تحدث رسول الله صلّ الله عليه وسلم عن الصحابي حكيم بن حزام قبل أن يدخل الإسلام قائلًا :”إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك وأرغب لهم في الإسلام ؛ أحدهم حكيم بن حزام” ، إنه الصحابي حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي الأسدي ، وهو ابن أخي السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وقد ورد بالتاريخ أنه المولود الوحيد الذي تمت ولادته داخل الكعبة المشرفة .
حكيم في الجاهلية :
كان حكيم بن حزام واحدًا من سادة قريش ، وكانت تربطه علاقة صداقة مع الرسول صلّ الله عليه وسلم قبل البعثة ، كما أنه كان يوده بعد البعثة ، غير أن إسلامه قد تأخر ، حيث أنه أسلم في عام الفتح ، وقد قام حكيم بشراء زيد بن حارثة حينما كان مسبيًا من الشام ، ثم أهداه لعمته خديجة رضي الله عنها .
تميز حكيم بن حزام بمكانة مرموقة ومميزة بين سادات قريش ، ولكنه لم يتأثر بالفساد من حوله وظلّ على فطرته السليمة ، وقد قال الزبير عنه : “جاء الإسلام وفي يد حكيم الرفدة ، وكان يفعل المعروف ويصل الرحم” ، وورد في الصحيح أنه سأل الرسول صلّ الله عليه وسلم قائلًا :”أشياء كنت أفعلها في الجاهلية ؛ ألي فيها أجر؟” ، فقال له الرسول :”أسلمت على ما سلف لك من خير”.
قصة دخوله الإسلام :
اعتنق الصحابي حكيم بن حزام الإسلام قبل أن يقوم الرسول صلّ الله عليه وسلم بفتح مكة بيوم واحد ، وكان إسلامه في عام الفتح متأخرًا ، وقد ترك الرسول الكريم أثرًا واضحًا في تربية وأخلاق حكيم بن حزام الذي تمتع بحسن الخلق ، ومما ورد عن حكيم بن حزام قوله :”سألت رسول الله فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني”.
ثم قال له الرسول صلّ الله عليه وسلم :”يا حكيم ؛ هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى” ، فقال حكيم للنبي آنذاك :”يا رسول الله ؛ والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا” ، وكان أبو بكر رضي الله عنه يقوم بدعوة حكيم ليعطيه العطاء فكان يأبى أن يقبل شيئًا منه ، كما دعاه عمر أيضًا ليعطيه فكان يرفض ، وبذلك لم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد الرسول الكريم حتى توفي .
تميز حكيم بحسن إسلامه وكرمه ، حيث أنه كان مسئول الرفادة وقد باع دار الندة بمائة ألف درهم لمعاوية ، ثم تصدق بالمبلغ كله وحينما عاتبه الزبير على ذلك قال له : “يا ابن أخي اشتريت بها دارًا في الجنة” ، وكا حكيم قد شهد موقعة بدر الكبرى مع المشركين ، وقد تحدث عن ذلك اليوم قائلًا :”لما كان يوم بدر أمر رسول الله فأخذ كفًا من الحصا ، فاستقبلنا به فرمى بها وقال “شاهت الوجوه” ، فانهزمنا”.
روايته للحديث :
روى الصحابي حكيم بن حزام أحاديث عن الرسول صلّ الله عليه وسلم ، ومن بين تلك الأحاديث قوله : “بينما رسول بين أصحابه إذ قال لهم : هل تسمعون ما أسمع؟ ، قالوا : ما نسمع من شيء ، فقال رسول الله : إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط ، وما فيها من موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم”.
وفاته : ورد عن البخاري في التاريخ أن الصحابي حكيم بن حزام قد توفي سنة ستين وهو ابن عشرين ومائة سنة .