الشيطان وجنوده ، نتساءل دائمًا ، هل للشيطان معاونين وجنود ؟ وللإجابة على تساؤلنا الدائم ولكي نكمل الصورة ، فنقول إن هناك جنودًا للشيطان ، جنودًا مادية من الإنس والجن ، وجنودًا معنوية يستخدمها في إضلاله الناس .
خضوع الجن لسيدنا سليمان :
ولكن لنعلم أنه لا للشيطان ولا جنوده ، أن يخرجون عن أمر الله الفعلي في كونه .. ولقد أعطانا الله سبحانه وتعالى تجربة عملية في ذلك ، بأنه أخضع الشياطين الذين هم أعلى عنصرا في الخلق ، لبشر ! وهو سيدنا سليمان عليه السلام ، وجعلهم يأتمرون بأمره ولا يستطيعون مخالفته .
فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) صدق الله العظيم .
أمر الله على الشياطين وصالحهم :
وهكذا أخضع الله سبحانه وتعالى الجن ، شياطينهم وصالحهم ، كما سبق ذكره لبشر مخلوق من طين ، ولو أراد الحق سبحانه وتعالى أن يخضع لنا الشياطين لأخضعهم لنا ، لأن الله جل جلاله ، استجاب لدعوة سينا سليمان عليه السلام ، حين دعاه يطلب ملكًا لا يعطيه لأحد من بعده .
وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ) صدق الله العظيم .
إرادة الله فوق كل شيء :
ونستنتج مما سبق أن الله سبحانه وتعالى ، حين أراد أن يخضع الشياطين للإنسان أخضعهم رغم إرادتهم قهرًا ، فلا يعتقد أحد أن الشياطين في الأرض تقوم بما تقوم به ، رغما عن إرادة الله في كونه ، بل كما سبق ذكره هي من تمام مهمة الدنيا أن يكون فيها إغواء ، وفيها جهاد وإيمان وأن ينتصر المؤمنون بجهادهم وإيمانهم ، على إغواء الشيطان فيستحقوا الجنة .
الشيطان وجنوده :
إن الشيطان كما قلنا له جنود مادية وجنود معنوية ، ومن أكبر جنود الشيطان المعنوية الغرور ، فهو يظل يحوم حول الإنسان ، حتى يدخل إلى قلبه الغرور المعنوي والمادي ويحاول أن يجعله يغتر بماله ، أو بعلمه أو بقوته ، أو بأي شيء آخر.. المهم أن يغتر الإنسان ، ويحسب أنه استغنى عن الله تبارك وتعالى ، وينسب الفضل إلى نفسه ، فيقع في المعصية والكفر .