هو صدي بن عجلان بن وهب الباهلي ولد عام 21 قبل الهجرة الموافق 641م ، من قبيلة باهلة ” وهم بنو معن بن مالك بن أعصر بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن ادد بن قيدار بن نابت بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام ” وكان أبو أمامة الباهلي صحابي زاهد روى عنه الكثير من أحاديث الرسول صلِّ الله عليه وسلم وأرسله الرسول صلِّ الله عليه وسلم إلى قومه وأسلموا على يده .
سكن أبو أمامة رضوان الله عليه الشام وهو أخر من مات من الصحابة رضوان الله عليهم وهو أحد المبايعين للرسول صلِّ الله عليه وسلم تحت الشجرة .
قصة إسلام قومه :
يذكر أنه عندما أرسله الرسول صلِّ الله عليه وسلم إلى قومه كانوا على طعام فرحبوا به ودعوه للطعام فقال لهم إني جِئْتُ لأنهاكم عن هذا الطعام، وأنا رسول رسول الله صلِّ الله عليه وسلم أتيتكم لتُؤمنوا به .
فكذبوه وكان جائع وظمأن فنام من الجهد الكبير الذي بذله فأتى في منامه بشربة حليب فشرب وروى عظمه فقال قومه ، ” أتاكم رجل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه، اذهبوا إليه ” ، وأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي فلما أتوه بالطعام والشراب قال لهم ” لا حاجة لي في طعامكم وشرابكم ، فإن الله عزّ وجلّ أطعمني وسقاني ، فانظروا إلى الحال التي أنا عليها فنظروا فآمنوا بي وبما جئتُ به من عند رسول الله صلِّ الله عليه وسلم .
قصته مع هرقل :
يقول أبو أمامة رضي الله عنه بعثت أنا ورجل من قريش إلى هرقل حتى ندعوه إلى دين الإسلام فنزلنا على جبلة فدعوناه إلى الإسلام ، فإذا عليه ثياب سواد ، فسأله عن ذلك قال : حلفت ألا أنزعها حتى أخرجكم من الشام ، فقال: فقلنا له : والله لنأخذن مجلسك هذا ولنأخذن منك الملك الأعظم أخبرنا بهذا نبينا ، فقال: لستم بهم.
ثم ذكر قصة دخولهم على هرقل واستخلائهم فأخرج لهم أربعة فيها صفات الأنبياء إلى أن أخرج لهم صورة محمد فإذا هي بيضاء ، فقال : أتعرفون هذا قال : فبكينا ، وقلنا : نعم ، فقام قائمًا ثم جلس فقال : والله إنه لهذا قلنا : نعم قال : فأمسك ثم قال : أما إنه كان آخر البيوت ولكني عجلته لأنظر ما عندكم .
ثم قال : لو طابت نفسي بالخروج من ملكي لوددت أني كنت عبدًا لأسدكم في ملكه حتى أموت ، فقال: فلما رجعنا حدثنا أبا بكر رضي الله عنه فبكى ثم قال : لو أراد الله به خيرًا لفعل ، ثم قال: أخبرنا رسول الله صلِّ الله عليه وسلم أنهم واليهود يعرفون نعت النبي صلِّ الله عليه وسلم .
قصة الدعاء بالشهادة :
في أحد الغزوات ذهب لرسول صلِّ الله عليه وسلم يطلب منه أن يدعو لله بالشهادة فقال الرسول عليه الصلاة والسلام اللهم سلمهم وفي أحد الرويات ثَبِّتْهُم وغَنِّمْهم ، فغزوا وسَلِموا وغَنِموا ، وفي غزة أخرى قال للرسول صلِّ الله عليه وسلم أن يدعو له بالشهادة فدعا الرسول صلِّ الله عليه وسلم بالغنيمة والثبات .
ثم في الغزوة الثالثة قال يا رسول الله إنّي قد أتيتُكَ مرّتين أسألك أن تدعوَ لي بالشهادة ، فقلت: اللهم سلّمهم وغنّمهم يا رسول الله فادعُ لي بالشهادة ، فقال رسول الله اللهم سلّمهم وغنّمهم فغزوا وسلموا وغنموا ، فأتاه بعد ذلك فقال: يا رسول الله ! مُرْني بعملٍ آخُذُهُ عنك، فينفعني الله به فقال صلِّ الله عليه وسلم له عليك بالصَّوْم فإنّه لا مثْلَ له .
كان رضي الله عليه كثير الصيام في أحد المرات جاءه رجل يقول يا أبا أمامة ! إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك ، كلّما دخلتَ وكلّما خرجت ، وكلّما قمت وكلّما جلست ، فقال أبو أمامة اللهم غفراً دَعُونا عنكم ، وأنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة .
الوفاة : عمر أبو أمامة طويلًا وتوفي عام 86 هـ في خلافة عبدالملك بن مروان وكان أخر من توفي من الصحابة رضوان الله عليهم في أرض الشام .