تعتبر حرب فرنسا ضد روسيا جزء من الحروب النابليونية ، وقد كانت المعارك بالتوازي مع حرب 1812م ، التي دارت بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ، وكمعظم الحروب التي خاضها نابليون بدلًا من أن تدعم تلك الحرب سلطة نابليون زادته سوءًا بعد هزيمته وخسارته لمعظم جنوده .
الهدف من الحرب :
كان في اعتقاد نابليون أنه حين يحتل روسيا سيضغط على انجلترا من أجل المفاوضات ، عن طريق إجبار إمبراطور روسيا إلكسندر الأول على وقف طريق التجارة بين روسيا وبريطانيا ، أما الهدف الذي أعلنه نابليون فهو تحرير بولندا من الروس .
أحداث الحرب :
دارت تلك الحرب في عدة معارك بدأت أولى معاركها في 24 يونيو عام 1812م ، حيث أرسل نابليون بونابرت قوات فرنسية يقدر عددها بـ 680 ألف جندي عبر مناطق غرب روسيا للاشتباك مع الجيش الروسي ، وبالفعل دارت عدة معارك صغيرة بين القوات الفرنسية والتي كان عددها كبير والقوات الروسية ، ولكن تلك المعارك لم تكن هي هدف نابليون ، فقد كان يتطلع إلى القضاء على الجيش الروسي في معركة كبيرة .
حصل نابليون على فرصته في شهر أغسطس حيث التقى مع الجيش الروسي في شهر أغسطس عند مدينة سمولسنك ، وقد ظن نابليون أنه سوف يقضي على الجيش الروسي في تلك المعركة ، ولكن أمله قد خاب بعد أن صدرت الأوامر للقوات الروسية بالانسحاب باتجاه الشرق داخل روسيا ، بعد أن قامت القوات الروسية بحرق مدينة سمولسنك وذلك حتى لا يستطيع الفرنسيين الحصول على الطعام والمؤن الموجودة بالمدينة .
ولكن بدلا من أن يدفع ذلك نابليون إلى التراجع استمر في التوغل في الداخل الروسي ، حتى التحم مجددًا مع الجيش الروسي عند بلدة صغيرة تسمى بورودينو يبعد عن موسكو بحوالي 70 ميلًا ، وقد خسر الجيش الفرنسي في تلك المعركة عدد كبير جدًا من الجنود ولكنه حقق نصرًا عسكريًا كبيرًا على الجيش الروسي ، ولكن الجيش الروسي استطاع تنظيم قواته وواصل الانسحاب شرقًا ، دون أن يحقق نابليون .
وعلى الرغم من انتصار الجيش الفرنسي في تلك المعركة إلا أن نابليون لم يستطيع الحصول على هدفه في النهاية ، بل على العكس فقد تورط الجيش الفرنسي في الداخل الروسي ، وكان الجيش الروسي يتبع سياسة الأرض المحروقة حيث يقوم الجنود بحرق القرى قبل الانسحاب منها ، وقد بدأت مؤن الجيش الفرنسي تنفذ وكانوا يأملون في الحصول على إمدادات للجيش في القرى الروسية ولكن خططهم قد اجهضت بحرق القرى .
وبعد عدة أيام من أيام من معركة بوردينيو وصل الجيش الفرنسي لموسكو ، وكان من المفترض أن يكون سقوط العاصمة موسكو هو النصر الحاسم الذي ينشده نابليون ، ولكن كانت تلك المعركة مثل مثيلاتها ، حتى أن القيصر الروسي لم يطلب عقد صلح أو هدنة مع نابليون بونابرت ، فقد راهن القيصر على الشتاء الروسي .
بالفعل مع دخول فصل الشتاء على روسيا والانخفاض الشديد في درجات الحرارة والتي كانت تصل لعدة درجات تحت الصفر ، وعدم استعداد الجنود الفرنسيين لهذا الشتاء القارص بالملابس المناسبة ، بدأ الجنود الفرنسيون يتساقطون بسبب الجوع والبرد ، ولذلك قرر نابليون الانسحاب من عدة قرى روسية على أمل أن يستطيع الحصول على مؤن من أجل الجيش ، ولكن خاب رجاؤه مرة أخرى .
نتائج الحرب :
وبحلول شهر نوفمبر لم يعد يتبقى من تعداد الجيش الفرنسي الضخم سوى عدد قليل لا يتعدى 27 ألف جندي ، وبعد عبور الجيش الفرنسي لنهر بيرزينيا قرر نابليون الانسحاب الكامل من روسيا ، بعد أن خسر معظم جيشه هناك ودون الحصول على أي مكاسب سياسية ، من وراء تلك الحرب وقد انتهت حملة نابليون على روسيا في شهر ديسمبر 1812م بعد حوالي ستة أشهر من بدايتها .