قد لا يصدق البعض أن حربًا أو نزاعًا ، يندلع بين دولتين بسبب حيوان ما ، بل ويتسبب في عدد بالغ من القتلى أيضًا ، ولكل من القرود والأحصنة والدببة ، تاريخ حافل في إشعال الحروب والصراعات ، بين القبائل والدول ، على مر التاريخ سواء بالشرق أو الغرب ، وتلك بعض قصص الحروب ، التي كان سببها حيوان .
القرد والفتيات :
في 20 نوفمبر من عام 2016م ، اندلعت مشاجرة عنيفة ، وصلت حد القتل باستخدام الأسلحة الثقيلة ، بين قبيلتين ليبيتين ، وكان السبب فيها مداعبة أحد القرود لبعض الفتيات ، وهن تسرن بالطريق ، فنزع القرد غطاء الرأس عنهن ، فركضت الفتيات لأهلهن ، الذين ظنوا أن هناك من درّب القرد عمدًا ، للقيام بمثل هذا الأمر .
فاندفعوا بأسلحتهم صوب القبيلة المجاورة ، وبدأت بينهما مشادات كلامية انتهت بأن أحضر كل منهما أسلحته الثقيلة ، وعددًا من السيارات المدرعة ، وقامت حربًا استمرت نحو أربعة أيام متواصلة ، بينهما تسببت في مقتل أكثر من ستة عشر ليبيًا ، وإصابة أكثر من خمسين منهم ، بجروح بالغة والسبب قرد !
حمار 1860 :
وقع حادث شبيه بالسابق ، ولكن في عام 1860م في لبنان ، عندما مر رجل درزي يمتطي حمارًا ، وقابل في طريقه أثناء سيره رجلاً مارونيًا ، وذلك في منطقة أنطلياس ، ولكن بدلاً من إلقاء التحية على بعضهما البعض ، أصر كل منهما أن يعبر هو أولاً قبل الآخر ، ليتحول الأمر إلى صراع بالأيادي ، ثم تطور إلى أن قام الرجل الدرزي بقتل الماروني ، لتندلع حربًا طائفية في لبنان استمرت لعدة أعوام ، راح ضحيتها أكثر من أربعة عشر ألفًا من الرجال ، وتشرد على إثرها أكثر من مائة ألف مواطنً ا.
الغرب قديمًا :
في عام 1573م ، اندلعت حربًا بسبب صورة دب ! بين إقليمي سويسرا آنذاك ، وإبنزيل وسانجال ، حيث اتخذ كلاهما الدب شعارًا لهما ، وفي أحد الأيام أقام زعيم سانجال احتفالاً وكان الجو العام يسير بهدوء ، إلا أن الزعيم صاح متهكمًا على الدب ، الذي اتخذه إقليم إبنزيل شعارًا له ، بأنه دب أنثى وأنه ليس ذكرًا مثل الدب ، الذي يمثل شعارًا له ، فغضب زعيم إقليم إبنزيل من الحديث .
وطالب زعيم سانجال بالاعتذار له ولمواطني إقليمه عما بدر منه ، إلا أن زعيم سانجال رفض الاعتذار ، وأصر على موقفه بشدة ، فما كان من زعيم إبنزيل سوى حشد قواته وإشعال الحرب بين الإقليمين ، التي ظلت مشتعلة على مدار عامين وراح ضحيتها آلاف المواطنين من الإقليمين ، حتى توقفت الحرب بعدما اتفق الطرفان ، بأن الدبين الممثلين لشعاريهما ذكرين !
حرب الخنزير :
وعلى الجانب الآخر تسبب خنزيرًا في اندلاع حرب جديدة ، بين كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ، عام 1846م بولاية أوريجون ، والتي كانت منقسمة آنذاك بين كل من الدولتين .
وسبب اندلاع الحرب ، أنه في أحد الأيام عثر مواطن أميركي ، على خنزير ضخم أسود اللون ، كان يتجول في حديقة منزله ويأكل منها ، فقام على الفور بإطلاق النار عليه ، وكان هذا الخنزير ملكًا لرجل بريطاني ، الذي ما أن علم بما حدث لخنزيره ، حتى غضب وكادت أن تندلع حربًا أهلية ، داخل الولاية بعد ما حدث من توتر بين الطرفين ، فتم تعبئة القوات لفترة استمرت أربعة أشهر ، لمنع الاحتدام بين الطرفين ، قبل أن ينتهي الأمر وتعرف تلك الحرب ، بحرب الخنزير .
حرب الكلب :
حرب الكلب أو حادثة بيتريتش ، والتي وقعت عام 1925م بين كل من بلغاريا واليونان ، واللتان كانتا تعانيان من توتر العلاقات ، والنزاعات المستمرة على إثر الحرب العالمية الأولى.
حيث قامت اليونان باحتلال ، بلدة بيتريتش الواقعة على الحدود بينهما ، لمدة بلغت عشرة أيام ، وفي تلك الفترة انطلق كلبًا مملوكًا لأحد الجنود اليونانيين ، وركض خلفه صاحبه حتى تجاوز الكلب الحدود البلغارية ، مما دفع أحد الضباط البلغار من إطلاق النيران على الجندي فأرداه قتيلاً ، فقامت اليونان الغاضبة بإعلان غزوها لبتريتش ، والمطالبة بتعويض بسبب قتل الجندي اليوناني ، وبالفعل تم دفع التعويض وانتهت الحرب ، ولكن بعد أن تسببت في مقتل خمسة وعشرين جنديًا من الطرفين .