تفوح رائحة العطر الإيماني مع ذكر سيرة الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن ، حيث التزود من قوة إيمانهن وصبرهن ، وقد كانت هزيلة بنت عتبة الأنصارية هي واحدة من الصحابيات في عهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وهي التي أنجبت عددًا من الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم جميعًا ، فمن هي هزيلة بنت عتبة .

نسبها وعائلتها :
هي هزيلة بنت عتبة الخزرجية الأنصارية ، وكان قومها معروفين باسم بني الحارث بن الخزرج أو بلحارث بن الخزرج ، وقد اشتهروا أيضًا باسم بني الأغر ، وقام بن حبيب بذكر اسمها قائلًا “هزيلة بنت عمرو بن عتبة بن خديج” ، وكانت أمها هي أميمة بنت سحيم بن الأسود بن حرام من بني مالك بن النجار .

تزوجت هزيلة من الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، والذي أنجبت منه الصحابي سعد بن الربيع رضي الله عنه ، والذي كان واحدًا من النقباء الاثنى عشر الذين سبقوا للدخول في الإسلام ، كما أنجبت أيضًا الصحابية محبة بنت الربيع رضي الله عنها .

وقد تزوجت هزيلة مرةً أخرى بعد الربيع من الصحابي الجليل خارجة بن زيد بن أبي زهير رضي الله عنه ، وقد أنجبت منه الصحابية حبيبة بنت خارجة بن زيد والتي تزوجت من أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، كما أنجبت أيضًا الصحابي البدري زيد بن خارجة رضي الله عنه ، وهو الذي تحدث بعد وفاته أثناء زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهناك قول يذكر أنها أنجبت كذلك من خارجة صحابي آخر عُرف باسم سعد بن خارجة ، والذي قيل أيضًا أنه قد نال شرف الشهادة مع أبيه في غزوة أحد .

اعتناق هزيلة للدين الإسلامي :
دخلت هزيلة بنت عتبة رضي الله عنها الإسلام في وقت مبكر ، حيث ذُكر أنها فيما يبدو كانت من السابقين للدخول في الدين الإسلامي ، وقامت بمبايعة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وقد كان زوجها خارجة بن زيد أيضًا من السابقين إلى الإسلام  ، وكان ينتمي إلى الطبقة الأولى في الأنصار ، وكان إسلامه قبل الهجرة ، كما أنه شهد بيعة العقبة الثانية .

زواج أبو بكر الصديق من ابنة هزيلة :
قام الرسول صلّ الله عليه وسلم بعد الهجرة بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وقد آخى بين أبي بكر الصديق وبين خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي رضي الله عنهما ، وهو ما أدى إلى نزول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في منزل أخيه في الإسلام خارجة بن زيد ، والذي كان يقع في منطقة السُنح بعوالي المدينة المنورة  ، وبعد نزول أبي بكر عند خارجة تقدم للزواج من ابنته حبيبة ، وقيل أن أبي بكر لم يزل في بني الحارث بن الخزرج حتى توفي رسول الله صلّ الله عليه وسلم.

وفاتها : لم يتم الوصول إلى تاريخ لوفاة الصحابية هزيلة بنت عنبة رضي الله عنها ، حيث لا توجد مصادر تذكر تاريخ وفاتها .

By Lars