بعض الأشخاص يستحقون أن يخلد اسمهم على مر العصور ، فلقد أثروا بشجاعتهم وعزمهم في من حولهم في عصرهم ، ومازال تأثيرهم حتى يومنا هذا ، ومن أبرز هؤلاء ، الأمير حواس بن حامد بن طلق بن خمسان بن نبهان .
المولد :
ولد بالمملكة في مدينة حائل عام 1302 هجرياً ، يعود نسبه إلي قبيلة شمر ، وهي قبيلة عريقة يرجع نسبهم إلي شمر بن عبد الله بن جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعلب بن عمرو بن الغوث بن طيء .
علاقته بالملك :
كان الشيخ حواس رحمه الله من أبرز الشخصيات في تاريخ المملكة الذين عرفوا بنبل أخلاقهم وشجاعتهم ، وكان واحداً من أوفى رجال جيش الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه .
توطدت علاقته بالملك بشدة ، حينما شارك في العديد من المعارك بقيادة الملك المؤسس وكذلك الأمير فيصل بن سعد رحمه الله ، وكافئوه رحمهم الله ، بالعديد من المنح والعطايا نظيراً لمواقفه الشجاعة ونبله في المعارك العديدة التي شارك بها ، والتي كان من شأنها توحيد المملكة ، كان الملك يسعد بالاستماع له ولآرائه ومشورته ، حينما كان يحضر إليه برفقة ابنه حامد .
المنح والعطايا :
ولمّا كان للشيخ العديد من المآثر والمواقف الجليلة ، مما وضعه في مكانه مميزة لدى الملك ، فقد أجزل الملك عبد العزيز رحمه الله له العطايا ، فأعطاه قرية القصير ، حيث مكث الشيخ فيها لفترة وجيزة ، ثم كافأه الملك بقرية أخرى ، وهي قرية الجبرية ، والتي اتخذها الشيخ حواس مقراً له ، وعُين أميراً عليها .
عُين بعده إبنيه بالتتابع سالم ثم متعب بعد وفاته أمراء عليها ، وبعد وفاتهم جميعاً رحمهم الله ، عُين حفيده الشيخ صالح بن متعب رحمه الله أميراً لها .
حامل البيرق :
شارك الشيخ حواس رحمه الله ، في حمل البيرق في العديد من المعارك الهامة في المملكة مع الملك والأمراء ، حيث أطلق عليه لقب حامل البيرق ، لكثره حمله للبيرق في المعارك .
أشهر معاركه :
بمرافقه ولديه حامد وسالم ، استطاع الشيخ حواس أن يظهر بسالته في ساحات الحرب ، ومن أبرز الحروب التي خاضها ، حرب اليمن ، والتي كانت بقيادة سمو الأمير فيصل بن سعد رحمه الله .
وشارك في معركة أبرق الرغامة ، والتي تعتبر من أهم المعارك التاريخية في تاريخ مدينة جدة ، كما شارك الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله في آخر المعارك لتوحيد المملكة .
مواقفه الشجاعة وكرمه الشديد :
عُرف الشيخ بمواقفه الشجاعة والكرم ، والتي أثرت بالكثير ممن حوله ، ومنها موقفه مع ابن قناع قبل حوالي المائة عام ، حينما كان ذاهباُ لزيارة قرية الحيانية ، ومعه بعض من الصيد الذي صاده في طريقه ، وبعد قضاءه ليلة مع ابن قناع والعشاء من هذا الصيد ، سمع صوت بكاء أحد إخوة ابن قناع ، في جوف الليل .
وعرف منه أنهم بحاجة إلى الزاد ولا يعرفون كيف يقضون يومهم التالي بعد رحيل حواس ، فما كان من حواس إلا أن قام في الفجر ، وذبح ناقته التي جاء يركبها ، تعجب الرجل من فعل حواس وسأله عن السبب ، فأجابه حواس بأن هذه الناقة تكفيهم حتى يزيدهم الله من فضله وأن عوض الله سيكون أفضل له بالتأكيد .
مكافأة الله لصنيع حواس :
عندما واصل الشيخ حواس مسيره متوكلاً على الله ، بدون ناقته بعد أن تركها لابن قناع لمعرفته بحاجتهم ، أبدله الله خير منها ، حينما وجد بالقرب من قرية الشعيبات كيسين من الذهب وكيس من الذخيرة ، والتي كانت أغلى من الذهب آنذاك .
موقف نبيل :
أثناء مشاركة حواس في حرب اليمن تحت قيادة الأمير فيصل بن سعد رحمه الله سمع بخلاف بين أحد المشاركين في المعركة ، وهو فهيد بن عيد ، وقائده ، حينما طلب منه القائد بالانسحاب من المعركة لعدم توافر سلاح له .
تدخل حواس ، وضم فهيد إلى بيرقه ، ثم أخذه للقاء الأمير فيصل بن سعد ، سمع الأمير شكوى فهيد وقصيدته التي كتبها مدحاً فيه ، فجازاه الأمير ومنحه سلاحًا للمشاركة في المعركة .
وفاته :
توفى الشيخ حواس رحمه الله عام 1390هـ بالعاصمة الرياض ، بعدما نقش للتاريخ العديد من الإنجازات والأعمال الشجاعة التي لن تنسى أبداً .