كان ابن ماجه رحمه الله من أئمة علم الحديث ، وهو صاحب كتاب” سنن ابن ماجه ” الذي يعد الرابع بين كتب الحديث الستة الصحاح ، كما كان له كتاب في تفسير القرآن وصفه ابن ثير بأنه تفسير حافل ، ولكنه للأسف ضاع مع ما ضاع من التراث الإسلامي .
سيرة ابن ماجه :
الاسم الكامل لابن ماجه هو الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القَزْوِينِيُّ ، وقد ولد في قزوين وهي تقع في بلاد فارس عام مائتين وتسعة للهجرة ، وتعلق بالعلوم الشرعية منذ صغره وخاصة علم الحديث ، فكان يحضر مجالس العلماء في قريته ، كما أنه حفظ القرآن الكريم منذ صغره .
وعندما وجد الإمام أن العلم في مدينته غير كافِ قرر أن يرتحل ليستزيد من العلم ، وقد جاب البلاد لمدة 15 عام ، درس فيها على يد أفضل شيوخ العالم الإسلامي في مكة والمدينة ومصر والعراق غيرهم من الأمصار الإسلامية ، ومن الشيوخ الذين تتلمذ ابن ماجه على يدهم الشيخ بن محمد الكنافسي الحافظ، والبخاري ومحمد بن عبد الله بن نمير والمنذر الحزامي وعبدالله بن معاوية وجبارة بن المغلس ومحمد بن رمح وداود بن رشيد ، وقد ذكر كل أساتذته في سننه وتآليفه .
وخلال رحلاته لم يكن ابن ماجه يدرس فقط ، ولكنه كان ينشر علمه أيضًا ، وقد أصبح له تلاميذ كثر ، وكان أشهر من تتلمذ على يده وروى عنه علي بن سعيد بن عبد الله الغداني وإبراهيم بن دينار الجرشي الهمداني وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني الحافظ ، وغيرهم الكثير .
وبعد 15 من الترحال قرر ابن ماجه العودة إلى قزوين ، وهناك تفرغ للتأليف وتدوين كل ما تعلمه ، ولكن للأسف فإن معظم ما كتبه قد ضاع ، ومما ضاع كتاب تفسير القرآن ، وكتاب أخر أرخ فيه التاريخ الإسلامي منذ عهد الصحابة وحتى عهده .
سنن ابن ماجه :
ولكن أشهر ما ألفه ابن ماجه هو سنن ابن ماجه وهو من أعظم الكتب في التاريخ الإسلامي ، هو كتاب يتألف من مقدمة وسبعة وثلاثين كتابًا ، وألف وخمسمائة باب ، وجمع فيه أربعة آلاف وثلاثمائة وواحد وأربعين حديثًا ، ومن بين تلك الأحاديث هناك ثلاثة آلاف واثنان(3002) حديث اشترك معه في تخريجها أصحاب الكتب الخمسة الأخرى ، وألف وثلاثمائة وتسعة وعشرين(1329) حديث انفرد هو بتخريجها ومن بينها أربعمائة وثمان وعشرين حديث صحيح .
وفاته :
بعد أن قضى ابن ماجه معظم حياته في دراسة علوم الحديث ، وافته المنية عام مائتين وثلاث وسبعين للهجرة عن عمر 64 عامًا ، ولكنه ترك ورائه واحد من أعظم كتب الحديث في التاريخ الإسلامي وأصبح من كبار الأئمة في كل العصور ، ولأن كتاب السنن يعد من أهم كتب الحديث فقد أولاه كبار العلماء اهتمامًا خاصًا ، وأسهبوا في شرحه .
ومن أشهر شروح سنن ابن ماجه كتاب “شرح سنن ابن ماجه” للمحدث محمد بن عبد الهادي السندي ، “ومصباح الزجاجة في شرح سنن بن ماجه” للشيخ جلال الدين السيوطي .