هي أحدى معارك الحملة الصليبية الأولى التي دارت بين كل من الصليبين والسلاجقة ، في دروريليوم قرب الأناضول ، بعد عزم الجيوش الصليبية بحملاتها على بلاد المشرق وصلوا إلى العاصمة السلجوقية عام 1097م وضربوا حصار على نيقية عاصمة سلاجقة الروم .

واستمر الحصار نحو خمسة أسابيع تعرض الصليبيون لخسائر فادحة ولكن مع وصول المد واستحكام الحصار سقطت نيقية في أيدى البيزنطيين يوم 16 رجب عام 490هـ الموافق 19 حزيران عام 1097م ، وبعد سقوط نيقية استأنف الصليبيون زحفهم عبر فريجيا عن طريق الطريق الذي يمر في دوريليوم وفيلوميليوم وقونية ، حتى وصولوا لقرية طوسوس .

كانت القوات البيزنطية بقيادة تاتيكيوس توقفوا بقرية لويكي ، وهناك عقدوا مجلس عسكري ليحددوا خطة الزحف ، وهناك قرروا تقسيم الجيش الصليبي إلى قسمين لتسهيل عملية التموين أثناء الزحف ، ولكي يتمكنوا من القضاء على المقاومة السلجوقية.

كان القسم الأول من الجيش من نورمان جنوب إيطاليا وشمال فرنسا هم أتباع بوهيموند وجنود كونت فلاندر ، أما القسم الثاني تكون من جنود فرنسا واللورين أتباع غودفري دي يوايون وريمدند ، وجنود كونت فرماندوا وقادخ ريموند ، وتقرر أن يلتقيا في دوريليوم بعد السير بشكل متوازن ، وتقدم الجيش الصليبي بقسميه لمنطقة السهول ، وكان الاتراك يتربصون على أحد روافد نهر سنغاريوس ، وحرص الصليبيون ألا يفرقهم الأتراك أو يفاجئوهم بخوض معركة لم يستعدوا لها .

فعسكروا في يوم 27 رجب الموافق 30 حزيران قرب خرائب دوريليوم ، ثم ظهر الأتراك في صباح اليوم التالي وجرى الاشتباك بين الطرفين ولكن أسفرت النتائج عن انتصار الصليبين بعدما رجحت كفة الأتراك في بداية المعركة واستمرت لساعات قبل أن يصل القسم الثاني من جيش الصليبين ويشترك بالقتال ، فانسحب السلطان قلج أرسلان الأول لداخل هضبة الأناضول وعندها أدرك أن لا فائدة من استمرار القتال واستولى الصليبين على المدينة .

وصف المؤرخون معركة دوريليوم بمعركة الحظ وكان لها تأثير بالغ على أوضاع السلاجقة ، إذ بهزيمتهم خسروا ما كسبوه خلال أكثر من عشرين عامًا ، وأردك السلطان أنه لا جدوى من وقف الزحف الصليبي وكانت تلك المعركة هي التي فتحت الطريق لاحتلال الشام وكفلت لهم سلامة المرور عبر آسيا الصغرى بذلك استرد الصليبين الجزء الغربي من الأناضول .

By Lars