ذات مرة مر النبي صلّ الله عليه وسلم بخيمة لرجل أعرابي ووقف النبي صلّ الله عليه وسلم عنده وأكرم الأعربي النبي صلّ الله عليه وسلم وأحس وفادته وقال له عليه الصلاة والسلام إذا جئت المدينة فأتنا ولم تمضي أيام وذهب الأعرابي للنبي صلّ الله عليه وسلم في المدينة المنورة فقال له النبي صلّ الله عليه وسلم بعدما أكرمه سلني فقال أسألك فقال له النبي عليه الصلاة والسلام نعم فقال له أسألك دابة أركبها فقال النبي صلّ الله عليه وسلم أعطاه دابة .
ثم قال له النبي صلّ الله عليه وسلم مرة أخرى سلني فقال وجارية تخدم أهلي ثم قال له سلني وقال وكلبًا يحرس غنمي فقال النبي صلّ الله عليه وسلم أعطوه كلبًا ليحرس غنمه ثم قال النبي صلّ الله عليه وسلم له مرة أخرى سلني فكست الأعرابي وتذكر الرسول صلّ الله عليه وسلم يوسف وموسى والأنبياء فقال له صلّ الله عليه وسلم أعجزت أن تكون كعجوز بني إسرائيل .
فقال الصحابة لرسول الله صلّ الله عليه وسلم ومن عجوز بني إسرائيل ، فقال صلّ الله عليه وسلم إن موسى عليه السلام لما أراد أن يرتحل بقومه لمكان أخر قال له قومه إن يوسف قد أخذ علينا العهود والمواثيق ألا نرتحل من مكاننا وهو معنا فقال لهم فأين قبر يوسف فقالوا ما ندري ما يعرفه منا إلا عجوز منا فقال لهم موسى عليه السلام فأين العجوز فنادوها لموسى عليه السلام وأقبلت العجوز إلى موسى فسألها موسى عليه السلام أين قبر فقالت لا أخبرك به حتى تعطيني سؤلي .
فقال لها موسى عليه السلام وما هو سؤلك فقالت سؤلي هو مرافقتك في الجنة فكأن موسى عليه السلام استعظم ذلك فأوحى الله تعالى إليه أن أعطها سؤلها فقال لها موسى عليه السلام لك سؤلك فدلتهم على موضع ماء فلما أقلبوا للماء قالت انزحوه ثم قالت لهم أحفروا في هذا المكان فحفروا فأخرجوا يوسف عليه السلام وصارت العجوز رفيقة الأنبياء في الجنة والحديث رواه الطبري وهو حديث صحيح .