هي تلك الحرب الانجليزية على سكان الزولو ، والتي دارت في جنوب إفريقيا وهي الحرب المعروفة أيضًا باسم حرب الزولو ، وقد دامت لمدة ستة أشهر في عام 1879م ونتج عنها انتصار البريطانيين في النهاية على سكان الزولو ، ففي خلال النصف الثاني من القرن الـ 19 .
كان البريطانيون مهتمون بأرض الزولو لعدة أسباب ، منها رغبتهم في سكان الزولو أنفسهم ، وذلك لتوفير اليد العاملة في حقول الماس الواقعة جنوب أفريقيا ، بالإضافة أيضًا إلى خطتهم لإنشاء اتحاد جنوب أفريقيا في المنطقة ، وبالتالي تدمير الدول الأفريقية المستقلة ، كل هذا مع رغبه البريطانيين في الاستيلاء على الأراضي التي تحتفظ بها مملكة الزولو .
ولكن كان ستشوايو ، وهو الذي أصبح ملك الزولو في عام 1872م ، غير راغب في أن يرضخ إلى الهيمنة البريطانية برغم تجميعها جيش منضبط من 40 ألف إلى 60 ألف من الرجال ، وفي ديسمبر عام 1878م قام السير بارتل فرير المندوب السامي البريطاني لجنوب أفريقيا ، بإرسال إنذارًا لستشوايو زعيمهم .
لكن الزعيم ستشوايو صمم على أنه من المستحيل تلبية رغبات البريطانيين ، حيث طلب بارتل من الزولوو تفكيك “النظام العسكري” في غضون 30 يومًا ، ودفع تعويضات للإهانات المزعومة وكما هو متوقع لم يتم الوفاء بالمهلة النهائية ، وفي يناير 1879م غزت القوات البريطانية تحت قيادة اللورد تشيل مسفورد أراضي الزولو .
وذلك على الرغم من شده الأمطار الغزيرة في يناير ، وأيضًا إعاقة الأعشاب طويلة القامة لسيرهم ولأن أرض الزولو كانت منيعة ، ساهمت في إعاقة تقدم الغزاة إلى زولولاند بعض الشيء ، وفي البداية كانت سياسة سيتشوايو هي إبقاء قواتهم ، والبقاء في موقف دفاعي في هذه الحرب غير المبررة .
وكان الزولو يأملون في التفاوض على تسوية ، ومع ذلك في 22 يناير تقدم تشيل مسفورد تاركًا ثلث قوته غير مكتملة ، حيث كانت تفتقر إلى الحماية في ايساندلوانا ، فهاجمهم جيش الزولو وقاموا بإبادة المعسكر البريطاني المركزي في ايساندلوانا ، وقتلوا 800 جندي بريطاني وأخذوا ما يقرب من 1000 بندقية وذخيرة .
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم قامت قوة الزولو الثانية ، بقياده شقيق ستشوايو دابولامانزي كامباندي ، بتجاوز المعسكر البريطاني ولكن هذه المرة وقف لهم استعداد البريطانيين ، الذين تم تحذيرهم من قبل عدد قليل من الناجين من إيساندلوانا ، وفي معركة استمرت 12 ساعة وحتى اليوم التالي ، سقط حوالي 120 جنديًا بريطانيًا وأكثر من 500 من مقاتلي الزولو .
ومن عجيب المفارقات هنا أن فوز الزولو في إيساندلوانا ، أدى إلى تحطيم أمل سيتشوايو في التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض ، ولم تكن الحكومة البريطانية في لندن قد أطلعت الحاكم فرير بالكامل على الهجوم المقصود على زولولاند ، فلم يكن في البداية في حالة مزاجية للحرب ، ومع ذلك فإن وصول نبأ الهزيمة في ايساندلوانا في لندن يوم 11 فبراير كان واحدة من الصدمات الكبيرة لهيبة بريطانيا في القرن الـ 19 .
ولهذا أعدت الحكومة البريطانيه حملة واسعة النطاق لحفظ ماء الوجه ، ولكن عانى الجيش بقياده العقيد إيفلين ونال الهزيمة الأولى في هالوباني في 28 مارس اذار لكنه انتصر انتصارًا حاسم على الزولو في معركة Kambula كامبولا في 29 مارس ، وفي 2 أبريل حقق الجيش البريطاني تحت قيادة تشيل مسفورد نصرًا كبيرًا على الزولو في Gingindlovu ، حيث قتل أكثر من 1000 فرد من الزولو .
ثم انتقلت قوات تشيل مسفورد إلى قرى ستشوايو الملكية في أولوندي ، حيث ألحقت في الرابع من يوليو عام 1879م هزيمة نهائية بجنود ستشوايو الناجين ، وتم القبض على ستشوايو نفسه في أغسطس ، وصارت أمة الزولو حينها تحت رحمة الحكومة البريطانية ، وتحت حكمهم وسيطرتهم في جنوب إفريقيا .