وقعت معركة مطار الجليبة حينما قام اللواء الثاني الأمريكي الذي يتبع فرقة المشاة الرابعة والعشرون بمهاجمة المطار العسكري لقاعدة جليبة الجوية التي تقع جنوبي شرقي العراق على بعد مسافة 80 ميلًا من غرب البصرة في يوم 27 فبراير من عام 1991م ، وكانت هذه المعركة خلال حرب الخليج الثانية .
أحداث المعركة :
كان هناك استطلاعات واضحة من الأقمار الصناعية والطائرات والتي أكدت وجود العديد من الحفر التي كان يقبع بداخلها جنود من العراق ، كما كانت هناك مدافع مضادة للدبابات والطائرات قبل أن يتم الهجوم على المطار .
بعد تكثيف المدفعيات تم نقل حوالي 200 مركبة إلى داخل المطار صباح يوم 27 فبراير في تمام الساعة السادسة ؛ والتي كانت تتبع اللواء الثاني بقيادة عقيد يُدعى بول كيرن ، وقد تم الاستيلاء على المطار بعد أربع ساعات متواصلة من الهجمات والقتال .
تم الهجوم على المطار بحنكة ونُفذت العمليات العسكرية ببراعة شديدة ، وقد تم استبعاد ألفين من جنود القوات العراقية ، كما اُستبعدت كتيبة خاصة بالدبابات و80 من المدفعيات المضادة للطائرات ، وقد تمكنت الهجمات من تفجير الإمدادات الخاصة بالذخائر ووقود الطائرات ، وكان صوت صدى هذه الهجمات يُسمع على بُعد 30 كيلو متر أي نحو 19 ميل .
استطاع كيرن من تحقيق أهدافه في الانتصار على القوات العراقية ، كما تتم تتويجه من قِبل الأمريكان كبطل للحملة ، وقد قام اللواء مكافري بالسفر إلى مطار جليبة من أجل تقديم تهنئته لكيرن لأنه استطاع أن يستولى على المطار بعد هجمات ساحقة .
نتائج المعركة :
كانت المعركة دامية وقد تم فقدان نحو 2000 جندي عراقي ما بين قتلى وأسرى ومفقودين ، بينما قد أُصيب جندي واحد فقط من الجيش الأمريكي بنيران القوات العراقية في البداية ، ولكن كانت هناك حالة من الارتباك أدت إلى إصابة مركبات ام 2 برادلي من داخل المجموعة ج التي تتبع الكتيبة الثالثة بفوج المشاة الخامس عشر ؛ وكان ذلك عن طريق الخطأ حيث تم إطلاق خمس قذائف من اليورانيوم المنضب من قِبل دبابات المجموعة ج الخاصة بالكتيبة الثالثة بفوج درع 69 ، وقد أُطلقت من 15 إلى 25 طلقة عن طريق دبابات 72 الخاصة بالقوات العراقية ، مما أدى إلى سقوط عشر ضحايا من الجنود الأمريكيين ؛ حيث اثنين قتلى وثمانية جرحى .
ردود أفعال بالجيش الأمريكي :
كان الانتصار في تلك المعركة بالنسبة للأمريكان أمرًا حقق إليهم السعادة وقاموا بالتعبير عن فرحهم بهذا النجاح ، وقد أكدت بعض القيادات الأمريكية أنهم سعداء بمدى النجاح الذي آلت إليه معركة مطار جليبة .
وقد ورد على لسان الملازم الثاني نيل كريكت أنه كان هناك جنود من العراق كانوا يحاولون الاحتماء بعيدًا عن الهجمات داخل بعض الملاجئ الضحلة ، كما ذكر أن بعضهم كان يريد الاستسلام وقد هرول أغلبيتهم بشكل سريع نتيجة لإطلاق وابل من النيران عليهم ، كما أوضح أن القتلى من الجنود والطائرات المحترقة بدوا بصورة غير واقعية ، كما أعرب أنها كانت من أسعد لحظات حياته حينما وجد جنوده لازالوا على قيد الحياة .
تحدث أيضًا الرائد ديفيد بيرسون عن هذه المعركة ، وهو كان قائدًا لقوات المخابرات باللواء الثاني حيث أعرب عن أسفه لأنه قد شعر في نهاية الأمر أنهم مذنبون لأنهم قد ذبحوا الجنود العراقيين ولأنهم قد قاموا بأداء عملهم بشكل جيد ، كما أوضح أنهم مذنبون لأنهم كانوا يسعون إلى زيادة الخسائر عند الجيش العراقي ، وقد شبههم بالأطفال التي كانت تفر من ساحة القتال ؛ ومع ذلك واصلوا في زيادة خسائرهم .