حينما يريد الله سبحانه وتعالى الهداية لشخص ما ؛ فإنه يفقهه في الدين الإسلامي ، ويوسع مداركه كي يفهم آيات المولى عز وجل في القرآن الكريم ، حتى يصل إلى رتبة الإيمان بالله ورسوله محمد صلّ الله عليه وسلم ، فكم من أناس لم يكونوا مسلمين ، ثم يخترق نور الإيمان قلوبهم ليصبحوا مسلمين أتقياء ، كما أن هناك الكثير من المسيحيين الذين دخلوا الإسلام عن اقتناع وإيمان ، وقد أسلم العديد من القساوسة عبر أنحاء العالم .

ومن القصص الشهيرة لدخول القساوسة الإسلام قصة إسلام القس رحمة بورنومو rahmat Purnom المسئول عن التنصير في كنيسة (بيتل إنجيل سبينوا) بإندونيسيا ، وكان قسًّا يتمتَّع بالشهرة الواسعة والرفاهية ، كما كان يعامله الجميع بكل تبجيل واحترام ، ولكنه ترك كل هذا خلف ظهره بعد أن تأكد عن يقين من صدق القرآن الكريم ، فما هي قصته مع الإسلام ؟

قصة دخول رحمة بورنومو الإسلام  :
كان رحمة بورنومو ينتمي إلى عائلة دينية نصرانية ، حيث أن والده كان قسًا ، كما أن جده كان أيضًا قسًا ، وكانت والدته تعمل كمعلمة إنجيل للسيدات ، إذن فكيف خرج القس من ثوب النصرانية الذي كان يعيش بداخله ؟ ، مجرد سؤال طُرح عليه ليغير مسار حياته تمامًا ، فتكون الهداية التي وضعها الله تعالى في طريقه ، فما هو هذا السؤال .

ذات يوم قامت الكنيسة بإرسال القس رحمة إلى منطقة “دايري” من أجل القيام ببعض أعمال التنصير هناك ، وأثناء قيامه بعمله حضر إليه شخص من معلمي القرآن الكريم ، ثم قام بسؤاله قائلًا  : “إن كان عيسى المسيح إله ؛ فما هو دليلك على ألوهيته؟” ، فأجابه رحمة في ذلك الوقت بقوله “سواء كان هناك دليل أم لا ، فإن الأمر لا يعنيك في شيء ، إن شئت فلتؤمن وإن شئت فلتكفر”.

لم يمر السؤال مرور الكرام على القس رحمة ، بل إنه قام بالبحث عن إجابته في الأناجيل المختلفة ، ولكنه اصطدم بالخلافات الكبيرة بين هذه الأناجيل ، فهناك إنجيل يقول أن عيسى إله وهناك آخر يقول أنه من بني البشر ، وهناك ثالث يقول أنه ابن الله ، ومن هنا بدأ الشك يدب في قلب القس رحمة .

بدأ القس رحمة يتدبر العديد من الأمور في الإنجيل ، حتى تزلزل إيمانه بسبب تعمقه في معنى أن ذنوب الناس لا تُغتفر حتى يتم صلب عيسى عليه السلام ، حيث أنه فكر في منطقية هذا الكلام ، حتى توصل أن هذا الأمر غير حقيقي ، وهو ما جعله يبذل الكثير من الجهود ليصل إلى الحقيقة ، حيث اتجه إلى الكثير من المذاهب الموجودة في المسيحية ، ولكنه لم يصل إلى إجابات شافية عن أسئلته التي أثيرت حول بعض الأمور .

وحينما لم يتمكن من الوصول إلى الحقيقة ، اتجه إلى البوذية التي لم يجد فيها أيضًا أي نتائج إيجابية ، فلم يجد بدًا من دراسة الدين الإسلامي على الرغم من كراهيته له ، وذلك نتيجة لبعض الشبهات والأكاذيب التي كانت تثار حوله ، ولكنه قد اتجه لدراسته بعد شعوره بأنه يعاني من حالة ضياع شديدة .

اختلى رحمة بنفسه داخل غرفته متجهًا إلى الله تعالى بالدعاء متضرعًا لعله يصل إلى حقيقة الإيمان ، حيث قال : “يا رب إذا كنت موجودًا حقًا ؛ فخذ بناصيتي إلى طريق النور والهدى ، وأهدني إلى دينك الحق الذي ارتضيته للناس” ، ومرت الأيام حتى رأى في منامه ذات يوم الدنيا من حوله ظلام دامس لا يستطيع أن يرى ، حتى ظهر أمامه شخص يشع نورًا ، وكان هذا الرجل يلبس ثوبًا أبيض وعمامة بيضاء وله لحية جعدة الشعر ، وكان وجهه مبتسم .

لم ير رحمة في جمال هذا الشخص الذي ظهر في منامه ، وقد قال له هذا الرجل ردد الشهادتين ، وهو لم يكن يدرك ما الشهادتين فقال له قل :”أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله” ، حتى كررها ثلاث مرات ثم ذهب هذا الرجل ، وحينما استيقظ رحمة وسأل عن الشهادتين وعن هذا الرجل الذي رآه علم أنها رؤية حق خاصةً بعد أن تأكد من الشهادتين في الدين الإسلامي ، وعلم أن هذا الرجل هو رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ومنذ ذلك الحين أعلن رحمة بورنومو اعتناقه الدين الإسلامي .

By Lars