يطلق عليها أسماء معركة تور أو معركة بواتييه وهي من المعارك التي دارت بين المسلمين تحت في ظل عهد الدولة الأموية بقيادة والي الأندلس عبدالرحمن الغافقي ضد قوات الفرنجة والبورغندبين بقيادة شارل مارتل وكان من نتائجها انسحاب جيش المسلمين وانتصار قوات الفرنجة ، أطلق المؤرخون المسلمون عليها اسم بلاط الشهداء تخليدًا لشهداء المسلمون وبلاط تعني القصر ووقعت المعركة بالقرب من قصر مهجور وأضيف عليها كلمة الشهداء تخليدًا لقتلى المسلمين ، وأطلق المؤرخون الغربيون عليها اسم تور نسبة لمدينة تور .
بعدما فتح العرب الأندلس بدؤوا في فتح البلدان الأوروبية الواحدة تلو الأخرى ، وبدؤوا في فتح بلاد الأفرنج وهي فرنسا اليوم ، على يد القائد السمح بن مالك الخولاني والذي فتح أيضًا منطقة سبتمانيا ولوديفة ونييمس وماغيولون ، ثم رجع لمدينة الأندلس حتى يتمكن من حشد جيش لكي يحاصر به مدينة طولوشة أو تولوز .
وتم بالفعل أنه جمع 100 ألف فارس وقام المسلمون بمحاصرة المدينة طويلًا ولكن الدوق أودو دوق أفطانيا ، باغته بإرسال جيش ضخم ودارات معركة طولوشة والتي استشهد فيها عدد هائل من المسلمين واستشهد القائد ، مما اضطر الجيش للانسحاب لمدينة أربونة عام 791م ، وتم تعين القائد عبدالرحمن الغافقي بدلًا من السمح بن مالك كوالي مؤقت.
ثم تم تعين العائد عينسة بن سحيم الكلبي كوالي على الأندلس لكي يكمل ما بدؤوه السمح بن مالك ، فتوغل عينسة في الأراضي الفرنسية كثيرًا ، حتى بلغ حدود مدينة أوتون ولكن باغته قوات الإفرنج فأصيب أصابة بالغة في طريق عودته للأندلس ومات على إثرها عام 725م وجاء بعده أربعة ولاه آخرين ولم يلبثوا أن يموتوا دون إتمام ثلاث سنوات حتى تم تعين عبدالرحمن الغافقي عام 730م .
قام بالعمل على إخماد الثورات في الأندلس القائمة من البربر وقضى على الصراعات بين العرب والبربر ، وعمل أيضًا على تحسين الوضع الآمني والثقافي ، وفي تلك الأثان قام الدوق أودو بالتعاون مع حاكم إقليم كاتلونيا المسلم عثمان بن نيساء وقام بعقد صلح معه حتى تتوقف الفتوحات الإسلامية ، وبالفعل توقفت في بلاد الإفرنجة وكان الدوق يعلم أن عدوه الأول هو تشارلز مارتل وخاصة بعد معركة طولوشة لو صالح المسلمين سوف يأمن من هجماتهم ولن يفكر حينها تشارلز من مهاجمتة خوفًا من المسلمين ولكن عثمان بن نيساء قام بعمل شيء خارج التوقع .
فقد قام بإعلان استقلام إقليم كاتلونيا عند الخلافة الأموية فقام عبدالرحمن الغافقي بإعلان الحرب ضده ولم يستثني الدوق أودو وجهز جيش وأخضع كاتلونيا ثم اتجه نحو مدينة البردال أرض أودو وحاصرها وفتحها المسلمون .
بعد ذلك وجد تشارلز مارتل الوضع في بلاده مناسب لإخضاع الأقاليم الجنوبية ، والتي كانت عقبة في طريقه وبعد أن انتهى الجيش الإسلامي من زحفه بين مدينتي تور وبواتييه استولى على المدينتين اتجه جيش تشارلز لنهر اللوار وعندما أراد عبدالرحمن اقتحام النهر فاجأه تشارلز بقواته على النهر فقد اختار مكان المعركة بحنكة شديدة حدثت ببعض المناوشات بين الجيشين ومكث الطرفين لمدة تسعه أيام كذلك وفي اليوم الأخير دارت المعركة .
وكاد أن يكون النصر للمسلمين لولاد اقتحام تشارلز لمعسكر واستطاعت قواته النفاذ لقلب الجيش الإسلامي وتثبت القائد مع جيشه ولكنه قتل فحدث اضطراب للمسلمين وانتظروا الليل حتى ينسحبوا وواصل الإفرنج القتال للصباح ولكنهم فوجئوا بانسحاب المسلمين ، وكانت النتائج المترتبة على معركة بلاط الشهداء هي توقف الزحف الإسلامي لأوروبا وتم إعطاء تشارلز لقب المطرقة ، ولكن اختلف المؤرخون سواء المسلمون أو الغربيون حول أهمية المعركة ..