في مستوطنة جيمستاون بأميركا عام 1607م ، قتل أول شخص حكم عليه بالإعدام بين المستعمرين على يد فريقه رميًا بالرصاص  وهو جورج كيندال ، لقد كان أعضاء المجلس البلدي هم السبعة الأصليون الذين سيؤسسون مستعمرة جيمستاون بولاية فرجينيا .

وقد سافروا لأربعة أشهر طويلة بين بريطانيا العظمى والعالم الجديد ، وبعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع من البحث اختاروا الأرض الجديدة ، وكانوا أكثر من 100 شخص في جزيرة ضحلة على نهر جيمس ، وكان من بينهم رجلان على خلاف مع بعضهما البعض ؛ رئيسهما الكابتن إدوارد ماريا وينجفيلد ، والكابتن جورج كيندال .

وبعد أقل من عامين من وصولهم إلى البلاد ، تم إعدام كيندال على الرغم من أن الجريمة بقيت غامضة إلى حد ما ، ولكن كيف حدث هذا ؟ لقد كانت الجزيرة معزولة وضيقة ، مع محدودية المياه وكان بها الكثير من البعوض ، وبدلاً من وجود ثروات هائلة من الفضة والذهب ، وجد المستوطنون من الأمريكيين الأصليين  بدلاً من ذلك المعادن والمرض والشقاق  .

وتوصل كيندال إلى بناء تحصينات في الجزيرة انطلاقًا من “وجود الأشجار وتكوينها على شكل نصف قمر” ، لكن التوترات كانت تزداد وتصير أكثر حدة عندما تضاءلت الإمدادات ، وفي نهاية المطاف طبقًا لما قاله الكاتب فرانك إي. غريزارد في تاريخه عن المستعمرة ، ظل كيندال على خلاف مع رئيسه .

ولذلك اعتقل وتم حبسه على سفينتهم ، وفي غضون ذلك كان آخرون يخططون للإطاحة برئيسهم المنتخب وبالفعل نجحوا ، وفي النهاية تم طرد رئيسهم وينغفيلد واستبداله ، وتم السماح لكيندال بمغادرة السفينة ، إذا وافق على عدم حمل سلاح .

ولكن القائد الجديد لم يستطع إيقاف الصراع المتزايد بين الرجال ، وعندما حاول جيمس ريدس وهو حداد أن يهم بضرب رئيسهم الجديد ألقوا القبض عليه وحكم عليه بالإعدام ، لكنه تمكن من الهرب من وضع الحبل حول رقبته ، من خلال الكشف عن أن كيندال كان قد وضع خطة مع وينغفيلد المخلوع لتنفيذ تمرد .

وهكذا تم محاكمة كيندال وإدانته وقتله على يد فريقه رميًا بالرصاص ، لكن القصة كانت أكثر تعقيدًا من ذلك فلم تكن عقوبة الإعدام عقابًا شائعًا على التمرد ، فبعد كل شيء تم إنقاذ جميع الآخرين المتورطين في المؤامرة .

و يبدو أن كيندال كان رجلاً ذا نفوذ وتأثير ، كما يخبرنا المؤرخ فيليب إل بربور ، حيث كان يشكل تهديدًا حقيقيًا  فبالإشارة الغريبة إلى بعض الأمور الشنيعة في روايات بعض الرجال تكشف الحقيقة ، فقد كان كيندال على وشك أن يكون أكثر خطورة من هذا التمرد البسيط  ضد زعيمه بل بلده بأكمله كجاسوس .

فالإسباني فرانسيسكو ماغيل وهو رجل أيرلندي كان مع الرجال عندما توفي كيندال ، وسافر إلى أمريكا معهم شرح في حديثه إلى رئيس الأساقفة الأيرلندي لدى عودته ، وأخبره كيف أن الإنجليز قد أعدموا رجلاً ، لأنهم علموا أنه حاول الوصول إلى إسبانيا ليكشف لصاحب الجلالة عن هذا البلد والعديد عن خطط الإنجليز .

هذه الخيانة إذا كانت دقيقة ، كانت ستضمن أكثر من مجرد فرض عقوبة الإعدام ، حتى وإن كانت رتبة كيندال العالية قد أخرجته من الحكم ، فقد كسب كيندال لنفسه مكانًا في التاريخ كأول شخص معروف يُحكم عليه بعقوبة الإعدام الغربية في ما هي اليوم الولايات المتحدة منذ عدة قرون .

ولم تكن قصته تلك أكثر من مجرد حشو في الكتب المدرسية حتى عام 1996 م ، عندما وجد علماء الآثار الهيكل العظمي لشاب أبيض مدفون في جدران القلعة الأصلية في جيمستاون ، حيث تم إطلاق النار على هذا الشخص عدة مرات ، ودفن في تابوت .

مما يشير إلى أنه كان شخص يتمتع بوضع ومكانة ، ويمكن أن يكون هذا كيندال ؟ وبعد أربع سنوات من إعدام كيندال قام حاكم ولاية فرجينيا بتدوين عقوبة الإعدام بموجب القانون ، وتدين جميع أنواع الجرائم التي تحمل هذه العقوبة التآخي مع الأمريكيين الأصليين لسرقة الفاكهة ، أو قتل الدجاج دون إذن .

وعلى مدى القرنين التاليين أصبحت عمليات الشنق العامة شائعة في الدولة وفي عموم البلاد بشكل عام ، لكن في القرن التاسع عشر بدأ الوضع يتحول في عدد قليل من الولايات بدءًا من ولاية بنسلفانيا ، حيث ألغيت عقوبة الإعدام إما كليًا أو لجميع الجرائم ما عدا الخيانة .

وشهد القرنان الأخيران المزيد من الدول التي ألغت عقوبة الإعدام ، وضبطت على مر السنين أحكام المحاكم وتغير المناخ السياسي ، واليوم بعد مرور 410 عامًا على إعدام كيندال ، فإن عقوبة الإعدام مازالت غير قانونية في 19 ولاية ، لكنها تظل قانونية في 31 ولاية بما في ذلك ولاية فرجينيا .

By Lars