تم فتح دومة الجندل ، في عهد الخليفة أبي بكر الصديق ، وكانت تلك المعركة من معارك فتوحات العراق التي تمت بعد الانتهاء من حروب الردة فقد وجد المسلمون أنفسهم على حدود تلك البلد ، حيث طارد المثنى بن حارثة الشيباني فلول المرتدين ، حتى دخل جنوبي العراق ، فاستأذن أبي بكر الصديق في غزوه ، وطلب منه أن يؤمره على قومه ليقاتل بهم الفرس ، فكان له ما أراد .
ويُذكر أنه حدث ذلك في مطلع القرن السابع الميلادي ، ما جعل العراق أرض ممهدة ومهيأة للعمليات العسكرية ، ، فقد تدهورت العلاقة بين الفرس وعرب العراق ، لاسيما قبيلة بكر بن وائل ، التي ينتسب إليها المثنى وخالد بن الوليد ، كان حريصًا على أن يبدأ بفتح المناطق التي تنزلها القبائل عربية .
دومة الجندل :
تعد دومة الجندل ، موقعًا حصينًا بين المدينة ودمشق ، ولها أهمية تجارية وعسكرية تحث المسلمين على فتحها .
الأهمية التجارية لدومة الجندل :
ففيما يتعلق بأهميتها التجارية للمسلمين ، فهي بحكم موقعها الجغرافي عند ملتقى الطرق مع المدينة والكوفة ، ودمشق ، تستطيع أن تتحكم بسير القوافل التجارية .
الأهمية العسكرية لدومة الجندل :
وفيما يتعلق بأهميتها العسكرية ، فهي موقع حصين على الطرف الجنوبي لبلاد الشام المحاذي لمناطق الحدود الشمالية للجزيرة العربية ، في الوقت الذي كان فيه للمسلمين وجود عسكري في العراق وبلاد الشام ، يتطلب حماية جنوبية ، قبل توغل جيوشهم ، في عمق بلاد الشام خاصة .
طلب الإمدادات لمواجهة القبليات :
كان عياض بن غنم في طريقه إلى دومة الجندل ، ولما وصل إليها ، واجه تكتلاً قبليًا من بهراء وتنوخ وغسان وكلب والضجاعم ، فطلب مددًا من الخليفة فأمده بالوليد بن عقبة الذي من العراق ، موفدًا من قبل خالد بن الوليد .
تحرج موقف الجيش الإسلامي :
وضرب المسلمين الحصار على الحصن ، وتمكنت قوة عربية من الحلفاء الخروج من الحصن ، وحاصرت المسلمين من الخلف ، فوقع هؤلاء بين فكي الكماشة ، وتحرّج موقفهم .
الاستعانة بخالد بن الوليد والاستغاثة به :
فعقدوا مجلسًا للمشورة ، وتقرّر الاستعانة بخالد بن الوليد ، فطلبوا منه القدوم لمساعدتهم ، فاستجاب لنداء الاستغاثة ، وصل خالد بن الوليد إلى دومة الجندل في غضون عشرة أيام .
معركة دومة الجندل وذكاء خالد بن الوليد العسكري :
فتسلم إمرة الجيش الإسلامي ، واشتبك مع قوى التحالف خارج الحصن ، وأسفر الاشتباك عن انتصار المسلمين … والواقع أن الخطة العسكرية التي فرضها خالد بن الوليد على المتحالفين ، والتي أدت إلى توزيع قواتهم في اتجاهين متعاكسين ومتباعدين .. بالإضافة إلى انسحاب أكيدر بن عبد الملك ، صاحب الحصن من قوى التحالف ، بسبب اختلاف وجهات النظر حول التعامل مع المسلمين .
انتصار الجيش الإسلامي في معركة دومة الجندل :
قد أثّر على نتيجة المعركة ، واقتحم المسلمون الحصن وقتلوا من بداخله ، من المقاتلين ، وتمّ هذا الفتح ، في 24 رجب عام 12 هجريًا ، الموافق 4 أكتوبر عام 633 ميلاديًا .