفتح مصنع صغير من أجل تنفيذ التصميمات ، ومع استمرار النجاح تقرر التوسع في المصنع ، وبالفعل بدأت طرفة تستحدث خطوط إنتاج جديدة ، وبدأت تعتمد على فرق هدفها الأساسي التعرف على احتياجات السوق من أجل تنفيذها .
وكان من أهم الخطوات التي اتخذتها طرفة في مشوار عملها إنتاج الملابس الرسمية ، مثل ملابس الأطباء والملابس العسكرية ، حيث أن المصنع الخاص بها كان يستخدم استراتيجيات حديثة مثل الليزر ، وكذالك إنتاج الشارات والشعارات ، وقد حاز المصنع على شهادة الجودة العالمية الأيزو9001 فيما يخص تصنيع الملابس والتجهيزات العسكرية .
المنتجات العسكرية :
من هنا بدأ التوجه ناحية المنتجات العسكرية ، والتي تعد من أهم المشاريع التي اتخذتها طرفة ، وكانت متحمسة كثيرًا لها وذلك لأن دوافعها الوطنية ، كانت أحد المحركات لها في النجاح في هذا المشروع .
فكانت ترى العمل في هذه المنتجات بمثابة خدمة للوطن ، وقد تمكنت من من استحداث العديد من التطورات في مجال النسيج ، كذالك تعاونت مع الكثير من الموردين من أجل أن تقدم أفضل الخامات التي يتم بها تصنيع المنتجات العسكرية .
وتفوقت المطيري في عملها حين ابتكرت العديد من التعزيزات للملابس العسكرية ، مثل عازل الحرارة وهو نوع من الأقمشة يستخدم في تصنيع البدل العسكرية ، وهو يمنع الكاميرا التي تلتقط الحرارة من تحديد مكان الجندي الذي يرتديه .
التحديات :
من أهم التحديات التي تواجهها طرفة مشكلة المنافسة مع المصانع الغير مرخصة والصغيرة ، وكذالك مع كبار المصنعين ، والذين في بعض الأحيان يقومون بتقليد منتجات مصانعها مما قد يسبب لها مشكلات ، ولكن تؤكد أنها تتخذ كافة الإجراءات التي تحميها وتحافظ على تفرد منتجاتها.
كذالك تعتبر طرفة أن مسؤولياتها العائلية من أكثر التحديات صعوبة عليها ، وذلك بسبب انشغالها الدائم في العمل ، في نفس الوقت الذي يحتاج إليها أطفالها في المنزل ، خاصة أنهم جميعًا من أعمار صغيرة ، وعلى الرغم من طموحاتها الواسعة ، إلا أنها تحاول دائمًا التوفيق بين مسؤولياتها داخل وخارج المنزل .