بعد الثورة الفرنسية وإزاحة النظام الملكي بها ، دخلت فرنسا في عدة حروب مع جيرانها ، وقد كانت بالفعل هناك حرب دائرة بينها وبين الجارة إنجلترا ، ولكن حدة العداوة زادت بعد الثورة خوفا من الإنجليز من انتقال الثورة إليهم .

وبعد وصول نابليون للحكم زادت حدت الخلافات بين فرنسا وجيرانها ، وقد كان نابليون بونابرت رجل عسكري يعشق الحروب ، ولذلك أعلن الحرب على روسيا عام 1813م ، وقد استولى بالفعل على موسكو ، إلا أن البرد الروسي القارص تسبب في هزيمته .

وجدت الجيوش الأوروبية الفرصة سانحة للقضاء على خطر نابليون ، فتجمعت جيوش كلا من روسيا وبريطانيا والنمسا والسويد وأسبانيا والبرتغال ، وكونت تحالف يعرف بالتحالف السادس لحرب نابليون ، إلا أنه هزمهم في معركة دريسدن عام 1814م .

ولكن الحلفاء تجمعوا مجددًا واستكملوا الحرب وهزم نابليون في معركة الأمم وقد أجبر نابليون عن التنازل عن العرش للملك لويس الثامن ، وتم نفيه إلى جزيرة إلبا ، ولكنه استطاع الهرب ، وفي عام 1815م ووصل بسفينته إلى الساحل الفرنسي ، وانضم إليه بعض من القوات ، وانضمت إليه الفرقة المكلفة بالتصدي له وكون جيشًا من جديد .

وتعد معركة واترلو Battle of Waterloo من المعارك الفاصلة في التاريخ والتي وقعت في 18 يونيو عام 1815م ، داخل قرية واترلو قرب العاصمة البلجيكية بروكسل ، وهي آخر معارك الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت ، هزم بها هزيمة شديدة غير متوقعة لقائد بعبقرية نابليون ، وهذا ما جعل الإنجليز يصفون فيما بعد الشخص الذي يعاني من حظ سيء جداً بأنه صادف واترلو .

والجدير بالذكر أن فرار نابليون من منفاه في جزيرة إلبا ، اضطر أعضاء مؤتمر فيينا إنهاء المؤتمر ، والتفرغ لحرب نابليون الذي اعتبروه خارجاً على القانون ، وبهذا تكون معركة واترلو قد فرضها نابليون على الحلفاء .

وصلت إلى بلجيكا مباشرة جيوش إنجلترا وبروسيا ، ومن الطرف الآخر جيوش فرنسا على أن تتوافد إلى جهة الراين جيوش بقية الحلفاء ، الجيش الانجليزي عين على قيادته دوق ويلينغتون ويقدر تعداد جيشه 68,000 جندي ، والجيش البروسي وقائده المارشال (بلوخر) وتعداد جيشه 50,000 جندي .

أما تعداد جيش الفرنسي بقيادة الامبراطور نابليون هو 72,000 جندي ، كانت خطة نابليون الفصل بين الجيشين والقضاء على جيش بمفرده ، قبل وصول جيوش روسيا والنمسا ، ولهذا سبق معركة واترلو الحاسمة معارك تمهيدية فرعية هي : معركة كواتر براس، ومعركة ليني ، وهي المعركة التي استطاع فيها نابليون هزيمة الجيش البروسي،  مما دفع بلوخر إلى الانسحاب والهرب .

وقائع المعركة :
تأخرت المعركة بسبب الأمطار الغزيرة ، التي أعاقت تنقل المدفعية ، وقد وضع قائد الجيش الإنجليزي قواته خلف تلة لحمايتها من هجمات مدفعية نابليون ، وقد حاول نابليون قبل المعركة أن يستولي على قلعة صغيرة على الجانب الغربي ، كان يحتلها الجيش الإنجليزي لكن خطته فشلت .

وقد أمر نابليون قواته بتسليط المدفعية على الجيش الإنجليزي ، مما سبب به خسائر كبيرة ، وفي المساء عاد بلوخر قائد الجيش البروسي بقواته مجددًا ، إلى أرض المعركة وقد أثر ذلك على نتائج المعركة ، إذ رجحت قوة الحلفاء ضد نابليون وبدأ جيشه ينهزم .

استمر نابليون في القتال حتى تساقط عدد من كبير من جنوده قتلى ، وفي هذه المعركة فقد ويلينجتون جوادين ، حتى أنه حمل سيفه والتحم مع الجنود بدون جواد ، وأرادا نابليون أن يشارك بنفسه في المعركة ، ولكن ضباطه منعوه من ذلك ، وانهزم نابليون وعاد إلى باريس بعد أن ترك وراءه الكثير من الجثث .

نتائج المعركة :
بعد خسارة نابليون لهذه المعركة عاد إلى فرنسا ، ولكن تم القبض عليه ونفيه مجددًا ، إلى جزيرة سانت هيلانه ، وظل هناك حتى مات هناك عام 1821م ، وانتهى العهد الإمبراطوري بفرنسا إلى الأبد .

By Lars