هي تلك الصراعات التي ظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي والتي مازالت هي الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان السبب الرئيس فيها هو العبودية ، بدأت العبودية في أمريكا في مطلع القرن السابع عشر الميلادي ، بسبب استقدام العبيد الأفارقة لمستعمرة جيمس تاون الواقعة في ولاية فيرجينيا من أجل المساعدة في زراعة التبغ واستمرت العبودية حتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي مع الحرب الأهلية .
كان هذا التسخير جزءًا رئيسيًا من النشاط الاقتصادي للمستعمرات الأمريكية ، وخاصة بعد اختراع آلة حلج القطن في القرن الثامن عشر الميلادي ، مما أدى لازدهار تجارة الرقيق والعبودية ، ومع القرن التاسع عشر وبداية حركات المطالبة بإلغاء الرقيق برز جدل واسع حول تمزيق الأمة الأمريكية بسبب النزاعات الأهلية الدموية وانتهت بتحرير حوالي أربعة ملايين عبد وبداية حركات جديدة لإنهاء التميز العنصري .
بداية القصة :
كانت بداية العبودية لجلب الأفارقة للعمل بأسعار أرخص لدى البيض وفي عام 1619م رست أول سفينة هولندية تحمل معها عشرين أفريقي لمستعمرة جيمس تاون البريطانية ، وأزاد عدد العبيد شيئًا فشيئًا حتى وصل لسبعة ملايين أفريقي خلال القرن الثامن عشر تم استقدامهم للعالم الجديد ، وتركزت العبودية بمزارع الأرز والتبع القابعة على الساحل الجنوبي لأمريكا الشمالية وخلال الثورة الأمريكية على التاج البريطاني وبعد الانفصال اعترف الدستور الأمريكي بمؤسسات العبودية .
في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي كانت الأراضي المزروعة بالتبغ انهكت وضع الاقتصاد وازدهرت صناعة النسيج داخل بريطانيا وازداد الطلب على القطن المزروع بالجنوب وكان ذلك بمثابة قارب النجاة للاقتصاد المدمر وبعد اختراع آلة حلج القطن التي ساعدت على إزالة البذور من القطن وتم تحويل الأراضي بالكامل لزراعة القطن بالجنوب ، ولم تنتشر العبودية بالشمال ضاعف الكونجرس الأمريكي أعداد الرقيق لحوالي أربعة ملايين .
شكل العبيد ثلث الولايات المتحدة في الولايات الجنوبية ، عاشوا معظمهم بالمزارع وكانت حياتهم معقدة ، وتم حرمانهم من تعلم القراءة والكتابة وكانوا يعملون بوحشية وكان هناك عبيد الحقل وهم في رأس الهرم الاجتماعي وعبيد الحرفين وعبيد المنازل وحالت تلك الطبقات دون اتحادهم ولكن كل تلك المحاولات أفضت للثورة ، كانت البداية ثورة نات ترنر عام 1831م قام 65 عبد بقتل 60 مستعمر وتدخلت قوات الولايات لإخماد الثورة وانتهت بتشيد الأحكام .
وفي القرن التاسع عشر نمت حركة إلغاء العبودية بقيادة بعض الأفارقة الأحرار هم فريدريك دوغلاس وبدؤوا بمساعدة العبيد من الهروب من الجنوب للشمال من أجل تأمين المسكن لهم وتم تحرير نحو عشرة ألاف عبد بحول 1839م وزادت الحساسية بين الشمال والجنوب ، وتم التوسع لضم أراضي جديدة وتم احتدام الصراع بين شرعية العبودية وأصبحت بعض الولايات الجديدة تسمح بالعبودية كولاية ميسوري ، وفي عام 1854م ظهر قانون كنساس نبراسكا الذي ينص على حرية الولايات المتحدة باختيار مستقبل العبودية ، وفي عام 1861م أعلنت 34 ولاية جنوبية انفصالها عن الشمال وتشكيل الولاية الكونفدرالية واندلعت الحرب في ابريل من نفس العام .
وتوسعت لتشمل حصن سمتر وتشارلستون بالجنوب ، وانضمت الأراضي الهندية للأجزاء الجنوبية ولم تعرف الحكومة بالكونفدرالية ولم يعترف بها أي دولة خارجية ، سبق ذلك عام 1860م إعلان الرئيس إبراهام لينكولن لإنهاء العبودية مما اعتبره الولايات الجنوبية انتهاك لدستور ، ونشبت الحرب المرة التي امتدت لعام 1865م .