قصة رجل عزم وأصر على أن يسطر التاريخ اسمه ، بحروف من نور ، فصح عزمه ، وحصد نبتة إصراره ، إنه رجل الأعمال الشهير سعود بهوان ، صاحب مجموعة بهوان ووكيل شركتي سيكو وتوشيبا ، كما أنه الوكيل الأول لشركة سيارات تويوتا بعمان .

النشأة والميلاد :
ولد الشيخ سعود بهوان في صور العمانية في عام 1937م ، وحينما بلغ التاسعة من عمره خرج مع والده التاجر في رحلة على أحد القوارب الخشبية لنقل البضائع ، وأدرك الطفل الصغير بفطرته أن النجاح لا يأتي إلا من الكد والتعب .

فترك ألعاب الأطفال ، واتجه لأمور الكبار ، وقرر الصغير أن يكبر ، ويصبح ذا شأن عظيم ، فاستقل عن والده ، وفي غضون عام ونصف ، استطاع أن يشتري القارب من والده ، فتاجر في كل ما استطاعت أن تصل إليه يده .

رحلة سعود بهوان :
بعدما أصبح الشاب الصغير سعود بهوان مالكًا لمركب الصيد والتجارة ، قرر أن يوسع نطاق عمله ويسافر بعيداً ، حتى وصل إلى أطراف إفريقيا ؛ فاتسعت تجارته وانتشرت في الخليج العربي ، وإيران والعراق ووصلت إلى حدود الصين .

وبنى سعود بهوان أول مؤسسة تجارية له في مسقط بعمان ، وحصل على توكيل سايكو للساعات ، وبعده وكالة توشيبا التي غيرت مجرى حياته ؛ فقد فتحت له أبواب الرزق على مصراعيها ، وجعلته يتطلع إلى مزيد من النجاح ، وحينما سمع بوكالة تويوتا قرر السفر إلى اليابان بنفسه ؛ كي يحصل عليها .

وبالفعل وصل بهوان لليابان ، وكان أول عماني تطأ قدمه تلك الأرض ؛ لدرجة أنهم أوقفوه بالمطار حتى يتأكدوا من صحة بياناته ، وحينما تقابل بهوان مع مسئولي الشركة في اليابان أدركوا ما لديه من حس تجاري ، وذكاء يجعله سيدا في عالم المال ؛ فمنحوه الوكالة .

وكان هو الوكيل الأول لسيارات تويوتا بعمان عام 1975م ، وبلغ حجم الدفعة الأولى من السيارات مائة سيارة ، وتم بيعها قبل النزول لرصيف الميناء ؛ فقد اشتهر الشيخ بهوان بأمانته وصدقه في عالم التجارة .

العقبات التي واجهها بهوان:
لم تكن حياة سعود بهوان مرفهه كما يظن البعض ، فقد كان يعمل منذ نعومة أظافره ، وفي إحدى رحلاته التجارية إلى أفريقيا فقد ما معه من مال ؛ فلم يدري كيف يعود إلى أرضه خالي اليدين ، فقطع الأشجار واحتطب منها ، وباع هذا الحطب ؛ فجمع مالًا استطاع به الرجوع إلى بلاده .

وفي رحلة أخرى لمبومباي بالهند حينما كان ذاهبًا بحمولة من سمك الكنعد ، واجهته عاصفة هوجاء ، قلبت السفينة رأسا على عقب ، واستطاع بهوان بفضل الله سبحانه وتعالى أن ينجو من الموت بأعجوبة كبيرة.

كل هذه العقبات لم تردع الشيخ سعود بهوان عن تحقيق حلمه ، والاستمرار فيه ؛ فقد كان يعلم جيدا أن صلابة الإنسان لا تأتي إلا من كثرة عثراته ، وكان رحمه الله صلبًا في الشدائد لكنه لين القلب .

الخير في حياة بهوان :
من كان يعرف الشيخ سعود بهوان ، بأنه رجل خير يمنح الفقراء حقهم في ماله ، ويرضي كل من جاءه سائل ، ومن أهم أعماله :

–انشأ مؤسسة سعود بهوان للأعمال الخيرية .
–انشأ مدرسة للمكفوفين ، ودار لرعاية الأيتام .
–قام بدعم وتأهيل الاطفال ذوي الإعاقة الخاصة .
–قام بتوزيع الغذاء على الأسر الفقيرة وطلاب المدارس والمحتاجين .
–تبرع بمبلغ 17 مليون ريال لوزارة الصحة لإنشاء مركز عالمي لرعاية مرضى القلب والسرطان .
–انشأ 500 وحدة سكانية متكاملة بتكلفة 4 ملايين ريال ، في مناطق مختلفة بالسلطنة العمانية .
– تكفل بالرواتب الشهرية للأسر التابعة للضمان الاجتماعي بالسلطنة .
– خصص العديد من المنح الدراسية لغير القادرين ، والطلبة المتميزين .
–انشأ العديد من المراكز الطبية المتخصصة ، وتبرع بالعديد من الأجهزة لمعظم المدارس الموجودة بالسلطنة.

ولعل كل هذا الخير الوفير الذي منحه الله للشيخ بهوان كان هو الباب الذي فتحه له للمحتاجين من أبناء السلطنة ، الذين مازالوا يدعون له حتى الآن ، فهو الابن البار بوطنه ، الخاشع لربه ، رحم الله من رحم فقراء وطنه .

By Lars