إن البشرية مستعدة للحرب على أتفه الأمور والأسباب فغالبًا ما يتم خوض الحروب لأسباب كبيرة مثل الدفاع عن الأرض والعرض والشرف أو حتى لتحقيق المجد الشخصي للقادة مثل حروب نابليون ولكن الغريب هو الحرب من أجل كلب مثل الذي حدث في حرب الكلب الضال والمعروفة بحادثة حادثة بيتريتش ” Incident at Petrich”
كانت الحرب عبارة عن أزمة بلغارية يونانية عام 1925م حيث غزت اليونان بلغاريا بالقرب من بلدة بيتريتش الحدودية وذلك بعد مقتل جندي يوناني وانتهت الحرب بعد قرار عصبة الأمم المتحدة.
خلفية الأحداث :
كانت العلاقات بين اليونان وبلغاريا قد بدأت في التوتر منذ بداية القرن العشرين ، بسبب التنافس المتبادل بينهما على امتلاك مقدونيا ولاحقًا تراقيا الغربية ، وقد أدى هذا إلى سنوات من حرب العصابات بين الجماعات المسلحة المتنافسة من عام 1904م-1908م ، وبعد بضع سنوات في الصراع المفتوح بين الدولتين في حرب البلقان الثانية 1913م والحرب العالمية الأولى وكانت نتيجة هذه الصراعات أن نصف منطقة مقدونيا الأوسع خضعت للسيطرة اليونانية بعد حروب البلقان ، وتليها تراقيا الغربية بعد الحرب العالمية الأولى وذلك بعد توقيع معاهدة نويلي .
ومع ذلك ، ظلت المنطقتان هدفا للثورة البلغارية طوال فترة ما بين الحربين العالميتين المنظمة الثورية المقدونية الداخلية (IMRO) والمنظمة الثورية (ITRO) ، ومقرها الأراضي البلغارية وكانت تشن غارات وهجمات إرهابية إلى اليونانية ، والأراضي اليوغوسلافية ، كانت بيتريتش المركز الإداري لمدينة مقدونيا التي كانت تحت سيطرة البلغاريين ، حيث كانت منظمة IMRO في أوائل سنوات ما بين الحربين العالميتين تدير دولة داخل الدولة ، وفي عام 1923م عندما هددت سياسات رئيس الوزراء البلغاري الكسندر ستامبولييسكي للمصالحة مع يوغسلافيا وجودها ، لعبت المنظمة دورً في اغتياله .
الحادث :
هنالك قصتين للحادث ، القصة الأولى أن الحادث بدأ في 18 أكتوبر عندما ركض جندي يوناني وراء كلبه الذي ضل الطريق ودخل للحدود البلغارية ، وبالتالي ، يشار إليها أحيانا باسم حرب الكلب الضال ، أطلق أحد الحراس عليه النار ، والقصة الثانية أن الحادثة وقعت على الحدود اليونانية البلغارية حيث هاجم الجنود البلغاريون
موقعًا يونانيًا في بيلاسيتس وقتلوا قائدًا يونانيًا وحارسًا .
قالت بلغاريا أن إطلاق النار كان خطأ وأعربوا عن أسفهم واقترحت الحكومة البلغارية لجنة للتحقيق في الحادث ولكن الحكومة اليونانية رفضت طالما ظلت القوات البلغارية في أراضيها ، وأصدرت الحكومة اليونانية تحت قيادة الجنرال ثيودوروس بانغالوس إنذارًا نهائيًا لبلغاريا بإعطاء حد زمني قدره 48 ساعة ، شمل اعتذار رسمي ومعاقبة المسئولين وتعويض قدره مليون فرنك فرنسي ، بالإضافة إلى ذلك في 22 أكتوبر أرسلت اليونان جنودًا إلى بلغاريا لاحتلال مدينة بيتريتش بهدف فرض المطالب اليونانية .
وبدأ القتال بين القوات اليونانية والبلغارية وناشدت بلغاريا عصبة الأمم بالتدخل في النزاع ، ونظمت بعض الدوائر الخاصة بالمنظمة الثورية المقدونية (IMRO) ، جنباً إلى جنب مع الحراس خطوط دفاعية ضد اليونانيين بالقرب من بيتريتش ، وأرسلت عصبة الأمم تلغرافًا إلى كلا البلدين يأمرها بوقف جيوشها عن القتال وقبل ساعات قليلة فقط أطلق اليونانيون هجومهم على بيتريتش ، وأمرت عصبة الأمم فيما بعد بوقف إطلاق النار ودفعت اليونان 45 ألف جنية إسترليني لبلغاريا وسحبت قواتها من الأراضي البلغارية وتم قتل 50 شخص في تلك الحرب الغريبة .