عنان الجلالي هو رجل أعمال مصري ، يمتلك أكبر سلسلة فنادق عالمية ، وهى سلسلة فنادق هلنان ، وقصته أشبه بقصة الأساطير ، حيث تحول من تلميذ راسب في الثانوية العامة ، بمصر وعامل لغسيل الأطباق في دولة الدنمارك ، إلى أحد أشهر رجال الأعمال العربية ، في الدنمارك والعالم .

مولده ونشأته :
ولد عنان الجلالي في مدينة هليوبوليس في مصر ، وكان والده يعمل ضابطاً حربياً في الجيش المصري ، وكان عنان الجلالي يعيش في مستوى الطبقة فوق متوسطة .

كان عنان الجلالي في طفولته كارهاً للكتب ، كان والده يعمل ضابط ، ثم اتجه إلى دراسة الحقوق وقراءة الكتب ، وكان يقضي أغلب ساعات اليوم في القراءة ، مما شعر عنان الجلالي بالكره للكتب ، التي كانت تسلب منه أعز ما يملك وهو والده ، وهذا الكره للكتب ، تسبب في فشله ورسوبه عدة مرات .

عنان الجلالي يسافر إلى أوروبا :
قرر عنان السفر إلى أوروبا ، لأنه أصبح عالاً على عائلته بسبب فشله المتكرر ، بل وأصبح مشكله داخل العائلة بسبب كثرة رسوبه ، في امتحان ثانوية عامة فقرر السفر إلى أوروبا .

رحلة عنان الجلالي في أوروبا:
سافر عنان من القاهرة إلى فيينا بالنمسا ، عن طريق باخرة سياحية دون أي مقومات لغوية أو أصحاب في الخارج ، بل كان كل هدفه هو الذهاب بعيداً عن عائلته في مصر ، وسكن في مسكن شباب لمدة يومان ، ثم طلب الذهاب لأحد الملاجئ لأنه لم يكن معه المال الكافي ، ليدفعه إيجار سكن الشباب ، وتم قبوله في أحد الملاجئ هناك .

حيث ساعده مجموعة من الشباب في الملجأ ، أن يحصل على وظيفة وكانت تلك الوظيفة هى بائعاً للجرائد ، ثم بحث عن عمل آخر في أحد الفنادق ، وعمل في غسيل للأطباق هناك ، ولكن تم فصله من العمل ، بعد أسبوعين نظراً لعدم احترامه للمواعيد ، وندم على تلك الوظيفة ، والتي كانت تقدم له طعاماً ، وهو بقايا طعام الضيوف ، وكان درساً له في تعلم احترام المواعيد ، وتقدير الوقت.

عنان أصبح بلا مأوى :
وبعد فصله من العمل غسيل الأطباق ، أصبح بلا مأوى وكان يشتري كل يوم بيضة ويأكلها دون طهي ، لأنه ليس لديه مكان أو مال ، فتعرض للمضايقات والعنصرية في الغربة ، بسبب الحاجة لكن سعى لاكتساب الخبرة في أي مجال ، لأنها الطريقة الوحيدة التي ستؤهله لكسب الاحترام .

عنان يقرر السفر من النمسا إلى الدنمارك :
بعد مرور عام في النمسا عانى عنان من الكثير ، ونظراً لمنصب والده فكان لديه علاقة بالسفير المصري في النمسا ، فطلب من السفير المصري الاهتمام بعنان أو ترحيله .

ودعاه السفير المصري لمنزله لأنه علم أنه كان في ضائقة مالية ، ولكنه رفض أن يكون تحت إطار عائلته مرة أخرى ، عن طريق السفير المصري ، وسعى للسفر إلى شمال أوروبا ، وطلب فيزا للسفر إلى الدنمارك ، وسافر إلى الدنمارك ببعض المال ، الذي ربحه من بيع الجرائد في فيينا .

عنان يبدأ حياة جديدة في الدنمارك :
سافر عنان الجلالي إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن ، ولكنه لم يستطع الحصول على فرصة عمل هناك ، وأصبح ينام في صناديق هواتف الشارع الزجاجية ، فقرر السفر إلى بلدة أخرى ببقايا المال المتبقي معه ، وما أن وصل سكن في أحد مساكن الشباب ، وكان لا يملك تكلفة مساكن الشباب ، وتنقل من مدينة إلى مدينة أخرى وكان ليحصل على طعامه من صناديق القمامة .

فتقدم إلى مبنى المؤتمرات وطلب عمل ، في سبيل الحصول على وجبة طعام يومياً ،  فعمل في غسيل الأطباق لمده 8 ساعات هناك ، لكن بعد تعرضه لتلك المواقف والتي جعلته يغير نظرته للحياة ، سعى لاكتساب خبرات أكثر .

فكان ينهى العمل ، ثم يغير ملابسه ليبدأ عمل آخر ، لمدة 8 ساعات أخرى ، ليتدرب على أعمال الفندقة بدون مقابل .

صعود عنان الجلالي :
بعد سنوات من اكتساب الخبرة في مجال إدارة الفنادق ، حصل على وظيفة ثابتة بدأت كونه جرسون في مطعم  ، في أحد الفنادق وتواصلت الترقيات حتى وصل نائب مدير الفندق ، وكان عمره لا يتجاوز 23 عامًا .

ثم عمل مديراً في أحد اكبر فنادق الدنمارك ، وكان عمره لم يتجاوز 30 عاماً ، ثم سعى لاكتساب الخبرة في مجال تأسيس الفنادق ، وأسس شركته فنادق هلنان العالمية ، وهو عمرة 32 عامًا .

فقد استفاد من فشله ليصبح نقطة تحول في حياته ، ففتح له رسوبه مجالات أخرى ، وأدرك أنه يمكن للإنسان بإصراره ، أن يصل لأعلى درجات الاحترام .

وسعى لاكتساب الخبرة أفضل من اكتساب الأموال ، التي قد يخسرها في ظروف ما أو صفقة ما أو مرض ما ، لكن أدرك أن الخبرة هي الشيء الوحيد ، الذي لن يستطيع أحدًا أن يسلبها منك .

By Lars