يرتبط اسم نيسلون مانديلا بمحاربة العنصرية ، وسعيه طوال حياته لإلغاء التمييز العنصري ليس في بلده فقط بل بالعلم ، حتى ساعدته شعبيته الهائلة أن يصبح رئيس الجمهورية في جنوب أفريقيا ، وهو الحدث الأول من نوعه على أن يصبح رجل أسود اللون رئيسًا للجمهورية ، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993م ، ولقب باسم أبو الأمة .
المولد والنشأة :
ولد نيسلون مانديلا في قرية مافيزو ، بجنوب أفريقيا التابعة لقبيلة الهوسا ، وفي فترات حياته الأولى عمل كراعي للماشية ، فتوفى والده وهو عمره تسعة أعوام ، ثم انتقل مع والدته ليكون تحت رعاية ولي العرش جونجينتابا ، وتركته أمه عدة سنوات معه ، فتربى في القصر الملكي ، حيث كان جونجينتانا وزوجته يقدمان له رعاية بالغة واهتمام خاص .
التحق نيسلون بمدرسة البعثة الميثودية ، وقام بدراسة التاريخ الأفريقي ، والجغرافيا وللغة الإنجليزية ، وفي المرحلة الثانوية درس مانديلا في معهد كلاريكى بورى ، حيث يعد أكبر معهد لتعليم السود الأفارقة ، وبدء جونجينتانا يشجع مانديلا ويحفزه على التفوق في دراسته ودراسة السياسة والقانون .
وبعد إنهاء مانديلا لدراسته الجامعية ، عاد ليعيش مرة آخري مع جونجينتانا في القصر ، ولكنه وجده يخطط لزواجه ، لكن نيسلون كان رافضًا لهذه الخطوة ، فهرب من القصر وذهب إلى جوهانسبرغ ، وعمل حارسًا للمناجم ولكن عندما علم صاحب العمل أن نيسلون هاربًا طُرد من العمل .
كفاح نيسلون :
تقدم نيسلون ليعمل كاتبًا بمكتب محاماة ، حيث درس القانون في جامعة ويتواترسراند ، وكان الوحيد الأفريقي الأسود في الجامعة ، مما جعله يشعر بالعنصرية ، ولكن بدء يصادق أعراق مختلفة من اليهود والهنود والأوروبيين والشيوعيين والليبراللين .
وألتقي مانديلا بالعديد من الناشطين والمعارضيين مثل انطون ليمبدي ، وكان معارضًا للعرقية ، والذي شاركه مانديلا في كفاحه ، وأسسوا معًا رابطة الشباب للمؤتمر الوطني الإفريقي ، حيث كان ليمبدي رئيسًا للرابطة ونيسلون مانديلا كان عضوًا في اللجنة التنفيذية لها .
عمل مانديلا مناضلًا سياسيًا ، ولكن نظرًا لآرائه المثيرة للجدل ضد الحكومة ، فتم القبض علية اكثر من مرة ، ومكث مانديلا في السجن قرابة 30 عام ، بتهمة الخيانة السياسية ، ولكن استكمل دراساته عن طريق الدراسة بالمراسلة عن بعد ، وأنهي كلية القانون بتفوق من جامعة لندن .
ونظرا لشعبيته الكبيرة ، كانت الجماهير تطالب بالإفراج عنه ، وبالفعل تحقق الأمر ، وبعد إطلاق صراحه فعمل كرئيس حزب المؤتمر الأفريقي ، وبدء يزيد نشاطه ضد حكومة جنوب أفريقيا ، سعيًا منه للتعديل الدستوري .
بدء نيسلون مانديلا في خطته ، من أجل القضاء على التمييز العنصري ، وتحدث مباشرة مع رئيس جنوب أفريقيا ” دى كليرك ” ، وسعوا معا لإزالة نظام الفصل العنصري ، ومنها حصلوا على جائزة نوبل للسلام عام 1993م .
حلم مانديلا يتحقق :
وفي عام 1994م كان الحلم الذي سعى له نيسلون مانديلا بدأ يتحقق ، فتم انعقاد أول انتخابات ديمقراطية ، وأصبح نيسلون أول رئيس أفريقي أسود ، وكان عمره وقتها 77 عامًا ، وقاده منصب رئيس حزب المؤتمر الأفريقي ، إلى أن يترشح رئيسًا لجمهورية جنوب أفريقيا ، وتمكن من الفوز بهذا المنصب وأصبح نيسلون مانديلا رئيسًا للجمهورية .
بعد تولى نيسلون مانديلا منصب الرئاسة ، بدء ينجز العديد من الأعمال ، ومنها تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لإلغاء العنصرية بين السود والبيض ، تغيير الدستور ، ولجنة تصدي لأي تعديات على حقوق الإنسان ، تطوير الرعاية الصحية ، مشاريع القضاء على الفقر ، مشاريع الاستصلاح الزراعي ، مكافحة مرض الايدز المنتشر في جنوب إفريقيا .
اعتزال نيسلون مانديلا حتى وفاته :
في عام 1999م أعلن نيسلون مانديلا اعتزاله النشاط السياسي ، ولكنه استمر في تقديم العديد من الأعمال الإنسانية والاجتماعية ، وبناء المدارس ومراكز الرعاية الصحية ، وفي عام 2001م أصيب بمرض سرطان البروستاتا ، وفى عام 2011م أصيب بمرض في الرئة ، وبعدها بمرض في المعدة ، وتدهورت حالته الصحية ، وأجرى العديد من العمليات الجراحية .
وفاة نيسلون مانديلا:
وفى عام 2013م توفى نيسلون مانديلا عن عمر 93عامًا بعد صراع مع المرض استمر 13 عامًا ، في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا ، وأصبح يوم مولده يوم 18 يوليو ، هو يوم السلام العالمي في جنوب أفريقيا